الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كبر مخك.. هل يشتبك بايدن مع ترامب في معركة التنازل عن السلطة؟.. خبراء: الهدوء والتجاهل أفضل رد.. واتهامات للرئيس الخاسر بالانقلاب

دونالد ترامب وجو
دونالد ترامب وجو بايدن

  • مؤيدون لبايدن يدعونه إلى موقف أكثر صرامة تجاه ترامب
  • حملة بايدن تتعامل مع اتهامات الجمهوريين بحكمة
  • ترامب وحملته أعلنا قبل الانتخابات أنهم لن يعترفوا بنتيجتها
  • الجمهوريون يكثفون حملتهم ضد نزاهة الانتخابات في المدن ذات الأغلبية من أصول أفريقية

منذ الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وفق نتائج شبه نهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم يكف الرئيس دونالد ترامب عن إعلان رفضه لنتيجة الانتخابات، والحديث عن تزويرها لصالح غريمه الديمقراطي، وتحريض مؤيديه على رفع دعاوى قضائية للإبلاغ عن وقائع تزوير.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، أصبح السؤال المعلق الآن هو: كيف يجب أن يرد بايدن على هذا الموقف؟ 

ووصف بايدن رفض ترامب التنازل عن السلطة بأنه "أمر محرج"، مؤكدًا لمؤيديه أن رفض ترامب الاعتراف بصحة نتائج الانتخابات ليس ذا أهمية كبيرة.

غير أن البعض من المعسكر المؤيد لبايدن يدعو الأخير لإبداء قدر أكبر من الغضب إزاء موقف ترامب، محذرين من انزلاق البلاد إلى مصاف الديكتاتوريات المتخلفة نتيجة سلوك ترامب الصدامي والبعيد عن الروح المؤسسية.

وعلى الجانب الآخر، يرى عدد من خبراء الشائعات أن موقف بايدن الذي يقلل من أهمية رد فعل ترامب هو الموقف الصائب في اللحظة الراهنة، حتى وإن خيب آمال بعض مؤيديه.

وقال الباحث زميل معهد أبحاث البيانات والمجتمع بيكا لويس إن "حرمان ترامب من الاهتمام الذي ينشد جذبه يخصم الكثير من القوة والتاثير الذي يتمتع به هو ومؤيدوه في الوقت الحالي".

واتبعت حملة بايدن الانتخابية نهجًا مشابهًا إبان فترة الحملات الانتخابية، عندما حاول الجمهوريون تحويل بعض رسائل البريد الإلكتروني لهنتر بايدن نجل الرئيس المنتخب إلى فضيحة، وبدلًا من الرد على كل زعم على حدة، رفضت حملة بايدن مزاعم الجمهوريين جملة باعتبارها "نظرية مؤامرة".

وقالت أستاذ الإعلام بجامعة سيراكيوز ويتني فيليبس: "لقد كان لسان حال حملة بايدن هو نحن نرد على هذه الأمور لأننا مضطرون لذلك فحسب لكننا لا نوليها أهمية كبيرة، بغض النظر عما إذا كان هذا هو شعورهم بالفعل وراء الكواليس أم لا. لقد نجحت هذه الاستراتيجية بشكل كبير".

وأضافت فيليبس أن استيعاب بايدن لسلوك ترامب المنحرف عن المعايير والتقاليد المتبعة كان أمرًا مهمًا، وكان إيلائه الأولوية للحديث عن التحديات التي تواجه الأمريكيين والخطوات التي يجدر بالحكومة البدء بها ذا أثر إيجابي على المستويين الخطابي والعاطفي.

وتابعت فيليبس أنه إزاء غياب ثقة ملايين الأمريكيين من أنصار ترامب في نزاهة الانتخابات، فسيكون من المفيد لحملة ترامب الإلحاح في التذكير بأن ترامب ومسئولي حملته الانتخابية أعلنوا مسبقًا وقبل إجراء الانتخابات بفترة طويلة أنهم لن يعترفوا بشرعيتها أو نتائجها.

وقالت الباحثة المتخصصة في حملات الشائعات على الإنترنت شفيقة هدسون "كنت أتمنى أن أرى حملة بايدن تتخذ موقفًا أكثر صرامة وتدين سلوك ترامب بأقوى العبارات الممكنة، لكن استجابة بايدن الفعلية هو نوع الرد الذي أتوقعه من شخص يحاول ترميم أمة ممزقة".

وقالت الباحثة إيناسا كروكيت إنه ردًا على حملات وسائل الإعلام المؤيدة لترامب لترويج رواية تزوير الانتخابات، والتي أقنعت 70% من الجمهوريين وفق استطلاع رأي حديث بأن الانتخابات لم تتمتع بالعدل والنزاهة، يجب على الديمقراطيين تقديم رواية مضادة تشرح باستمرار كيف كانت عملية الانتخابات وفرز الأصوات تشتمل على ضمانات لنزاهتها.

وقالت الباحثة شيرين ميتشل إنه من المهم التنبه إلى أن مزاعم الجمهوريين حول تزوير الانتخابات تستهدف بالأساس التشكيك في صحة أصوات الناخبين من أصول أفريقية وصولًا إلى استبعادها من احتساب الأصوات، ومن الملاحظ أن الجمهوريين يكثفون حملات شجب العملية الانتخابية في المدن ذات الكثافة السكانية من ذوي الأصول الأفريقية مثل ديترويت وفيلادلفيا وميلووكي.

وأضافت ميتشل "إنهم يستخدمون لغة مشفرة للقول إن أي ناخب غير أبيض هو صوت غير صحيح"، موضحة أن رفض ترامب وأنصاره الاعتراف بشرعية التصويت عبر البريد، والذي لجأ إليه ناخبون كثر في ظل جائحة كورونا التي قتلت من الأمريكيين السود أكثر من غيرهم، هو جزء من حملة مستمرة للتمييز ضد السود.

وفي حين يدعو عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الغاضبين إلى وصم محاولة ترامب تقويض العملية الانتخابية بأنه "انقلاب"، يرى خبراء الشائعات أن المبالغة في رد الفعل الغاضب على موقف ترامب لن يكون مفيدًا الآن، وأن الحديث عن "انقلاب" سيثير مخاوف لا داعي لها، كما سيحمل اتهامًا مبطنًا لأنصار ترامب.

وختمت الصحيفة بالقول إنه مع ذلك، ورغم كل الدعوات لبايدن وحملته بتجاهل مزاعم ترامب وأنصاره حول تزوير الانتخابات، فإن ظل ترامب على رفضه التنازل عن السلطة وظل عدد من الجمهوريين البارزين في صفه، فربما تصل الأمور إلى نقطة لا يستطيع بايدن معها الاكتفاء بالترفع عن الاشتباك مع موقف ترامب العدواني، وربما سيتعين عليه حينئذ صياغة رد فعل مختلف وأكثر هجومية تجاه ترامب.