الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد الغنام يكتب: بايدن والشرق الأوسط

صدى البلد

هل تتأثر الدول العربية بأي  تغيير يحدث في أمريكا أو غيرها من الدول العظمى في العالم؟ وهل الدول العربية قادرة أكثر من أي وقتٍ مضى على حماية مصالحها وشعوبها وسيادتها؟.


هل بايدن سيكون نسخة طبق الأصل من أوباما؟ وهل سيتغير بايدن بعد وصوله للسلطة؟ الجواب عن السؤال الأول هو أنه بالتأكيد لن يكون نسخة طبق الأصل من أوباما، بل حتى أوباما نفسه لو عاد للحكم لتغير.
 

فقد تغير العالم في السنوات الأربع الأخيرة بشكل يصعب معه العودة لسياسات أوباما السابقة، وبالتالي سيكون ثمة اختلافات تميز بايدن عن أوباما، أما أن بايدن سيتغير خطابه السياسي، وبالذات تجاه الدول العربية وقضاياها؛ فهذا كلامٌ يطرح دائمًا مع كل مرشحٍ يطلق عباراتٍ حادة تجاه قضايا كبرى وملفات مهمة في كل دول العالم، ثم لا يلبث أن يتغير بعد تسلمه السلطة ودخوله في جميع التفاصيل، هذا يدخل في باب الأماني والسياسة لا تبنيها الأمنيات مهما كانت عذبة، بل الوقائع والقرارات والتوجهات، وبالتالي فبايدن لن يبتعد عن الخطوط العريضة لتوجهات أوباما والسياسية التي بناها.


قضايا الخلافات الداخلية بين المرشحيْن ترامب وبايدن هي من اختصاص الشعب الأمريكي، وهو من سيحكم فيها ويتابعها ويعيش تأثيراتها، ولكن المهم في منطقتنا والعالم هو السياسة الخارجية التي ستتم خلال السنوات الأربع المقبلة، والمواقف المتخاذلة لإدارة أوباما تجاه ملفات المنطقة الملتهبة.


الموقف من إيران على سبيل المثال هو واحدٌ من أهم الملفات التي تعني الدول العربية بوصف النظام الإيراني نظامًا داعمًا للإرهاب ونظامًا يحتل ويستعمر عددًا من الدول العربية، ويضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط، ومشكلة المنطقة والعالم معه ليست مقتصرة على الملف النووي فحسب، بل الذي بُني عليه الاتفاق السيئ الذي تم في عهد أوباما، ودول الخليج والدول العربية لها مواقف قوية ضد هذا النظام الثيوقراطي المعادي في طهران، ولن تقبل أن تتم استعادة الاتفاق السابق بكل عيوبه ونواقصه.


الموقف من جماعة الإخوان المسلمين وجماعات العنف والإرهاب هو أحد الملفات الشائكة التي سيتم النظر فيها وفي توجهات الإدارة الجديدة، في حال تم اعتبار بايدن منتصرًا، ولدول الخليج والدول العربية موقف معلنٌ وحازمٌ تجاه تصنيف هذه الجماعات إرهابية، وأنها جذر الإرهاب وأساسه. 


حادثة فيينا الإرهابية البغيضة والتهديدات التي يتعرض لها عدد من الدول الأوروبية هي بسبب عدم اتخاذ موقف قوي من هذه الجماعات.


الجدل القانوني كبيرٌ وعريضٌ، ولن نعرف على وجه التحديد نتائجه قريبًا في هذه الانتخابات ونتائجها إذا ما تدخلت المحاكم والمحكمة العليا في النظر فيما جرى في هذه الانتخابات. ورغم قرب استحضار الخلاف في الانتخابات الأمريكية بين آل جور وبوش الابن عام 2000، فإن الموضوع في هذه الانتخابات أوسع وأخطر وأبلغ تأثيرًا، لا على واقع أمريكا ومستقبلها فحسب، بل وفي العالم أجمع.


من المهم أن يقتنع جمهور الرئيس ترامب بأحقية المرشح بايدن بالحكم حتى لا يبقى حكمه مشكوكًا في شرعيته، خصوصًا أن الأمريكيين المؤيدين لترامب من البيض وغيرهم قادرون على إحداث شغب كبير ومؤثرٍ في حال اقتنعوا أنه تم الاعتداء على حقوقهم وأصواتهم.


سؤال مهم يطرحه البعض، وهو، هل يمكن أن يتم التلاعب بديمقراطية عريقة مثل الديمقراطية الأمريكية؟ والجواب بكل بساطة هو، نعم، بطرق شتى وآليات متعددة، ولكنها صعبة، بحكم طبيعة النظام الانتخابي والنظام السياسي الأمريكي، والصعوبة لا تعني الاستحالة، ومن يظن أن الديمقراطية في الحكم منزهة ومقدسة؛ فهو خارج أي نقاشٍ مفيد.


هل سيكون تسلط الإعلام الليبرالي اليساري والمؤسسات الحقوقية الأمريكية والغربية عمومًا على الدول العربية بشكلٍ أعنف، وسيتم دعم المعارضين من الإرهابيين والفاسدين لإحداث خللٍ في هذه الدول، مع إعاقتها عن حماية سيادتها وفرض هيبتها ومصالحها في المنطقة». وكان المقصود بهذا الكلام هو عودة سياسة اوباما للحكم مجددًا في أمريكا.


بشكل عامٍ، لا يمكن الحكم على أي عهد سياسي من خلال وعودٍ وشعاراتٍ وخطبٍ، بل يجب معرفة تفاصيل القرارات والسياسات التي سيتبعها، وإن كان التيار العام معروفًا ومعلنًا،  وسوف  تظهر التفاصيل الكامنه فيها وتتضح الرؤى والمواقف.