قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن القرآن الكريم لم يفسر كله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما فسر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات التي أشكلت عليهم، وبلغت نحو 200 آية فقط.
وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أنه لو فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم لن نحيد عنه وسيكون كلامًا نهائيًا لا اجتهاد في تفسيره مرة أخرى.
وتابع: لو كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحصر القرآن في وقته فقط وقيده، ولأصبح القرآن نصًا غير مطلق، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- أعطى لنا نماذج للتفسير فقط، لكنه لم يفسر القرآن الكريم بأكمله وأعطى فرصة للاجتهاد، لكن القرآن نص مفتوح ومطلق يصلح لكل زمان ومكان.
وأضاف: أن الله سبحانه وتعالى خاطب الرسول –صلى الله عليه وسلم- فأمره بإبلاغ القرآن للناس فقط، وقال له إنه سيتولى تفسيره وبيانه للناس بقوله سبحانه وتعالى: «فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)» (سورة القيامة).
فضل قراءة القرآن الكريم عظيم؛ فهو نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخارى.