الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدى الشاذلي تكتب: النبي الذي لا يعرفونه

صدى البلد

هو مُحمّد بن عبد الله عبدُ الله ورسوله، سيّد ولد آدم وأكثرهم تواضُعًا، كان يذُم الكِبر ويَنهى عن التكبُر، فكان يُحبُ أن يصِفه الناس كما وصفه ربه «عبدُ اللّه ورسوله» وكان يقول: « إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ» حديث صحيح.


فمن تواضُعه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يخدم نفسه، وينظف ثوبه، ويحلب شاته، وكان في خدمة أهله، وكان يجلسُ بين أصحابه على الأرض ودون أن يتّخِذ لنفسه مجلسًا مُميزًا، فإذا دخل من لا يعرفه سأل أيّكم مُحمّد؟ مَن يُريده يجده لم يمنعه عنه حُرّاس ولا بوابين.


كان يستشير -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه في أحلك الظروف ويأخذ برأيهم، كان يزورهم، ويُجيب دعوتهم، ويقبل هديّتهم، ويأكل معهم، ويسأل عن غائبهم، ويعود مريضهم، يُشيع متوفاهم، يتفقدهم في المعارك ويسأل هل تفقدون أحدًا ويفتقد هو «جُليبيب» الذي كان الناس لايعيرونه اهتمامًا لكنه قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذا مِنّي وأنا منه» رواه مُسلم.


ولمّا تغيبت المرأة العجوز التي كانت تُنظّف المسجد استشعر غيابها، وحزن لوفاتها، وغضِب لأنه لم يُشيّع جنازتها وذهب ليُصلّي عليها في قبرها.


كان -صلّى الله عليه وسلّم- يُسلّم على الصبيان وهم يلعبون ويسأل الطفل عن عصفوره الصغير ويواسيه عند وفاة عصفوره، وكان -صلّى الله عليه وسلّم- ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه، ولم يتكبر على طعامٍ قط ومات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير.