الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم بريطاني يثير الجدل حول أصول التمثال.. قطعة من أبو الهول تحل لغزا بمنطقة الأهرامات

صدى البلد

أبو الهول العظيم ذاك التمثال المصنوع من الحجر الجيري لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان، تم بناؤه في عصر الأسرة الرابعة لحماية الفرعون خفرع، الذي يقع هرمه الضخم في ظلاله، ولكن هناك من يرى في ذاك الجسد الفرعوني الصنع نظريات عدة، كما أنه مازال يثير الجدل بين العلماء، حيث سجل الجيولوجي "كولين ريدر " مؤخرا اعتراضه على تفسير البعض للعصر الذي يعود إليه التمثال، قائلا إن شيئًا ما بدا في غير محله فوق القطع الصخرية للهيكل.


وأضاف "ريدر"، وهو جزء من جمعية مانشستر مصر القديمة، خلال الفيلم الوثائقي "الأسرار"، إن تمثال أبو الهول يمكن أن يعود إلى أوائل الأسرات أو أواخر فترة ما قبل الأسرات، وتابع: "عندما تقف وتنظر لأبي الهول من اتجاه معين فإن النسب خاطئة".


وأوضح "ريدر": "عندما تنظر إلى رأس أبو الهول فهو صغير جدًا، الجسم طويل، طويل جدًا، والرأس غير متناسب، فالمصريون القدماء فهموا النسب بشكل خاطئ لا معنى له، أعترف بأنهم كانوا سادة في العمل بالحجر، ولكن هناك شيء نفتقده في هذا"، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.


واستمرت سلسلة البحث لتكشف كيف وجد السيد ريدر الإجابة ملقاة في الحجر نفسه، مستخدمًا خبرته في تحليل الصخرة، وأضاف ريدر: "نعلم أن أبو الهول قد دُفن حتى الكتفين والرقبة في الرمال".

 

وتابع: "رأيت في أماكن أخرى بالجيزة أن الرمال تميل إلى تغطية الصخور المدفونة تحتها، لذلك  تعرض الرأس طوال حياته للنحر تقريبًا، إذا كان هناك أي شيء، يجب أن يكون أكثر تدهورًا من الجسم، لكننا نرى العكس، وبالنسبة لي، هناك تفسير واحد فقط وهو أن الرأس تم إعادة بناؤه".



وأوضح "ريدر" أنه يعتقد أن الرأس تم تعديله "ليعطينا رأس هذا الفرعون"، قائلًا: "الاستنتاج الذي لا مفر منه أنه لم يكن في الأصل أبو الهول، لكنه بدأ الحياة كشيء مختلف".

 

ولم تتوقف ادعاءات "رايدر" عند هذا الحد، بل يعتقد عالم المصريات أن اكتشافه يمكن أن يعيد كتابة تاريخ هضبة الجيزة بالكامل، وأوضح: "أبو الهول أقدم بكثير من الأهرامات وقد بدأ كشيء مختلف تمامًا، ومنذ آلاف السنين، كان المناخ هنا أكثر رطوبة وكان هناك أعداد أكبر من الحيوانات البرية".


كان الأسد هو أهم الحيوانات المفترسة هنا والحيوان الأكثر احترامًا لدى المصريين، واكتشف "ريدر" نحتًا مقدسًا لأسد على لوح حجري تم إنشاؤه قبل عدة عقود من إنشاء الأهرامات، ويعتقد أنه دليل مهم، ثم أظهر ريدر للمشاهدين نقش أسد وجده في الجوار، ووضعه بجوار رسم لأبي الهول.

 

وقال: "هذه صورة من وقت ما قبل بناء الأهرامات ونعلم أنها مهمة ومرتبطة بفرعون بالنقش عليها، وتكمن أهمية الأسد بالنسبة لي عندما تفكر في هذا الملف الشخصي بالمقارنة مع أبو الهول، كل شيء يبدأ في أن يكون له معنى"، مستنتجًا: "من الواضح لي أنه تم بناؤه في البداية كأسد".


على الرغم من وجود أدلة ووجهات نظر متضاربة على مر السنين، يتفق معظم علماء المصريات الحديثين على أن تمثال أبو الهول العظيم بني في حوالي 2500 قبل الميلاد للفرعون خفرع، باني الهرم الثاني في الجيزة.