الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابتزاز أونلاين| حكايا الاحتيال بالحسابات المزيفة وجني الأموال من مستخدمي فيسبوك

صدى البلد

في منتصف أغسطس الماضي تلقى اشرف هادي شاب ثلاثيني طلب صداقة من احدى الفتيات، ليقبله دون شك أو تردد لحسن نيته في قبول اي طلب صداقة يرسل إليه، وفور قبوله طلب الصداقة عبر حسابه بفيسبوك بدأت الفتاة بمراسلته للتعرف عليه، ليجري فيما بينهما حوار باللغة الإنجليزية لكونها شابة لبنانية تعيش بالخارج.


تعرف الشاب الثلاثيني على فتاة في حديث لم يطل كثيرا لتطلب منه، التحدث بشكل مباشر عبر "الويب كام " كاميرا الهاتف، بشكل غير متوقع، ليوافق الشاب بحسن نية على الحديث معها لتعرف عليها أكثر وإشباع فضوله في رؤيتها.


بعد أن فتح " أشرف" الكاميرا الخاصة به وجد فتاة تتصرف تصرفات غريبة ولا تتحدث باي عبارات، تقوم بحركات غير عادية ومألوفة لينقبض قلب الشاب وهو لا يدري ما يحاك له، ليتفاجأ بأنه وقع في فخ لم يتوقعه ابدا، بحسب تعبيره لموقع "صدى البلد".


وبعد دقائق من ظهوره عبر الكاميرا، ارسلت له الفتاة فيديو صادما ومركبا له يوحي بأنه يرتكب فعلا اباحيا، ليتلقى بعدها سيلا من التهديدات من قبل صاحبة الحساب التي هددته بتشويه صورته والتشنيع به أمام أصدقائه وأسرته وأصحابه في العمل.


أصيب " أشرف" بحالة من الذهول والعجز والتشويش التام، لتنتابه حالة من التوتر وعدم الاتزان وسط تسارع نبضات قلبه والتفكير في لمح البصر في شكله العام أمام أسرته وأصدقائه في حال نشر هذا المقطع المزيف، لتنتابه حالة من الضعف والانصياع لصاحب هذا الحساب المزيف ليبدأ باستغلال ارتباكه ويبتزه ماليا.


طلب صاحب الحساب من ضحيته "أشرف" بإرسال حوالي 500 دولار لعدم فضحه وتشويه صورته، ليفكر الشاب الثلاثيني بمصيره المظلم في حال عدم تنفيذ هذا الأمر ودفع تلك الامور، وكل ذلك بفضل لمسة هاتف لقبول الصداقة المشؤومة.



وافق " اشرف" في البداية على إرسال المال، للمحتال الذي تمكن من ابتزازه لتشويه سمعته.


فكر الشاب لبرهة من زمن، ورأى إن نفذ هذا الأمر سيكون تحت سيطرة وطوع هذا المحتال وسيستمر في ابتزازه ، ليلجأ بعدها الضحية إلى أحد أصدقائه المختصين بالعمل في مجال السوشيال ميديا ويروي له مشكلته، ليطمئنه ويبلغه بعدم الرد على هذا المحتال أو ارسال أي شيء إليه، ويكتفي بحظره عبر فيسبوك وان يبلغ إحدى الجهات المسؤولة للوصول إليه في حال تواجده بمصر.


وبالفعل قام " اشرف" بتنفيذ نصائح صديقه وهو في حالة من التوتر وعدم الإدراك لما ستصل إليه الأمور فيما بعد، مدونا عبر صفحته الواقعة التي حدثت إليه لينصح من حوله بعدم الوقوع في نفس الفخ، طالبا منهم عدم قبول أي شيء قد يرسل إليهم بخصوصه لكونه شيئا مزيفا وليس حقيقيا.



