الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سالي عاطف تكتب: إقليم التيجراي.. ماذا يحدث في إثيوبيا؟

صدى البلد

أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس عدد من الإقالات المفاجئة وتغييرات غير متوقعة طالت عدد من القيادات منها وزير الخارجية وقائد الجيش ورئيس المخابرات الأمر الذي لفت أنظار المجتمع الدولي لها ولكن الأمر أبعد من ذلك بكثير، حيث أن هناك صراع دائر منذ فترة كبيرة باقليم التيجراي والجبهة الثورية لتحرير التجراي التي حكمت اثيوبيا لأكثر من ثلاث عقود والتي تعاني منذ فترة من قمع الحكومة المركزية التي تقوم علي الإقصاء لها بعد أن كانت الامر الناهي للدولة.

وعلى خلفية ذلك فقط  تفاقمت الأوضاع بعد أن أجرى إقليم التجراي الانتخابات وأعلنوا تشكيل الحكومة والبرلمان، الأمر الذي أدى إلى اندلاع أعمال عنف ورفض تام من رئيس الوزراء أبي أحمد فقد اتخذ اجراءات مشددة أعلنها كالحرب علي متمردي التجراي.

الوضع أصبح خطيرا في إثيوبيا ليس فقط سياسيا بل وإنسانيا، حيث قامت حكومة رجل نوبل للسلام أبي أحمد بقطع الإنترنت والمعونات بإقليم التجراي؛ مما أدى إلى نزوح و تشريد أكثر من ٩ ملايين نسمة، فهل تنزلق إثيوبيا لصراع عسكري أهلي بين القبائل و الأعراق المختلفة خاصة التيجراي والأورومو؟.

هذا الوضع له تأثيرات ليس فقط داخل إثيوبيا، فقد تخوفت بعض دول الجوار كالسودان وإريتريا التي أغلقت حدودها المباشرة بإقليم التجراي بمنطقة كسلا والقضارف، خوفا من تطور أعمال العنف والفرالي أراضيها.

الفكرة لماذا كل هذا العنف بدولة تعاني الفقر ونقص التطور وتفاقم عدد السكان، لماذا يرفض أبي أحمد التعامل السلمي ويصر على التصعيد الذي سيخلف مزيد من العنف الذي من المتوقع أن يصعب السيطرة عليه وسيفقد مزيد من السكان عمله وسكنه و قوت يومه سيضطرون إلى الفرار خارج البلاد.

لماذا لا يلجأ لحلول أخرى أفضل من الحرب التي إن بدأت لا تنتهي، خاصة أن هناك الكثير من قيادات الجيش و اعضاءه من اقليم التجراي بالجيش الاثيوبي و الذي اذا دخل في مواجهات مع الإقليم لن يسلم، خاصة أن الجبهة الشعبيه أو الثورية لتحرير التيجراي لديها جيش يقدر بـ ٢٥٠ ألف جندي مقاتل  لها العديد من الجماعات الموالية لها من أعراق أخرى. 

والصراع الإثيوبي لن يمر هذه المرة مرور الكرام، فقد طفح الكيل بكثرة القمع الذي تمارسه حكومة أبي أحمد ضد الأعراق المختلفة مما يهدد ليس فقط إثيوبيا بل دول الجوار بشكل خاص والساحة الإقليمية بشكل عام خاصة من الناحية الاقتصادية والتجارية والأمنية خاصة للسودان التي تعتمد بشكل كبير علي العمالة الإثيوبية.

لكن الصورة غير واضحة بأديس أبابا، فعلى الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي  التدخل العاجل لاحتواء الأزمة المتفجرة هناك قبل فوات الأوان فإثيوبيا تعد دولة مهمة ليس فقط لموقعها الجيواستراتيجي ولكن كونها دولة مهمه بالقرن الإفريقي.

ولابد من وقف التصعيد العسكري حتى لا تندلع اثيوبيا في حرب لم تنته، بدولة كثيفة السكان تقدر بـ ١١٠ مليون نسمة.