الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استمرار الحرب في إثيوبيا.. باسم رزق: إقالة رئيس المخابرات هدفه التخلص من المعارضة.. جمال رائف: ما يحدث في إثيوبيا نتاج الفراغ الدستوري.. وخالد فهمي: على الحكومة تلبية طلبات الشعب في تيجراي

الحرب فى أثيوبيا
الحرب فى أثيوبيا

آبي أحمد يعلن استمرار العمليات العسكرية في تيجراي

قرار بإقالة وزير الخارجية ورئيس المخابرات وقائد الجيش الإثيوبي

أستاذ علوم سياسية: إثيوبيا تحاول التخلص من المعارضة 

باحث في الشأن الدولي: القتال في تيجراي ينذر بتفتيت الدولة الإثيوبية وتهديد الأمن

خالد فهمي: القتال فى تيجراي يؤثر على معنويات الشعب الإثيوبي


تزداد الأوضاع خطورة داخل إثيوبيا وخاصة بعد قرار آبي أحمد بإقالة كلٍ من وزير الخارجية ورئيس المخابرات وقائد الجيش الإثيوبي، من مناصبهم،  استمرار العملية العسكرية فى تيجراي والتى أعلنها رئيس الوزراء الإثيوبي يوم الأربعاء الماضي.


وفى هذا الإطار، قال الدكتور باسم رزق، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن حال الدولة الإثيوبية كحال أغلب دول القارة، بها درجة من التنوع الإثني والديني، لافتا إلى أن هذا التنوع مرتبط بالسياسة.


اِقرأ أيضا: 


وتابع رزق فى تصريح لـ "صدى البلد"، أن الكثير من الأحزاب والتنظيمات السياسية لها روابط إثنية، وهو ما يجعل التداخل بين الأمن والسياسة والإثنية قائم فى أثيوبيا وهو ما ينذر بصراعات حدثت في هذه الدولة على فترات متتالية، وكان آخرها ما يحدث مع التيجراي، وهو الإقليم الذي تم شن حرب عليه.


وأضاف أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، أن الاستغناء عن وزير الخارجية وقائد الجيش ورئيس المخابرات،جاء على إثر تلك الحرب التى شنتها الحكومة المركزية على إقليم تيجراي، لافتا إلى أن تلك الإقالة هي وضع طبيعي داخل تلك الدولة الأثيوبية.


وأوضح رزق أن تلك الإقالات لن تصل بإثيوبيا إلى شيء، فهي محاولة لتدعيم أسس الحكم الداخلي، وبناء جبهة داخلية تؤيد آبي أحمد، والتخلص من المعارضة أو من العناصر التى تشكل ثقلًا على النظام القائم.


من جانبه، قال جمال رائف الباحث فى الشؤون الدولية إن مايحدث فى إثيوبيا نتاج الفراغ الدستوري بعد إصرار الحكومة على تأجيل الانتخابات التى كانت من المفترض إجرائها في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي الأمر الذي أدى إلى إحداث خلاف بين الأقاليم المختلفة والحكومة المركزية حول جدوى عدم إنجاز الانتخابات.


وتابع رائف فى تصريح لـ"صدى البلد"، إن إقليم تيجراي أصر على عدم الانصياع لقرارات الحكومة المركزية الأثيوبية وأجري انتخابات في الإقليم في سبتمبر الماضي،  في تحدٍ لقرار الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات في عموم البلاد بسبب تفشي وباء كورونا، الأمر الذي دفع أبي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي إلى سن حرب ضد الإقليم.


وأضاف الباحث فى الشأن الدولي أن هناك اضطرابات أيضا فى إقليم أوروميا خاصة بعد مقتل المغنى الأثيوبي الشهير واعتقال جوهر محمد المعارض لأبي احمد، الأمر الذي دفع السلطات الأثيوبية بقطع وسائل التواصل الاجتماعي، والانترنت وجعل الإقليم يعيش فى ظلمة إلكترونية.