وفي قصة مشابهة عاشت " آية لطفي" حالة من القلق مدة لا تقل عن اسبوع بعد قبولها طلب صداقة من فتاة ارسلت لها عبر صفحتها بفيسبوك طلب صداقة ليبدأ بينهما حديث ودود ولطيف لينقلب في النهاية إلى عملية احتيال وابتزاز كالتي واجهها "اشرف".


وتمثلت عملية الابتزاز التي واجهتها " اية" الشابة الجامعية، في تركيب صورها الشخصية على جسد عارٍ في مشهد أصاب الفتاة العشرينية بالانهيار خوفا على سمعتها بين أسرتها وأصدقائها ، بالرغم من كون هذه الصورة مزيفة.


بعد أن تلقت " آية" رسائل الابتزاز لجأت إلى أخيها الأكبر لتحكي له عن ورطتها التي ليس لها يد فيها سوى قبول طلب صداقة كاد أن يقلب حياتها رأسا على عقب، ليفهم الاخ الاكبر هذا الأمر ويهدئ من روع أخته الصغيرة المصدومة من هذه الفعلة ويبدأ بالتصرف من خلال التواصل مع أحد أصدقائه الذين يعملون في مجال التواصل الإجتماعي.


ظل المحتال الالكتروني يبتز " آية" لفترة دامت ليومين ويرسل لها اسماء إخوتها وأصدقائها الذين سيرسل لهم هذه الصور، لتستمر حالة " آية" في الانهيار ليتخذ شقيقها الإجراءات المتبعة لإنهاء هذه القصة بعمل حظر لهذا الحساب وجعل كل اصدقاء واقرباء أخته يعملون حظرا لنفس الحساب حتى لا يتمكن من ارسال تلك الصور المزيفة لأحد لينجح في الأمر ويمنع هذه التهديدات عن أخته.


وبالبحث تمكن الشقيق الأكبر لـ "آيه، من معرفة مَن وراء هذا الحساب المزيف ليتبين أنه شاب يعيش بالمغرب ويعمل على هذه الأمر لجني ارباح مالية من هذه العملية الشنيعة التي اتضح أنه يقع فيها الكثيرون سواء من مصر أو من القطر العربي.


ينصح المهندس مالك صابر، مسئول برمجة وقاعدة بيانات، الجميع عبر مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الفتيات بعدم وضع صورهم الشخصية عبر صفحاتهم الشخصية وعدم قبول باي طلبات صدقات غريبة وجعل الصفحة الشخصية للاشخاص المقربين فقط وعلاوة على ذلك اخفاء خاصية ظهور الاصدقاء للجميع حتى لا يستغل اي محتال الكتروني هذه الأمور.


يوضح  المهندس" مالك"، أنه يمكن التعرف على الحساب الزائف من خلال تاريخ إنشائه ووضع صور وهمية على صفحة المستخدم، علاوة على عدم أو قلة وجود تعليقات على صفحة الشخص أو عدم تعرف المعلقين على هذا الشخص من خلال سؤاله عبر التعليقات، لافتا أن من الممكن أن يكون المحتال متخذا كل الإجراءات لجعل حسابه يبدو حقيقيا لإقناع الضحية لقبول صداقته.


وشرح " مالك"، أنه في حال وقوع الشخص في الابتزاز بعد قبوله طلب الصداقة عليه تدوين منشور وأخذ صور من المحادثة ونشرها عبر صفحته الشخصية لتنبيه من حوله وان يطلب منهم إجراء حظر لهذا الحساب والابلاغ عنه لإغلاقه، ناصحا بعدم الانصياع إلى ابتزازه حيث لن يكتفي ابدا بالابتزاز لتلقي الأموال من الضحية.


ويفيد مسئول قاعدة البيانات، بأن فيسبوك يقوم بغلق الحسابات الزائفة بشكل مستمر بعد فترة ليست بالطويلة خاصة إذا تلقى العديد من البلاغات بشأن هذا الحساب.