الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المنصة العالمية للتعريف بالنبي محمد .. الأزهر يكلف مرصد مكافحة التطرف للقيام بالمهمة.. الوصول إلى جذور السلوك العدواني.. وطرح محتوى مناسب جميع الأفراد

الازهر
الازهر

المنصة العالمية للتعريف بالنبي محمد...
الأزهر يكلف مرصد مكافحة التطرف للقيام بالمهمة
الحملة تهدف لتعريف المجتمعات المختلفة بنبى الرحمة وسيرته العطرة 
الحملة تهدف للوصول إلى جذور السلوك العدوانى أو المتطرف
المرصد سيطرح محتوى متنوع ليناسب جميع الأفراد

أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوم الأربعاء الماضى، خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن تدشين منصة عالمية بعدة لغاتٍ حية للتعريف برسول الله، صلى الله عليه وسلم، عقب الهجمة الشرسة التى سعت إلى النيل من مقام النبى الكريم من قبَل وسائل إعلام فرنسية أيدها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ليؤكد فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته بالاحتفال، للعالم أجمع أن الإساءة للنبى محمد غير مقبولة.

ووفقا لجريدة صوت الأزهر، قال الدكتور حمادة شعبان، مشرف بمرصد الأزهر، والمتحدث الإعلامى للمرصد، إن المنصة سوف يتم تشغيلها عن طريق المرصد، وإن تكليف المرصد بالقيام بهذه المهمة الكبيرة شرف عظيم لجميع أعضائه ووسام على صدر الجميع أن نعرّف الناس برسول الإنسانية ونبى الرحمة، وأن نحظى بعظيم الشرف بتكليف وثقة فضيلة الإمام الأكبر بالمرصد وأعضائه، موضحًا أن إطلاق المنصة جاء استجابة وتفاعلًا من الأزهر الشريف مع ما حدث فى الفترة الأخيرة من تطاولٍ على نبى الإسلام سيدنا محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، وهجمة شرسة ضده تتبنَّاها بعضُ الصُّحف والمجلات، بل وبعضُ السياسات فى مشهد عبثٌى غير أخلاقى، يعبر عن انفلات كلِّ قيود المسئوليَّة والالتزام الخُلُقى والعرف الدولى والقانون العام، ويعتبر عداءٌ صريحٌ لهذا الدِّين الحنيف، ونبيِّه الذى بعَثَه الله رحمةً للناس جميع.

وشدد «شعبان» على أن هذه المبادرة السامية تتعلق بأفضل الخلق، هدفها تعريف المجتمعات المختلفة بنبى الرحمة عليه الصلاة والسلام، وتعريفهم بسيرته العطرة ومنظومته الأخلاقية التى رسخت أسمى المعانى والقيم من تعايش وسلام وقبول للآخر وغيرها، كل ذلك بلغاتهم الخاصة وليس باللغة العربية فقط، وفقًا للمنهج الوسطى للأزهر الشريف، فحياة الرسول، صلى الله عليه وسلم كنز مفعم بالقيم الأخلاقية، والتوجيهات المحمدية، والحلول الجوهرية لكثيرٍ من المعضلات فى عصرنا الراهن، فالهدف الاستراتيجى لهذه المنصة الوصول بسيرة النبى، صلى الله عليه وسلم، إلى كل من لا يعرفه، وإلى كل من يريد معرفته، مسلمًا كان أو غير مسلم.

وقال إن تفاعل الأزهر الشريف ليس الأول، وإنه دائمًا يتخذ مواقف، وينشئ هيئات ويدشن مبادرات حديثة للتعامل مع ما يستجد على الساحة من أحداث، مؤكدًا أن فضيلة الإمام الأكبر عندما ينتقد شيئًا يكون نقده بنّاءً، يسعى من خلاله إلى إيجاد حل له، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما اشتدت العمليات الإرهابية فى ربوع العالم فى عامى 2014 و2015، ووجدت الجماعات المتطرفة بقوة وكثرة على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها من مواقع الإنترنت، وبدأت تستقطب الشباب، وتحرّف تعاليم الدين، وتستقطع النصوص الدينية من سياقاتها، وتضفى عليها العنف، وتفرغها من قيم التسامح والسلام والتعايش وغيرها من القيم الأخلاقية والدينية، قام الأزهر الشريف بمجموعة من الإجراءات لحماية الشباب من الوقوع فى براثن الجماعات المتطرفة لإظهار الصورة الحقيقية للدين الإسلامى الحنيف.

