الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير روسيا: مهتمون باستئناف رحلات الشارتر للمنتجعات المصرية.. 150 ألف سائح روسي زاروا مصر2019.. حذرنا تركيا والسراج من أي عمل عسكري في ليبيا لأنه محكوم بالفشل.. وأدرجنا الإخوان كمنظمة إرهابية 2003

سفير روسيا بالقاهرة
سفير روسيا بالقاهرة جيورجي بوريسينكو

  • جيورجي بوريسينكو سفير روسيا الاتحادية لدى جمهورية مصر العربية: مواقف موسكو والقاهرة متشابهة أو متفقة في العديد من الملفات والقضايا
  • ملايين السياح الروس ينتظرون خطوة استئناف الرحلات للمنتجعات المصرية
  • لا نستطيع أن نصرف النظر عن الأخطار التي لا تزال تهدد مواطنينا في ظل الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط 
  • تحسين أنظمة الحراسة والتفتيش في مطار القاهرة الدولي سمح باستئناف الرحلات المنتظمة بين عاصمتي البلدين
  • ايرفلوت ومصر للطيران تسيران 10 رحلات بين القاهرة وموسكو قبل كورونا و3 رحلات بعد كورونا
  • مصر كانت من أوائل الدول التي استئنفت روسيا معها الرحلات الجوية المنتظمة منذ شهر سبتمبر بعد بداية تحسين الوضع الوبائي في العالم


وجه جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا الاتحادية لدى جمهورية مصر العربية، رسالة مفتوحة للقراء المصريين عبر صفحة السفارة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".


وأكد بوريسينكو أنه فيما تتعلق بتأخر في استئناف رحلات الشارتر بين مدن روسية ومنتجعات مصرية فإنه يود أن يذكر بما يلي، أنه تم تبنى القرار عن وقف الرحلات من روسيا إلى الغردقة وشرم الشيخ في 31 أكتوبر 2015 على متن طائرة الشركة الروسية "كوغاليم افيا" عقب تحطمها والتي كانت متوجهة من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبرج. وبعد دقائق من الإقلاع لقي أكثر من 224 مواطنا روسيا بما في ذلك 217 راكبا ومنهم 25 طفلا وبالإضافة إلى أعضاء سبعة من طاقم الطائرة، مصرعهم. 


وقال إن ما حدث فوق سماء سيناء يعد أكبر خسارة في أرواح المواطنين الروس على مر تاريخ الطيران العالمي، وأصبح أسوأ تحطم لطائرة على أراضي مصر، وبطبيعة الحال، لم تتمكن روسيا من القيام برحلات إلى مصر بعد هذا الحادث المأساوي بدون الضمانات لمتابعة القواعد الصارمة للأمان في المطارات المصرية.


وأوضح السفير الروسي بالقاهرة أنه بفضل العمل المشترك بين الهيئات الروسية والمصرية المعنية تمكنت مصر بدرجة كبيرة في عام 2018 من تحسين أنظمة الحراسة والتفتيش في مطار القاهرة الدولي، ما سمح باستئناف الرحلات المنتظمة بين عاصمتي البلدين، وقبل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد قامت خطوط الجوية الروسية "ايروفلوت" بسبع رحلات خلال الأسبوع من موسكو إلى القاهرة ذهابا وإيابا بالإضافة إلى الرحلات الثلاث التي قامت بها شركة مصر الطيران.

 
وأضاف أنه تم توقف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو خلال فترة الزيادة الحادة في عدد المصابين بفيروس كورونا، لكن أصبحت مصر من أوائل البلدان التي استأنفت روسيا معها الرحلات الجوية المنتظمة منذ شهر سبتمبر بعد بداية تحسين الوضع الوبائي في العالم، حيث إن الناقلين الوطنيين المذكورين يقومان بثلاث رحلات ذهابا وإيابا أسبوعيا مع الأمل في عودة عدد الرحلات إلى المستوى السابق بعد التخفيض التدريجي للتدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا في بلدينا.


وأكد جيورجي بوريسينكو أن روسيا تهتم باستئناف رحلات التشارتر مع مدن المنتجعات المصرية من أجل إتاحة الفرصة لمزيد من المواطنين الروس للوصول إليها مباشرة وبدون الترانزيت لزيارة الشواطئ الخلابة للبحر الأحمر ومشاهدة الآثار التاريخية المصرية البارزة، كاشفا عن زيارة مصر المضيافة في العام الماضي بأكثر من 150 ألفا من المواطنين الروس، ولكن يمكن أن ترتفع هذه الأرقام بدرجة كبيرة بعد افتتاح رحلات الشارتر إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ.


وذكر السفير أنه توجد هناك ظروف موضوعية يجب على موسكو أن تأخذها في عين الاعتبار، فمثلا، لم تحل بعد طرف موضوع تقديم التعويضات لأقارب ضحايا تحطم الطائرة الروسية فوق سماء سيناء. في هذا الصدد تطالب أسر الضحايا من فخامة الرئيس الروسي وحكومة روسيا الاتحادية بالإضافة إلى وزارة الخارجية الروسية وقف أي رحلات جوية إلى مصر. يدور الحديث عن المواطنين الروس ولهذا السبب لا تستطيع السلطات الروسية أن تتجاهل موقفهم. 


