في ذكرى وفاته.. الجانب الإنساني للفنان الراحل عامر منيب

يذكر أن تفوق عامر منيب دراسيا بكلية التجارة بجامعة عين شمس حتى تخرج فيها عام 1985 بعد حصوله على تقدير جيد جدا وأصبح معيدا بالكلية، وحصل على منحة لنيل الدكتوراه مجانا بإحدى الجامعات بأستراليا.

وفي يوم وداعه لأصحابه، اجتمعوا على مائدة سحور بأحد الفنادق الشهيرة، حتى جاءت الصدفة التي غيرت مجرى حياته، ففي أثناء تواجدهم في الفندق تصادف وجود الفنان محمود ياسين وزوجته والفنان نور الشريف وزوجته والفنان فاروق الفيشاوي والموسيقار حلمي بكر.

وألح عليه أصدقاؤه للغناء، وبالفعل غنى عامر أغنية "الفن" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وفوجئ الجميع بصوت عامر وأبدوا إعجابهم الشديد به وفي مقدمتهم الفنانون الحاضرون، وقاموا بدعوته للجلوس معهم على مائدتهم وعرفوا أنه حفيد الفنانة ماري منيب.

انفرد به الموسيقار حلمي بكر وشجعه بشدة وطلب منه البقاء في مصر وعدم السفر لأن هناك مستقبلا كبيرا ينتظره، ولكن اشترط عليه صقل موهبته بالدراسة، واستجاب منيب لنصيحته وعقب عودته للمنزل قام بتمزيق تذكرة السفر استعدادا لبدء المشوار.

التحق منيب بكلية التربية الموسيقية لتعلم أصول الموسيقى ودرس فنون العزف على البيانو، وبعد تأكده من موهبته كون فرقة موسيقية صغيرة تصطحبه للغناء في الفنادق، حيث كانت بدايته في الغناء بأغاني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

كان أول ألبوم غنائي له أنتجه على نفقته الخاصة عام 1990 وحقق نجاحًا نسبيًا دفعه لاستكمال مشواره الفني، وذاع صيته وتوالت عروض شركات الإنتاج عليه، فأصدر العديد من الألبومات الغنائية من أبرزها "أول حب، وعلمتك، وفاكر، والله عليك، وحب العمر، وحظي من السما".

حظى بحب الجماهير له، ما دفع المنتجين ليسندوا إليه أعمالا سينمائية ليطرق مجال التمثيل بعدة أعمال، منها فيلم "سحر العيون" مع الفنانة نيللي كريم، والذي حقق نجاحا كبيرا حتى أسند إليه المنتجون أعمالا أخرى منها "كيمو وأنتيمو" و"الغواص" و"كامل الأوصاف".

وعندما شعر منيب بدنو أجله انفرد بزوجته وأوصاها بعدم حضور شقيقته أمينة عزاءه إذا لم تعيد الملايين التي استولت عليها من ضحاياها بدولة دبي ومصر، وأن تبرئ ذمتها خالصة لله عز وجل وتحافظ على سمعة عائلتها المحترمة (حيث كانت شقيقته مطلوبة لتنفيذ أحكام في 4 قضايا نصب بلغ مجموع أحكامها 12 عاما، وذلك لاستيلائها على أكثر من 20 مليون جنيه من ضحاياها بزعم التجارة في البترول).

دخل المستشفى متأثرا بإصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وظل طوال أيامه الأخيرة في غيبوبة شبه كاملة داخل غرفة العناية المركزة، وبعد إجراء عملية لاستئصال جزء من القولون بألمانيا تدهورت حالته الصحية، ليصاب عامر بهبوط آخر في الدورة الدموية ويرحل على أثره في صباح يوم 26 من نوفمبر عام 2011 بمستشفى دار الفؤاد عن عمر ناهز 48 بعد صراع طويل مع مرض سرطان القولون، تاركا خلفه مشوارا فنيا زاخرا بأعذب الأغاني وأرق المشاعر والأحاسيس، سيرة عطرة بمشوار شاب مكافح تحدى الكثير من أجل الوصول إلى حلمه.