الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كابوس أردوغان يتحقق.. سنوات صعبة بانتظار ديكتاتور أنقرة بعد دخول بايدن البيت الأبيض.. الرئيس الأمريكي المنتخب تعهد بدعم المعارضة التركية.. والاستفزازات في شرق المتوسط على طاولته

جو بايدن ورجب طيب
جو بايدن ورجب طيب أردوغان

أردوغان أسل تهنئته لبايدن بعد فوزه بـ 3 أيام
محللون يتوقعون مواقف صارمة من إدارة بايدن المقبلة حيال الاستفزازات التركية
بايدن أعرب عن قلقه إزاء وجود 50 رأسًا نوويًا أمريكيًا في تركيا
تسليم جولن والتدخل في سوريا والصدام مع اليونان أبرز نقاط الخلاف المرتقب بين بايدن وأردوغان

بعد تردد طويل، أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى جو بايدن أمس الأول، الثلاثاء، يهنئه فيها بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد مرور 3 أيام على إعلان فوزه وفق نتائج شبه نهائية

وقال أردوغان في رسالة التهنئة لبايدن: "واثق أن روابط التعاون والتحالف القوية بين بلدينا ستواصل تقديم إسهامات مصيرية للسلام العالمي".

وأضاف الرئيس التركي أن "التحديات العالمية والإقليمية التي تعترضنا اليوم تحتم علينا السعي لمواصلة تطوير وتعزيز علاقاتنا القائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة".

وفور الإعلان عن فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، تتابعت بشكل سريع رسائل التهنئة له من زعماء ومسئولي دول العالم بغض النظر عن مواقف الإدارتين الأمريكيتين الحالية أو السابقة، التي شغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس، منهم.

لكن تأخر تركيا وأردوغان في إبداء أي رد فعل رسمي على فوز بايدن أثار تساؤلات وتكهنات، لم تهدأ بعد التهنئة المتأخرة، وإنما أضيفت إليها تساؤلات حول دلالة التوقيت ومضمون الرسالة، والأهم من ذلك: كيف سيتعامل بايدن مع أردوغان بعد تسلمه مهام منصبه رسميًا؟

وكان بايدن قد وصف أردوغان بالمستبد خلال أحد لقاءاته الصحفية في أغسطس الماضي، وتعهد بالعمل على دعم المعارضة وإسقاط الديكتاتور التركي ووضع حد لانتهاكات أنقرة في شرق المتوسط حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

وبحسب قناة "يورونيوز"، فمن المرجح أن أردوغان سيفقد تمامًا قدرته على التأثير على قرارات بايدن بمكالمة هاتفية قصيرة، كما كان يفعل مع "صديقه" دونالد ترامب.

ونقلت القناة عن محللين توقعهم ألا تصل الأمور إلى نقطة الصدام المباشر أو الإطاحة بحكم أردوغان كما توعد بايدن، لكن على الأقل لن تتمتع العلاقات بين البلدين بالسلاسة التي تمتعت بها في عهد ترامب، والتي كانت ترجع في جزء كبير منها إلى التفاهمات الشخصية بين أردوغان وترامب، وإنما سيشوبها الكثير من التوتر والمواقف الصارمة من جانب بايدن وإدارته تجاه السلوك التركي في ملفات عدة.

ودعت تركيا دونما جدوى الولايات المتحدة إلى تسليمها الداعية التركي فتح الله جولن، المقيم في بنسلفانيا والذي تتهمه أنقرة بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.

ويختلف البلدان أيضًا بشأن قوات كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية" لكنها مدعومة من واشنطن، وفي مكافحة تنظيم داعش في سوريا، إلا أن العلاقة الشخصية بين ترمب وأردوغان، أسهمت في الحد من الأضرار.

وقال سام هيلير، الخبير المستقل بالشئون السورية "لا أظن أن إدارة بايدن ستكون متساهلة إلى هذا الحد مع تركيا، بشأن سوريا ومسائل أخرى".

وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي قد قال الجمعة الماضية، وقبل تأكد فوز بايدن، إن بلاده ليس لديها مخاوف من احتمالية انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسًا لأمريكا، بينما وصف تصريحاته السابقة تجاه أنقرة بـ"المؤسفة".

وحول احتمالية ظهور مشكلات قد تتعرض لها بلاده إذا فاز بايدن بالرئاسة الأمريكية، قال أوقطاي إن "تركيا ليست تركيا القديمة، لقد حدث بالفعل تحول في العقلية في تركيا".

وتابع أوقطاي: "تركيا تقف في محورها الخاص المرتكز على الأناضول وليس حول محور شخص آخر، ولديها بوصلة وتقيّم الأحداث حول العالم وفقا لمصالحها الخاصة"، مُشيرًا إلى أن أنقرة لا تسمح لأحد بالتدخل بشؤونها الداخلية.

وحول ما أثير بشأن تواصل تركيا مع بايدن، قال أوقطاي: "سنواصل طريقنا مثل بقية الدول مع المرشح الفائز، ولا أعتقد بحدوث مشاكل بهذا الصدد، ولا فرصة لأي دولة بما فيها الولايات المتحدة لتنفيذ أي سياسة أو خطة في المنطقة عبر استبعاد تركيا".

واتهم بايدن نظام أردوغان بتأسيس تنظيم داعش، معربا عن قلقه من وجود 50 رأسا نوويا أمريكيا في تركيا، كما تعهد بالعمل مع حلفاء أميركا في المنطقة لعزل أردوغان وأفعاله في البحر الأبيض المتوسط.

 وأضاف بايدن، في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، "ما أعتقد أننا يجب أن نفعله هو اتباع نهج مختلف تمامًا تجاهه الآن، يجب أن ندعم قيادة المعارضة. أعتقد أنه إذا أردنا الانخراط بشكل مباشر أكثر كما كنت أفعل معهم، فيمكننا دعم تلك العناصر من القيادة التركية التي لا تزال موجودة والاستفادة منها بشكل أكبر وتشجيعهم على تولي زمام الأمور وهزيمة أردوغان. ليس عن طريق الانقلاب، ولكن بالعملية الانتخابية. لقد انتهى، لقد تم إسقاطه في اسطنبول، ولم يعد لديه شعبية في حزبه".

وتابع بايدن "أعتقد أن الأمر يتطلب الكثير من العمل حتى نتمكن من الاجتماع مع حلفائنا في المنطقة والتعامل مع كيفية عزلنا لأفعاله في المنطقة، لا سيما في شرق البحر الأبيض المتوسط فيما يتعلق بالنفط ومجموعة كاملة من أشياء أخرى تستغرق وقتًا طويلًا للدخول فيها. لكن الجواب نعم، أنا قلق".

ودعا بايدن في أكتوبر الماضي إدارة ترامب إلى ممارسة ضغط مكثف على تركيا لإجبارها على خفض حدة التوتر مع اليونان مع اليونان في شرق المتوسط، وجاء في بيان لبايدن أن "إدارة ترامب يجب أن تضغط على تركيا للامتناع عن ممارسة مزيد من الأعمال الاستفزازية في المنطقة ضد اليونان، بما في ذلك التهديد باستخدام القوة، وتهيئة الأجواء لإنجاح الجهود الدبلوماسية".