الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يشعل الحرائق لرئيس أمريكا القادم.. كوارث في العراق وأفغانستان ومشكلات مع الصين وإيران.. ومقربون من البيت الأبيض: الإدارة الحالية قررت كسرعظام بايدن

ترامب وبايدن
ترامب وبايدن


-الرئيس الأمريكي الحالي يورث بايدن رئاسة مدمرة وأعباء ثقيلة
- رسالة ترامب لمؤيديه : التزمت بكل ما وعدت.. وأعدت جنودنا إلى الوطن
- محللون: على بايدن إعادة ما دمرته الإدارة الحالية في 4 سنوات.. وثقة الحلفاء أهم الأولويات


أمر الرئيس دونالد ترامب بسحب مزيد من القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق في أحدث خطوة يتخذها ترامب على صعيد السياسة  الخارجية القائمة على عرقلة عمل الرئيس المنتخب جوبايدن، بهدف  الحد من خياراته قبل توليه منصبه في يناير المقبل، وفق ما رأى تقرير لشبكة سي إن إن.

 قال مسئول في الإدارة الأمريكية لشبكة سي إن إن، لم يكشف عن هويته "وجه البيت الأبيض وزير الدفاع الحالي بالوكالة كريستوفر ميلر لتركيز انتباهه في الأسابيع المتبقية من ولاية ترامب على الحرب السيبرانية وغير النظامية، والمتابعة المكثفة للصين على وجه الخصوص".

أعد فريق ترامب مذكرات انتقالية مطلوبة قانونًا تصف تحديات السياسة  الخارجية التي واجهها ترامب، لكن لم يناقش الفريق الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها لوقف تدهور الأمور.

إشعال الحرائق 
وأكد مسؤول ثان في البيت الأبيض لشبكة سي إن إن، إن هدف إدارة ترامب "إشعال الكثير من الحرائق بحيث يصعب على إدارة بايدن إخمادها".

قد يكون التحدي الأصعب الذي يواجهه بايدن في السياسة الخارجية هو استعادة الحلفاء، ونيل ثقتهم مرة أخرى.

وتابع المسئول  الثاني الذي يعارض ما يقوم به رئيسه ترامب "إن  استراتيجية ترامب تتعارض جذريًا مع الممارسات السابقة للرؤساء ، ويمكن أن تزيد من مخاطر الأمن القومي وستؤدي بالتأكيد إلى مضاعفة التحديات لفريق بايدن - لكنها قد تأتي بنتائج عكسية أيضًا". 

ويرى محللون إن فريق ترامب يخلط الأمور، وإن الاختلاف بين ترامب وبايدن ليس ضخمًا  في قضايا عدة، مثل الخروج من أفغانستان أو جعل إيران خالية من الأسلحة النووية ، ولكن الخلاف حول التوقيت وبأي وسيلة.

فكرة غير سديدة 
قالت تريتا بارسي ، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفنون الحكم : "فكرة أن بايدن سيحكم بشكل لطيف، فكرة غير سديدة. من المرجح أن تواصل إدارة بايدن العديد من سياسات ترامب ، ولكن بأسلوب مختلف".

الترشح مرة ثانية في 2024
بينما يرى محللون آخرون، إن إضعاف خيارات بايدن يأتي في المرتبة الثانية بعد هدف ترامب الأكثر أهمية، والمتمثل في فكرة الترشح مرة أخرى في عام 2024. 

قال تشارلز ليستر، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط: "أعتقد إن ترامب  من خلال تسريعه تحقيق بعض وعوده الكبيرة في السياسة الخارجية قبل شهرين من مغادرته منصبه يحاول أن يشير لقاعدته أنه إذا تم انتخابه مرة أخرى ، فسوف يستمر في فعل ما وعد به".

يتناقض رفض فريق ترامب للعمل مع الفريق القادم بشكل صارخ مع سلوك الإدارات السابقة خلال المراحل الانتقالية.

 في أواخر عام 2016 وأوائل عام 2017 ، أنهت إدارة أوباما خططًا لشن هجوم على تنظيم داعش، لكنها سلمت القرارات النهائية إلى إدارة ترامب القادمة لأنها ستنفذ العملية وتتعامل مع تداعياتها.