وفيما يخص إقالة وزير الخارجية ورئيس المخابرات وقائد الجيش الأثيوبي قال رائف إن الجميع يقفز من مركب آبي أحمد وخاصة بعد القرارات التى اتخذها رئيس الوزراء الأثيوبي بشن حرب على إقليم تيجراي، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الاثيوبي أصر على التصعيد و لم يستمع إلى الدعوات الأمريكية والدولية بشأن وقف القتال فى الإقليم و وأد الصراع.


وأكد الباحث فى الشؤون الدولية أن تغير قائد الجيش ورئيس المخابرات فى أثيوبيا ليس التغيير الأول منذ تولي آبي أحمد رئاسة الوزراء، لافتا إلى أن هذا التغيير يؤكد وجود إنشقاق فى اللجنة الداخلية للأجهزة الأثيوبية حيث أن بعض القيادات لا تريد التورط فى القتال الذي يهدد الأمن القومي الأثيوبي وينذر بتفتيت الدولة.


وأوضح رائف أن الأمر خطير داخل أثيوبيا وخاصة أن دستور أديس أبابا ينص على السماح للاقاليم الفيدرالية بالاتفاق بعد ارسال خطاب للحكومة المركزية وإجراء استفتاء على الانفصال.


وأشار الباحث فى الشأن الدولي أن تأجيل الانتخابات فى أثيوبيا يعد الشرارة الأولي للصراع الذي تشهده أديس أبابا ، قائلا : أبي أحمد قام بتأجيل الانتخابات خشية سقوط حزبه الوليد " الإزدهار" فى الانتخابات وفشل النخبة الحاكمة من الوصول للحكم، لذا يحتاج رئيس الوزراء إلى كسب مزيد من الوقت حتى يستطيع تنظيم صفوف الحزب الذي أبدي إقليم تيجراي اعتراضه على سياسات ذلك الحزب".


أما العميد خالد فهمى رئيس الوحدة الأفريقية فى مركز الحوار للدراسات، قال إن الأحداث الملتهبة داخل إثيوبيا أدت إلى وقوع قتلي فى إقليم تيجراي الأمر الذي يؤثر بالسلب على معنويات الشعب الأثيوبي.


وتابع فهمي فى تصريح لـ"صدى البلد"، أن قمع الشعوب امر أصبح غير موجود فى قاموس التفاهمات مع الطبقة الحاكمة وخاصة أن الشعوب أصبحت متفهمة ومدركة جيدا للأوضاع، مشيرا إلى ضرورة وضع طلبات الشعب الأثيوبي محط أنظار الحكومة.


وأضاف رئيس الوحدة الأفريقية فى مركز الحوار للدراسات، أن الموقف المتشدد لابي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي يعجل من الوصول إلى العنف والعنف المضاد بين طرفي الصراع.


وأوضح فهمي أن تأجيل الانتخابات أوجد عدم ثقة فى القيادة السياسية الأثيوبية وتأجيج الوضع، لافتا إلى ضرورة مراعاة حقوق المواطن والعمل على عدم تأزم الأمور داخل أديس أبابا أكثر .


وأشار إلى وجود تخبط فى القرارات داخل إثيوبيا وخاصة فى ظل تسارع الأحداث على الأرض، لافتا إلى أن إقالة وزير الخارجية ورئيس المخابرات، وقائد الجيش الأثيوبي سيؤدي إلى نتائج عكسية وتزيد من الضغط بشكل كبير على الحكومة وزيادة حدة التوتر الداخلي فى أثيوبيا.


وكان قد أصدر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأحد، قرارًا بإقالة وزير الخارجية جيدو أندارجاشيو، ورئيس جهاز المخابرات والأمن الوطنى الإثيوبى، ديميلاش جبريميشيل، وقائد الجيش.


وكان قد أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، استمرار العملية العسكرية في إقليم تيجراي ضد الجماعات المسلحة التي تتهمها أديس أبابا بشن هجمات ضد القوات الحكومية.


وقال آبي أحمد، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ستستمر عمليات إنفاذ القانون التي نقوم بها في تيجراي كما  هو مخطط لها، وستتوقف تلك العمليات بمجرد نزع سلاح الانقلابيين المجرمين، واستعادة الإدارة الشرعية في المنطقة، والقبض على الهاربين وتقديمهم إلى العدالة_ وكل ذلك في متناول أيدينا وجاري تنفيذ بسرعه".