الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: قبائل كرير.. إلي أين؟

صدى البلد

الي متى سيظل يشعر بعض أبناء الوطن أنهم خارج دائرة الإهتمام ، الي متى سيظل يشعر بعض أبناء الوطن أن "مصر فيها ناس عايشة كويس ، وناس كويس إنها عايشة " ، الي متى سيظل فهم المسئول قاصرا ، متى يفهم أن حب الوطن -  لا يكون أبدا  ولا ينبغي أن يكون من طرف واحد - ، وأن الوطنية الحقيقية ليست كما ضحكوا علينا في الأغاني " ما تقولش إيه إدتنا مصر "  ، وأن الوطنية علاقة تبادلية نفعية بين طرفين ، حتى تعيش وتنمو وتزدهر ، متى يفهم  المسئول أن الوطن للجميع وأن الوطنية أيضا للجميع ولا يطالب بها الفقراء فقط بينما الأغنياء ومن بيدهم الأمر يفعلون كل شئ بلا حسيب ولا رقيب .. !

الحكاية يا سادة فجرها الزميل اللامع سامي خيرالله نائب رئيس تحرير الأهرام ، الذي كتب عن معاناة قبائل منطقة سيدي كرير في غرب الإسكندرية ، والذين قد صدر لهم قرار بالخروج للمرة الثالثة الي المجهول للمنفعة العامة ، هؤلاء المضارين من أبناء مصر تحملوا الكثير في هذا المكان حتى يصلح للحياة ، تعدادهم 30 الف أسرة على إمتداد 8 كيلو مترات بعمق 2 كيلو متر قربا من الساحل ، هؤلاء المصريون البسطاء سبق وتعرضوا لنفس الخروج في عام 1984 ثم عام 1994 بنفس الحجة وهي المنفعة العامة. 

يقول الزميل " خيرالله " أن هذه الأسر الآمنة  ـ أو التي كانت آمنة ـ  تحملت الكثير والكثير من أجل تعمير المكان  ، وأسوأ شئ أن ياتيك التهديد في مسكنك الذي هو موطنك بحجة المنفعة العامة ، ومع ذلك الناس ترحب بقرار الحكومة بشق الشوارع أو تطوير المكان مستقبلا ، ولكن لا يتم ذلك بترحيل الأهالي الذين تخلى عنهم الجميع حتى نوابهم في مجلس  الشعب ولوا الأدبار بمجرد لم الصناديق وسرقة أصواتهم .. 

يقول الصحفي الوطني سامي خيرالله أنه إقترح على محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف وهو رجل عاقل ومحترم حلا عاجلا قبل تفاقم الأمور ، وذلك بتشكيل لجنة من حكماء قبائل سيدي كرير للجلوس مع المسئولين عن خطة تطوير المكان وأن يتوافق الطرفان بما لا يضر بمصلحة أحد ، وأن يرفع الأمر للقيادة السياسية لأن هؤلاء كانوا دوما في ظهر الدولة سندا ومعينا ، وهو في إنتظار رده ليبشر الأهالي الذين سرق القلق النوم من عيونهم وأصبحوا يترقبون السوء والأكثر سوءا كل يوم وليلة ..

قبائل سيدي كرير مصريون مثلنا ، وطنيون مثلنا ، لا يطلبون شيئا ، لا يحلمون بتحقيق الأماني ، ولا بلبن العصفور ، كل ما يسعون اليه البقاء بين جدران منازلهم ، فلا تنشروا اليأس بين الناس ، ولا تدفعوهم للسخط على الوطن بأفعالكم .. فهل من عاقل ومجيب ؟