الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المستشفيات لا تكذب.. لماذا لا تستطيع مصر إخفاء الأعداد الحقيقية لمصابي كورونا

مواجهة فيروس كورونا
مواجهة فيروس كورونا

هل تخفي الحكومة الأعداد الحقيقية لمصابي كورونا في مصر؟ نفي المركز الاعلامي لمجلس الوزراء ما تداولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أنباء بشأن إخفاء المستشفيات الحكومية للأعداد الحقيقية لوفيات كورونا تزامنًا مع الموجة الثانية للفيروس.

وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة الصحة والسكان، والتي نفت تلك الأنباء، مُشددةً على حرص الدولة على الشفافية التامة في التعامل مع أي حالات إصابة أو وفيات بالفيروس، والإعلان عنها فورًا من قبل المصادر الرسمية للوزارة، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

قد يشكك البعض في هذه التصريحات لكن من الناحية العملية لا يمكن لمصر أو غيرها من الدول التلاعب في أعداد مصابي كورونا أو إخفاء الأعداد الحقيقية، نظرا لعدة أسباب.

المستشفيات لا تكذب

أول هذه الأسباب وأهمها هي الحالة الصحية للمصابين بفيروس كورونا، والتي تتطور حالتهم لأربع مراحل، الأولى هي وجود الفيروس دون ظهور أعراض، والثانية هي وجود الفيروس مع ظهور أعراض، والثالثة هي وصول الفيروس للجسم ومنه إلى الرئتين مع ضيق تنفس.

أما الرابعة والأخيرة فهي مرحلة الضيق التنفسي الشديد والالتهاب الرئوي الشديد، والتي تعد الأصعب في مراحل وجود الفيروس داخل الجسم، وقد تؤدي للوفاة، لذلك يتحتم على المريض دخول العناية المركزة، وبحصر الأعداد المتواجدة في غرف العناية المركزة بمستشفيات العزل، يلاحظ أنها لا تتجاوز العشرات.

لا يوجد سبب للإخقاء

"لا تستطيع أي دولة في العالم الجزم بأنها خالية من مرض كورونا، وبالنسبة لمصر فإن لها وضعها في هذا المجال، حيث توجد لدينا الشركة القابضة للمصل واللقاح والتي تعد واحدة من 44 شركة فقط حول العالم، أي أن تلك الصناعة غير متواجدة إلا في 44 دولة من بينهم مصر" هكذا قال الدكتور محمد ربيع، الرئيس السابق لهيئة المصل واللقاح. 

وتابع رئيس المصل واللقاء في تصريحاته لـ "سبوتنيك": "مصر دولة قوية ولديها من الإمكانيات التي تمكنها من مقاومة الوباء ولن يكون لديها مشكلة، لسنا متقدمين كما في بعض الدول، لكن أرى أن الأمر ليس مزعجا بالشكل الذي يصوره البعض حتى هذه اللحظة، ولا يمكن اتهامنا بالتستر على الحالات، الأمر ليس بتلك البساطة، ولو كانت هناك إصابات فعلية لن نستطيع إخفائها".

وأكد ربيع أن هناك فيروسات أخرى حصدت آلاف الأرواح وتفوقت على كورونا في أعداد الوفيات، وبنظرة بسيطة إلى الإحصاءات والأبحاث نجد أن الانفلونزا تحصد حالات وفاة بشرية أكثر من كورونا.

أين السوشيال ميديا؟

إذا كانت الحكومة أو المستشفيات تتعمد إخفاء الأعداد الحقيقة لمصابي فيروس كورونا فماذا عن "الفيسبوك" و"تويتر" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يوجد رقابة على أصحابها كما لديهم الحرية في نشر ما يريدون، فلماذا لم تنتشر الإصابات وشكاوى المصابين وذويهم على هذه المواقع؟

الإجابة على هذا السؤال بسيطة ونفس إجابة السؤال الرئيسي للموضوع وهي أنه لا توجد أعداد كبيرة حتى الآن تفوق الأعداد الرسمية المعلنة ببيانات وزارة الصحة الدورية والتي تصدر يوميا، فإذا كانت هناك أعداد كبيرة تتعمد الحكومة إخفائها، ستجدها منتشرة على مواقع السوشيال ميديا فهذه الأمور لا يمكن إخفائها.

ماذا عن اللقاح؟

هل تجازف مصر بحصتها في لقاح فيروس كورونا بعد إعلان العديد من الدول والمنظمات والشركات العالمية عن اقتراب صدوره من أجل إخفاء الأعداد الحقيقية لمصابي كورونا ونشر أعداد أقل من الموجودة حاليا، الأمر الذي قد يؤثر على حصة مصر مستقبلا من اللقاح؟ لا يوجد مبرر يتطلب هذه المجازفة.

ناهيك عن الدعم العالمي وإجراءات الرقابة والعقوبات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية على الدول التي تتعمد إخفاء أعداد مصابيها، وذلك لكون فيروس كورونا وباءا عالميا لا يمكن إخفاؤه أو التستر عليه، الأمر الذي يهدد الدولة التي تفعل ذلك وغيرها من الدول الآخرى.