الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محدش يخاف يبلغ عن مجرم.. ابن الحاجة سامية ضحية بلطجي الإسكندرية يكشف تفاصيل الجريمة

صدى البلد

بخطوات شيطانية و إجرامية طرق "إبراهيم القبيصي"، مسجل خطر سكندري، أبواب منزل الحاجة "سامية حجازي" صاحبة القلب الأبيض بمنطقة العصافرة، ليفتح حفيدها بكل براءة، للشيطان البشري ليقتحم أروقة المنزل ويسكب البنزين في غضب على جسد الحاجة "سامية" ويشعل النار فيها فور إنهائها لصلاتها  أمام حفيدها المفزوع، انتقاما منها بعد أن أبلغت عنه وهو يحاول سرقة إحدى الشقق في العقار الذي تسكنه.


همَّ حفيد الحاجة "سامية"، بالصراخ والعويل في حين تشتعل النار في جسد جدته "سامية"، ليهرع ابنها الأكبر الذي يسكن بنفس العقار بالدور الثالث، إلى شقة أمه ليجد النيران تلتهم جسد والدته التي كان يعشقها جميع أهالي منطقتها.


وفي هذه الأثناء نقلت الأم المكلومة صاحبة القلب الطاهر، إلى المستشفى بعد أن وصلت نسبة الحروق بجسدها بنحو 70 في مئة، إثر إشعال النار فيها من قبل المجرم المحتجز بين يدي العدالة، في مشهد أوجع قلوب الجميع بلا استثناء.


وبعد دقائق من الحادث الموجع تلقى "رامي مبروك"، قبطان بحري الابن الثاني للحاجة "سامية"، مكالمة هاتفية من أخيه المحامي وهو يصرخ وينحب على ما أصاب أمه، ليترك "رامي" عمله، ويهرع في صدمة لم يتخيل حدوثها قط، ويتجه نحو المستشفى الذي قبعت فيه والدته؛ ليستوعب ما حدث لها؛ ليجد أمه جالسة على فراش الموت وجسدها يكسوه الحروق من كافة الجوانب في مشهد حاول "رامي" عدم تصديقه، وفقا لوصفه لما حدث لها خلال حديثه لموقع "صدى البلد".


وبعد أن لفظت الحاجة "سامية"، أنفاسها الأخيرة لتذهب إلى مثواها الأخير وهي مدافعة عن حق جيرانها الذين أوصوها بالحفاظ على شقتهم خلال فترة سفرها، لتصبح شهيدة المروءة والشجاعة على يد بلطجي لا يعرف الرحمة،  كفنت بين يد وأنظار أبنائها لتدفن في قبرها العطر بمحافظة المنوفية موطنها الأصلي.


لم تمر ساعات على ارتكاب البلطجي "إبراهيم القبيصي"، لجريمته البشعة التي تحمل كل الانتقام بعد أن أفسدت الحاجة الراحلة "سامية"، مخططاته الشيطانية لسرقة إحدى الشقق بالعقار الذي تسكنه، حتى تم القبض عليه في مجهود أمني مكثف وغير عادي ليلقى المتهم القصاص بين يد العدالة الحاسمة الممثلة في القضاء المصري.


كل ما يطلبه القبطان "رامي" ابن الضحية، هو القصاص لأمه والأخذ بثأرها لترتاح روحها عند الرفيق الأعلى بعد أن كافحت بشجاعة للحفاظ على حق جيرانها من السرقة وضرب اكبر مَثَل للإنسان الأمين على من حوله.


وناشد " رامي" عبر حديثه لموقع "صدى البلد"، بعدم خوف أي شخص من الإبلاغ على أي مجرم يرتكب  فعلا إجراميا، ولا يأخذ حادث والدته مبررا لخوفه من انتقام أي بلطجي منه، ناصحا الموطنين بأن يتشجعوا في الإبلاغ عن المجرمين حتى يهدر حق الآخرين تحت مسمى الخوف من انتقام الجاني.


ومن الناحية القانونية شرح المحامي والمستشار القانوني، أحمد محيي الدين  أحكام القانون في هذه الجريمة، قائلا إن اركان جريمة القتل العمد متوافرة ومتكاملة المعالم والقصد الجنائي والباعث عن الجريمة هو الانتقام من بسالة وشهامة السيدة صاحبة المروءة التي ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والجدعنة.


وأضاف المستشار القانوني في حديثه لموقع "صدى البلد"، أن المتهم مثال سيئ لابد أن ينتهي من المجتمع، لافتا إلى أن هذا القاتل المجرم لم يرحم حتى يُرحم فهو من خوارج العصر.


ويرى المحامي "أحمد"، أن  المتهم ارتكب جريمة القتل بعدما خطط ونفسيته هادئة وقام بشراء جاز وتوجه نحو منزل المرحومة فوجدها تصلي لله فلم يتعظ وأمسك بالمرحومة ولم يرحم توسلاتها ولا يرحم صراخ أحفادها ووضع عليها الجاز ثم أشعل النار فيها.


ويفيد المستشار القانوني، بأن  الفقرة الثانية من المادة 234 من قانون العقوبات نصت على أنه  يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى".


وأوضح المحامي الجنائي، أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعددًا فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها، وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد.


ويشير المستشار القانوني، إلى أن جناية القتل العمد تميزها بقصد خاص هو نية إزهاق روح المجني عليه واختلافه عن القصد العام المتطلب في سائر الجرائم، ولذلك فإن أركان جريمة القتل العمد متوافرو ومتكاملة المعالم والقصد الجنائي والباعث عن الجريمة متوافر وبوضوح يودي بالمتهم لحكم الإعدام.