حتى إدارة بوش
وفعل كذلك المسؤولون في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الشيء نفسه لباراك أوباما. 

قال ستيفن هادلي ، مستشار الأمن القومي لبوش "لقد احتفظت بمجموعة كاملة من الإجراءات التي كان يمكن لإدارة بوش إن تتخذها، لكنها لم تتخذها وتركتها لإدارة باراك أوباما".

تعقيد الأمور لبايدن
وفي خطوة مفاجئة، أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميللر، أن الولايات المتحدة ستسحب 2500 جندي إضافي من كل من أفغانستان والعراق بحلول 15 يناير 2021 ، قبل خمسة أيام من تولي بايدن منصبه.

ويوجد حاليا نحو 4500 جندي أمريكي في أفغانستان و 3000 في العراق.

وأشار بعض المراقبين إلى اندفاع ترامب لسحب القوات بعد اعتراضات بالإجماع من كبار قادة الجيش وكذلك قادة الناتو ، ويتساءلون عما إذا كان الرئيس ومسؤولوه يحاولون تعقيد الأمور لبايدن.

أفغانستان تعود من جديد منصة للإرهابيين
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في تصريح لشبكة سي إن إن "إن ثمن المغادرة في وقت مبكر جدًا أو بطريقة غير منسقة قد يكون باهظًا للغاية، وفيه مخاطرة لأفغانستان بأن تصبح مرة أخرى منصة للإرهابيين الدوليين للتخطيط وتنظيم الهجمات على أوطاننا. ويمكن لداعش إعادة بناء الخلافة الإرهابية التي فقدتها في سوريا".

واعتبر محللون إن "ترامب يرسل رسالة إلى قاعدته بأنه يحقق بالضبط ما وعد به ، وثانيًا يحاول وضع الديمقراطيين في موقف صعب.

وأضافوا بأنه قد لايكون هناك انسحاب كامل خلال شهرين من أفغانستان، وإن خطوات ترامب قد تكون رمزية وتهديدي، ويمكن أن يأتي جو بايدن إلى البيت الأبيض في عام 2021 ويعيد تلك القوات إلى الداخل".

الصقور يحاصرون بايدن
قال مسؤول في الإدارة لم يكشف عن هويته،  إن الصقور في إدارة ترامب يعتقدون أن هناك إجراءات يمكنهم اتخاذها الآن من شأنها أن تحاصر بايدن، وتشمل الإجراءات فرض عقوبات وقيود تجارية على الشركات الصينية والكيانات الحكومية التي يعتقد المسؤولون أنها ستكون مستحيلة سياسيًا على الرئيس المنتخب التراجع عنها، وفق ما كشف موقع  أكسيوس.

ويرفض المقربون من فريق بايدن الانتقالي هذا الأمر، زاعمين إن سياسة ترامب تجاه الصين كانت بلا أسنان إلى حد كبير ، حيث قدم الرئيس تنازل بعد التنازل للرئيس الصيني شي جين بينج.

جبهة موحدة ضد الصين
وقالوا بأنه على النقيض من ذلك ، فإن نهج بايدن سيكون فعالًا لأنه سيعمل مع الشركاء لإحداث تأثير أكبر يؤثر على الصين، كمثل عمل جبهة دولية موحدة ضد بكين.

و هذا شيء يقول حلفاء بايدن إن ترامب لم يكن قادرًا على فعله، وإذا فرض ترامب عقوبات إضافية ، فإن العقوبات ستوفر ببساطة لبايدن نفوذًا إضافيًا.

ضرب إيران 
وحول إيران، فسبق إن ظهرت تسريبات تقول بأن ترامب طرح فكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران، لكن تم ردعه، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

إلا إنه ليس من الواضح ما إذا كانت الإدارة تفكر في شن عمليات تخريبية  أو سيبرانية ضد إيران أو تقوم باتخاذ بدائل سرية أخرى.