وأضاف المتحدث الإعلامى للمرصد أن من بين هذه الإجراءات التى اتخذها الأزهر الشريف لمواجهة التطرف والإرهاب عقد «مؤتمر الأزهر العالمى لمواجهة التطرف والإرهاب»، فى 2014 بهدف تصحيح المفاهيم التى تشوهها الجماعات المتطرفة وعلى رأسها مفهوم الجهاد، وكذلك قام فضيلة الإمام الأكبر بافتتاح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وأوكل إليه متابعة كل ما تنشره جماعات التطرف والإرهاب على مواقع الإنترنت، وترجمة هذا المحتوى، ثم تحليله وتفنيده والرد عليه ونشر الردود باللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى؛ كى يكشف زيف ادعاءات جماعات التطرف وبراءة الإسلام منها.

وأوضح أن الإمام الأكبر افتتح مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية لمواجهة فوضى الفتاوى، وتسهيل الاستفتاء على جميع المسلمين، وضمان عدم توجههم إلى أحد متشدد يفتيهم بما يخالف صحيح الدين، مشددًا على أن مبادرات فضيلة الإمام الأكبر وتفاعله مع الأحداث والسعى لإيجاد حلول لكل مشكلة أو قضية لا يسعها مقال أو تصريح محدود المساحة، وأن الجميع اليوم أمام مبادرة جديدة تؤكد رسالة الأزهر العالمية، وترسّخ قيامه بدوره العالمى الذى كفله له الدستور والقانون ومكانته العظيمة فى نفوس المسلمين داخل مصر وخارجها.

وقال الدكتور أيمن عطية، مشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الرسوم المسيئة للنبى، صلى الله عليه وسلم، نتاج الفكر المتطرف الذى يتابعه المرصد بلغاته المختلفة، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة التحليل الهادفة إلى معرفة جذور هذا الفكر، ومن ثمَّ السعى الجاد إلى تفنيده وتجفيف منابعه، موضحًا أن كلمة فضيلة الإمام الأكبر خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، تأتى فى إطار الرد الحسن الذى أثلج صدور المسلمين فى شتَّى بقاع الأرض، تأسيًا بأخلاق النبى الكريم؛ حيث كان ردًا إيجابيًا حمل تعريفًا بما خفى عند الآخر من سمو أخلاق النبى الكريم الذى بعثه الله لنفع البشرية جمعاء.

ولفت إلى أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، والذى أكَّد فيه أن «الحريات لم تأتِ مطْلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغى أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المُحكمة التى خلق الله الكون فى إطارها»، تثبت بحق أن مؤسسة الرئاسة تتعامل مع الأحداث ومجريات الواقع بحنكة بالغة.

وأضاف «عطية» أن فضيلة الإمام الأكبر وضع وسام تشريف على صدور أعضاء المرصد بعد تكليف فضيلته لهم بتشغيل تلك المنصة، موضحًا أنها سوف تعمل بلغات المرصد المختلفة؛ للتعريف بأخلاق النبى الكريم، ورصد الآراء والكتابات التى تحاول تشويه صورته، مؤكدًا أن المنصة ستفنِّد وترد على تلك الإساءات بإيجابية، فى إطار استراتيجية الأزهر المتمثلة فى الوصول إلى الناس جميع فى أرجاء العالم.

وأشار إلى أن الهدف هو الوصول إلى جذور السلوك العدوانى أو المتطرف؛ كون ما يظهر على الساحة هو عرض لمرض، ولا سبيل للقضاء عليه إلا بمعرفة أسبابه ودوافعه الحقيقية، وإيمانًا بأن الفكر الفاسد المتطرف لا يُجابه إلا بفكر صالح إيجابى، موضحًا أن الآمال كبيرة والطموحات أكبر، ومرصد الأزهر يهدف إلى طرح محتوى متنوع ليناسب جميع الأفراد، مشددًا على أن المرصد سوف يبذل جهودًا حثيثة لإتمام هذا المشروع على الوجه الأمثل، خدمة لديننا وحبًا لنبينا صلى الله عليه وسلم، ونفعًا للإنسانية جمعاء.