أصلي على الجنازة وقت وجودي في المسجد ثم أنصرف ؛ فهل أكون بذلك مُتَّبِعًا لها .. سؤال ورد للدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية .
الأولى : أن يصلي المسلم عليها ثم ينصرف ، وأضاف: الثانية بعد الصلاة على الجنازة يتبعها المسلم حتى تصل إلى المكان الذي ستقبر فيه ثم يقف حتى تدفن ثم ينصرف ، ويظهر ثواب هاتين الصورتين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ .
وأكمل: الثالثة أنْ يفعل ما جاء في الصورتين السابقتين ثم يجلس
عند قبره بمقدار ما يدعو له بالرحمة وبالمغفرة والتثبيت ، ويشارك في قراءة سورة يس
أو سورة تبارك أو ما جرت عادة الناس بقراءته ؛ وذلك لما روى عثمان بن عفان رضي الله
عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فَرَغَ مِن دَفْنِ الميت وقف عليه وقال
: " استغفروا لأخيكُم ، وسَلُوا له التثبتَ ؛ فإنه الآن يُسألُ " .
وجاء في وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه
أنه قال : «إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا ، ثُمَّ أَقِيمُوا
حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا ، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ
بِكُمْ ، وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي».
واختتم الدكتور مجدي عاشور أن فاعل إحدى
هذه الصور الثلاث يكون مُتَبِّعًا للجنازة وله فيها أجْرٌ ، وإنْ كان الأفضل فعل جميعها
ما أمكن .