الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من كورونا إلى مواجهة إيران والصين.. ملفات شائكة تنتظر بايدن فور وصوله إلى البيت الأبيض.. هل يحقق ما فشل به ترامب؟

الرئيس الأمريكي المنتخب
الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد جو بايدن

- أزمة كورونا أول اختبار للرئيس الأمريكي الجديد 
- بايدن لم يحدد استراتيجية للتعامل مع روسيا والصين 
- العلاقة مع إيران وعدم إغضاب إسرائيل تحد من نوع آخر أمام بايدن

تحديات عدة تنتظر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، على رأسها مواجهة أزمة جائحة كورونا "كوفيد-19"، أما خارجا، فتنتظره كثير إشكاليات أخرى أهمها إصلاح التوتر الذي أحدثته إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مع الصين وأوروبا.

دائما ما يؤكد بايدن أن ملف كورونا هو أكثر ما يشغله، لذلك قرر تشكيل خلية عمل لمكافحة الوباء قبل أن يبدأ في اختيار وزراء حكومته، وتعهد بأن يسعى إلى توحيد البلاد في هذا الشأن وتأمين الرعاية الصحية للأسر المتضررة.

وقرر بايدن تشكيل خلية أزمة تضم علماء وخبراء لمواجهة ذلك الملف الضخم من أجل العمل على خطة تدخل حيز التنفيذ في 20 يناير 2021، موعد تنصيب السياسي الديمقراطي رئيسا للولايات المتحدة.

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن بايدن كان وضع خطة لمحاربة وباء كورونا من خلال سن قانون في الكونجرس لتمويل حملة اختبار وطنية وصناعة منتجات ومعدات طبية في الولايات المتحدة وإلزام الناس بارتداء الكمامات في المباني الفيدرالية ووسائل النقل المشترك بين الولايات، وتوفير لقاح مجاني "للجميع" في المستقبل.

ويشكل هذا الملف تحديا كبيرا أمام بايدن، خاصة أنه طالما انتقد إدارة ترامب في التعامل مع أزمة كورونا، ووعد بإصلاح العلاقة مع منظمة الصحة العالمية وإعادة التمويل الأمريكي للمؤسسة بعدما توقف بأمر من ترامب.

أما التحدي الثاني داخليا الذي يواجهه بايدن، هو الانتصار على حالة الانقسام بين مؤيدي ترامب، والصراعات المرتقبة مع الجمهوريين.

وقال بايدن في خطاب النصر ليلة أمس ""لكل من أدلوا بصوتهم للرئيس ترامب، أتفهم مشاعر الإحباط لديكم الليلة. لقد تعرضت أنا بنفسي للخسارة مرتين"، متعهدا بأن يكون رئيسا لجميع الأمريكيين ومداواة حالة الانقسام.

ويمكن للسياسي الديمقراطي أن يحقق تقدما في مف المساواة بين الأمريكيين من أصول إفريقية والبيض،  في أعقاب اندلاع احتجاجات خلال الأشهر الأخيرة ضد مقتل أمريكيين سود على يد الشرطة.

وبحسب التقارير، قد تكون المهمة أسهل بالنسبة لبايدن، نظرا لاستعانته بنائبته كامالا هاريس أول امرأة وأول أمريكية من أصل آسيوي وإفريقي منصب نائب الرئيس بالولايات المتحدة.

- تحديات خارجية 

تعد الصين أهم القوى الاقتصادية العظمى ومنافس سياسي كبير لأمريكا، ودخلت العلاقات الأمريكية الصينية في مرحلة شديدة الخطورة من الخلاف والصراع حول التجارة وإقليم هونج كونج وبحر الصين الجنوبي، وصولا إلى وباء كورونا الذي ضاعف تلك الخلافات.

ودائما ما اعتبر ترامب منافسه جو بايدن عميلا للصين وسيتساهل معها، لكن بايدن وصف الرئيس الصين في وقت سابق بـ"السفاح".

وتشير التقارير إلى أن بايدن الذي دائما ما يكرر أنه على أمريكا أن تكون أكثر صرامة مع الصين، يقول ذلك رغبة في الرد على ترامب الذي هاجمه بشدة واعتبر أنه يمكن التلاعب به بسهولة.