بالنسبة لطهران ، فإن الشرط الأساسي للعودة إلى الاتفاق النووي هو الاستفادة من الإعانات الاقتصادية التي وعد بها الاتفاق النووي الذي جرى توقيعه في 2015 ، ووقف حملة الضغط القصوى التي شنها ترامب. 

ورغبة من إدارة ترامب في سد الطريق على إدارة بايدن القادمة، يقوم البيت الأبيض ببناء جدار من العقوبات يهدف إلى منع حدوث أي انفراجة، وخلق عقوبات جديدة مرتبطة بانتهاكات إيران لحقوق الإنسان ، ودعمه لمنظمات مثل حزب الله وبرنامج الصواريخ الباليستية - وهي أنشطة من غير المرجح أن تتوقف عنها إيران.

وقال مارك دوبويتز الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "إن شبكة الإجراءات الجديدة ستجعل من الصعب على جو بايدن رفع هذه العقوبات وإقناع الشركات والبنوك بالعودة إلى إيران ، خاصة عندما يمكن لرئيس جمهوري أن يعيد أي عقوبات رفعها بايدن في عام 2025". 

يعتقد بارسي ، من معهد كوينسي ، أن الجهود المبذولة لمنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي ستفشل، "لأن ترامب قد ينجح في تعقيد الأمور ولكن ليس منعها".

إيران أقرب إلى  صنع سلاح نووي 
وأشار بارسي إلى أنه "في عهد ترامب ، أصبحت إيران أقرب إلى  صنع سلاح نووي ، وليس بعيدًا عنه ، وهذا يجعل العديد من الديمقراطيين يشعرون أن الأمر يستحق التكلفة السياسية للعودة إلى الصفقة الدولية التي تهدف إلى منع ذلك".

لكن الجيد وفق بارسي، أن حملة الضغط الأقصى التي شنها ترامب ضغطت على إيران بشدة لدرجة أنها قد تنتهي بسهولة إذا أراد بايدن ، لأن الإيرانيين سيتوقون إلى الخلاص من هذا الضغط الكبير.

وتابع "لقد أصابت العديد من الإجراءات الأمريكية الأخيرة الشعب الإيراني ، وليس الحكومة ، مما أدى إلى تفاقم أسوأ انتشار لـ Covid-19 في الشرق الأوسط. وفي الشهر الماضي ، فرضت إدارة ترامب عقوبات على 17 مصرفًا استخدمتها إيران لشراء السلع الإنسانية والأدوية من الخارج. كما أوقف البيت الأبيض محاولة إيران اقتراض أموال طارئة من صندوق النقد الدولي للتعامل مع الوباء".

وشدد بارسي  "أعتقد أنه قد يكون من الأسهل على بايدن إلغاء العقوبات، واكتساب نفوذ تفاوضي سهل مع الإيرانيين.

دعم المستوطنات
من المتوقع أن يقوم مايك بومبيو ، وزير الخارجية الأمريكي وكبير دبلوماسي ترامب ، خلال جولته، لإسرائيل بأول زيارة لوزير خارجية أمريكي لمستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، متوجًا نهج الإدارة الذي خالف السياسة الأمريكية التقليدية والإجماع الدولي.

وتعتبر المستوطنات في الأراضي المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي ، على الرغم من أن إسرائيل تعارض هذا الوصف للضفة الغربية، إلا إم زيارة بومبيو تضع الأساس للمستوطنات وتلغي الرأي القانوني لوزارة الخارجية لعام 1978 الذي يقول بأن المستوطنات "غير متوافقة مع القانون الدولي".

بينما تجاهلت إدارة ترامب التوسع الاستيطاني خلال فترة ولايته ، كان بايدن حاسمًا في هذه المسألة باستعراض مواقفه السابقة، فعندما زار بايدن إسرائيل كنائب للرئيس في عام 2010 ، أعلنت إسرائيل عن أكثر من 1600 منزل استيطاني جديد في القدس الشرقية ، وهو ما أدانه بايدن وقتها بشدة.

وحول ذلك، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف ، إن التوسع الحالي "سيضر بشكل كبير بآفاق" حل الدولتين، وهو ما سيرفضه بايدن.