EN 
فى وسط الحياة وصعوبتها نجد نساء لا يعرفن طريق اليأس، بل يفتشن فى الدروب دون كلل أو ملل على أبواب الرزق، من أجل كسب لقمة العيش الحلال لإطعام الأبناء، هذا ما فعلته سهى، التى تخرج للحياة منذ الصباح الباكر بحثا عن رزق أبنائها بعد ان تركها زوجها هي وبناتها الي مصير مجهول.
تبدأ سهى سعيد الشهيرة بأم مريم يومها بابتسامة لا تفارق وجهها متجولة بين الاسواق في شوارع البيطاش بمحافظة الإسكندرية علي دراجتها الهوائية المصممة خصيصا بثلاث عجلات، وكنبة في الخلف لتجلس عليها بناتها اللاتي لا تتجاوز اعمارهن 6 أعوام، لشراء طلبات زبائنها و جيرانها يوميا.
تروي "ام مريم " قصتها لصدى البلد قائلة انفصلت عن زوجي بسبب رفض أهله إنجابي للبنات، فقررت الرجوع إلى محافظتي الإسكندرية والبحث عن عمل لتوفير احتياجات أبنائي دون الدخول مع طليقي في قضايا بسبب النفقة للحفاظ على صورته أمامهم وجعلهم اطفالا أسوياء نفسيا.
فكرت سهى في وسيلة رزق تناسب ظروفها وتساعدها في توفير احتياجات بناتها، وذلك من خلال دراجة هوائية تعمل من خلالها على توصيل وشراء طلبات الزبائن سواء كانت خضارا أو فاكهة أو سمكا إلى منازلهم مقابل 10 جنيهات ، قائلة : "حبيت بناتي يكونوا معايا من الصبح، وأي حد محتاج حاجة أشتريها وأوديها لأنه لازم يبقوا تحت عيني".
بدأت "سهى" بعمل إعلانات على النت وكتبت في منشور: "أي أم من البيطاش عايزة أي طلبات لبيتها أنا تحت أمرها، لو عايزة خضار وفاكهة وسمك، طلبات السوبر ماركت، أدوات منزلية، خليكي في بيتك وأنا أوصلهالك، ولو أي حد عايز طلبات ومعهوش تمن التوصيل، أنا تحت أمره، يكفيني دعوة حلوة من قلبك" ومن بعدها وربنا فتحلي مصدر رزق
"ضحكتهم بتنسيني كل التعب " : بهذه العبارة عبرت سهي عن شعور الام العظيم بداخلها وتحملها لاي صعاب في سبيل راحة بناتها، حيث تبدا عملها من السابعة صباحًا وحتى السادسة مساءً من أجل التغلب علي قسوة حياتها ووصولها ببناتها لبر الامان.
اختتمت سهي حديثها قائلة: راضية عن حياتي كل الرضا لا أتمنى شيء غير الستر والرزق الحلال، واحلم بموتوسيكل يستوعب بناتي معي، ويسمح لي بالانتقال إلى العديد من المناطق بالإسكندرية، لزيادة و توسيع مصدر رزقي.