أما روسيا، فمن المتوقع أن يتبى بايدن معها سياسة أشد صرامة من تلك التي اتبعها ترامب، خاصة لاستغلال قضية التدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وتساهل ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان بايدن دعا في  2014 عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فرض عقوبات على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وبعكس ترامب،  أكد بايدن أنه سينضم مجددا إلى اتفاقية باريس للمناخ للحد من الاحتباس الحراري، بعد انسحاب ترامب منها في عام 2018.

ويواجه السياسي الديمقراطي أزمة أخرى وهي التعامل مع ملف كوريا الشمالية، بعد أن أكد أن علاقة ترامب بالزعيم الكوري "استرضاء لديكتاتور" بينما هاجمت بيونج يانج بايدن بشدة.

وصرح بايدن في وقت سابق أنه سيقف إلى جانب كوريا الجنوبية، ويواصل الضغط من  أجل نزع السلاح النووي.

من جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العلاقات بين أمريكا وأوروبا شهدت توترا كبيرا في عهد ترامب، باستثناء بريطانيا، وهو ما يحتم على بايدن أن يكون أقل حدة، لكنه سيواصل الضغط على الاتحاد الأوروبي بطريقة أو بأخرى في مسألة جهود تمويل الدفاع في حلف الناتو والموقف الصارم حول التجارة والمواجهة مع الصين.

وبشأن عديد من ملفات الشرق الأوسط، يرغب بايدن في إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب عام 2018. حيث تؤكد حملته الانتخابية أنه ينوي المضي قدما في هذا القرار حال فوزه بالانتخابات.

ووعد بايدن بإلغاء حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على إيران ودول أخرى معظمها دول تضم أغلبية مسلمة.

لكن تشير التقارير إلى أنه في حالة حدوث تقارب أو تساهل من قبل إدارة بايدن مع إيران، سيؤدي ذلك إلى توتر مع إسرائيل وهو ما لن تقدم عليه واشنطن، لكن يمكنها تهدئة الجو العام بشكل أو بآخر.

كما يدعم بايدن اتفاقات تطبيع العلاقات الأخيرة بين الإمارات وإسرائيل، وكذلك الاتفاقات المماثلة مع البحرين والسودان، بل أشاد بدور إدارة منافسه ترامب في التوسط بتلك الصفقات، مشيرا إلى أنه سيواصل السياسات الأمريكية حول مساعدة إسرائيل في مواصلة عقد المعاهدات مع عديد من الدول العربية.

وأشار المرشح الديمقراطي مرارا خلال حديثه إلى خطورة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورنو كاراباخ، منتقدا الدعم التركي لأذربيجان، كما طالب إيران أيضا بالبقاء بعيدا عن هذا الصراع.

وانتقد بايدن الدعم التركي لأذربيجان خلال المعارك العسكرية، ومن المتوقع أن تكون علاقته فاترة بالنظام التركي، نظرا لمعارضته كثير من السياسات العدائية لأنقرة.

وأثار بادين غضب كثير من المسؤولين الأتراك بعدما وصف الرئيس رجب طب أردوغان بأنه "مستبد"، بينما تتوقع التقارير أن يزيد المرشح الديمقراطي حال أصبح رئيسا، الضغوط على تركيا في كثير من الملفات، خاصة بعد حصولها على منظومة "اس-400" الروسية.

ومن المتوقع أن يحافظ بايدن على العلاقات الأمريكية القوية بدول الخليج، نظرا لأنها قائمة على مصالح مشتركة ضخمة لن يستطيع أن يتخطاها.

وسارع زعماء العالم لتهنئة بايدن ونائبته كامالا هاريس على انتخابهما، كن روسيا والصين ، الخاسرتان المحتملان بعد هزيمة دونالد ترامب ، التزمتا الصمت ، وربما تنتظران اعتراف الرئيس المنتهية ولايته بالهزيمة، وفقا لصحيفة "الجارديان".

وذكرت الصحيفة أنه من المرجح أن يصدم بايدن بالنظام التركي بشدة حال زيادة دعمه للأكراد في سوريا، وهو مل حذر منه مسؤولون أتراك.

ويتسلم بايدن مهامه رسميا في 20 يناير، بعد تصويت المجمع الانتخابي الأمريكي وفرز الأصوات من قبل الكونجرس، وهو الموعد الذي فترض أن يسلم فيه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب السلطة.