ونوه إلى أنه علاوة على ذلك تظل قضية توفير التدابير الأمنية اللازمة في مطارات المدينتين الشاطئيتين المصريتين المذكورتين مسألة رئيسية. وروسيا طبعا تقدر عاليا العمل الضخم الذي اضطلع به الجانب المصري فيما يخص بتحسين الأداء الأمني في مباني مطاراتهم. كما أن اتخاذ هذه الإجراءات الأمنية يتيح فرصة لروسيا للتفكير بشكل جدي في إمكانية استئناف الرحلات الجوية إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ.


وشدد السفير الروسي بالقاهرة على أنه وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نصرف النظر عن الأخطار التي لا تزال تهدد مواطنينا في الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط، فهذا الأمر يتعلق ليس بالمكاسب المالية فقط ولكن يتعلق بحياة مواطنينا.


وأكد جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا الاتحادية لدى جمهورية مصر العربية، أن الثوابت تجعل روسيا تفكر مليا مرة أخرى حول الوضع الحالي. رغم ذلك نحن نأمل في نجاح استئناف رحلات التشارتر الى مصر في المستقبل القريب. وينتظر هذه الخطوة ملايين من السياح الروس اللذين يحبون بلادكم الرائعة.


وقال إنه وبالنسبة للنقاط الأخرى من العلاقات الروسية المصرية، فوقع رئيسا روسيا فلاديمير بوتين ومصر عبد الفتاح السيسي اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي في ١٧ أكتوبر من عام ٢٠١٨، حيث إن دولتينا شريكين استراتجيين حقيقيين تتعاونان على مستوى ثنائي وساحة دولية بشكل وثيق. نجد مواقف لكل من موسكو والقاهرة متشابهة او متفقة في العديد من الملفات والقضايا.


وذكر السفير الروسي بالقاهرة أنه يمكن على سبيل المثال أخذ الوضع الحالي في دولة ليبيا المجاورة، حيث إلى جانب إعلان مهم للرئيس عبد الفتاح السيسي المؤرخ في ٢٠ يونيو أن "سرت - الجفرة " تعد خطا أحمر لعبت روسيا دورا جوهرا مساندا في وقف تحركات الميليشيات من غرب ليبيا تجاه الحدود المصرية، وهذا بفضل موقفنا الثابت في الحوار مع أنقرة التي تؤيد السلطات في طرابلس وكذلك مع تلك السلطات. حذرت روسيا، بما فيها عبر القنوات العسكرية، الجانب التركي والحكومة الليبية الغربية في منتصف يونيو من استمرار العملية الهجومية وأشارت إلى أنها محتومة بالفشل.


وأضاف أن روسيا متضامنة تماما مع موقف مصر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وعلاوة على ذلك فقد تم إدراج "جماعة الإخوان المسلمين" بقائمة المنظمات الإرهابية في روسيا منذ عام 2003 قبيل أن تعتبرها بذلك مصر نفسها.


وأشار إلى أن انتصار المصريين المجيد في 6 أكتوبر 1973 كان أمرا ممكنا بواسطة الأسلحة السوفيتية. وتواصل روسيا اليوم مساعدة مصر في تعزيز قدرتها العسكرية وأمنها القومي ونفوذها الدولي.


وتابع: "كذلك يوجد بيننا التعاون الوثيق في مجال الاقتصاد القائم على تجربة التعامل السابق في الستينيات للقرن الماضي عندما تم بناء 97 منشأة بنية تحتية في مصر بالمشاركة السوفياتية ومن بينها السد العالي بأسوان. واليوم يوجد العديد من المشاريع الروسية المصرية في أجندتنا المشتركة مثل التسليم غير المسبوق لــــ 1300 سيارة ركاب جديدة للسكك الحديدية المصرية خلال الفترة من 2020-2023 التي يتم إنتاجها في مصانع الشركة الروسية "ترانسماش هولدينغ".


وقال إن تشييد محطة الضبعة للطاقة النووية سيصبح مبادرة مشتركة بارزة، واختار الجانب المصري شركة "روس أتوم" الحكومية مقاولا رئيسيا لهذا المشروع، وبناءً على الطلب المصري قدمت روسيا قرضا لمصر بقيمة 25 مليار دولار بشروط ميسرة مع خطة سداد بأقساط لفترة زمنية كبيرة. 


وأضاف أن إنشاء هذه المحطة النووية يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية لـــ مصر بما في ذلك تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة لتصدير الكهرباء إلى الدول الأخرى.


واختتم السفير رسالته قائلا: "يجب الفهم أن روسيا لا تفرض صداقتها على أحد، وفي نفس الوقت تعتبر مصر شريكا هاما. وتستعد دولتنا أن تتعامل مع الأصدقاء المصريين الأعزاء في جميع المجالات على أساس المنفعة المتبادلة. وأعتقد أنه في  ظروف مناخ الاضطراب العالمي الحالي لابد من الوقوف معا ببعضنا البعض وتعزيز التعاون بين شعبينا، اللذين يلعبان دورا هاما في الشئون الدولية ويشعران بتعاطف متبادل منذ الزمان، لصالح الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم كله".