جنازة عسكرية.. كيف ودع السودانيون حكيم الأمة «الصادق المهدي»؟

رحل عن عالمنا الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي السوداني، وذلك إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد فى أوائل الشهر الجاري، حيث أن الحالة الصحية للمهدي شهدت تدهورا كبير خلال الفترة الماضية، نتيجة مضاعفات الفيروس.

ودع السودان الصادق المهدي عن عمر ناهز 85 عاما حيث  ولد المهدي فى مدينة أم درمان فى ديسمبر من عام 1935 في مدينة أم درمان، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد عام 1957.

ودع اليوم السودانيون الزعيم الراحل الصادق المهدي والذي وصل جثمانه اليوم إلى مسقط رأسه عائدا من الإمارات بعد وفاته متأثر بفيروس كورونا المستجد.

جنازة عسكرية

الإمام ، القائد ، المناضل بتلك الكلمات الحزينة استقبل السودانين جثمان القائد الراحل كما وجه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني القائد العام للقوات المسلحة بإقامة جنازة رسمية لفقيد الوطن رئيس حزب الأمة القومي وزعيم كيان الانصار  الإمام الصادق المهدي فور وصول جثمانه لمطار الخرطوم ، تقديرا لعطائه الوطني الثري في مختلف القضايا بالبلاد .

وكان في استقبال الجثمان عدد كبير من المشيعين يتقدمهم عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني وعبدالله حمدوك رئيس الوزراء.

وأقيمت في مطار الخرطوم جنازة رسمية للفقيد قبل نقله في موكب جنائزي مهيب إلى مسقط رأسه مدينة أم درمان، حيث سيوارى الثرى في القبة الملحقة ببيت آل المهدي والتي دفن فيها عدد من زعماء الحزب السابقين.

نعي عربي

بمزيد من الحزن والاسي وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، بتلك الكلمات نعت سفارة دولة فلسطين بجمهورية السودان الشقيق رئيس الوزراء السوداني الاسبق والزعيم الوطني والسياسي البارز الامام الصادق المهدي.

وقال سفير دولة فلسطين لدي جمهورية السودان دكتور سمير عبدالجبار طه :"الامام الصادق المهدي  كرس حياته في النضال من اجل قيم الحرية والسلام والعدالة وفي خدمة وطنه وشعبه ومدافعًا صلبًا عن قضايا الامتين العربية والاسلامية  وعن القضية الفلسطينية العادلة التي شهدت له ساحاتها بمجاهداته ونضالاته وثباته واسهاماته الفكرية والنضالية".

أما السفارة السعودية بالسودان فقد قالت "اننا نسأل الله أن يجعل مرضه كفارة له، وأن يرفع عن الأمة البلاء والغمة وأن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته و يتقبله في علياء جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يمطر علی قبره شآبيب الرحمة والمغفرة".

من هو الصادق المهدي

فى عام 1961 تولي الصادق رئاسة الجبهة القومية المتحدة، وذلك بعد وفاة والده، وظل المهدي بعدها أن يتقلد العديد من المناصب القيادية فى الخرطوم حيث أنه تم تنصيبه رئيسا لوزراء السودان بين عامي 1966 و1967 ثم تم اختياره للمرة الثانية بين عامي 1986 و1989.

إلا أنه فى عام 2014 تعرض الصادق إلى  انتقادات عدة كما أنه خلال فترة حياته قصب مايقرب من 7 سنوات فى السجن  حيث تم اعتقاله وسجنه فى سنوات متفرقة فى  عام 1969 و1973 و1983 و1989.

حكيم الأمة

عرف الصادق المهدي بالحكمة والكياسة السياسية حتى نال لقب "حكيم الأمة".

ظل الصادق لمدة تقارب النصف قرن كإمام لكيان الأنصار الدعوي والذي يعد ضمن الجماعات الدينية فى الخرطوم، ليس ذلك وفقط بل كان المهدي عدة مؤلفات فى مجال السياسة والتاريخ من بينها "مستقبل الإسلام في السودان" و "الإسلام والنظام العالمي الجديد" و"السودان إلى أين".

يأتي ذلك في الذي أعلنت فيه الحكومة السودانية الحداد لمدة ثلاث أيام وتنكيس الأعلام فى مرافق الدولة ومؤسساتها على وفاة الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني الأسبق.