الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: التصدي للمال السياسي

صدى البلد

ظاهرة استخدام المال السياسي من الظواهر التى تحدث تأثيرا سلبيا على أي انتخابات برلمانية خاصة فى المناطق الفقيرة والعشوائية
هذه الظاهرة المقيتة والتي تتلخص في عرض الأموال على الناخبين لشراء أصواتهم وهو ما يخل بتكافؤ الفرص بين المرشحين!
لا شك أن هذه الظاهرة المخيفة موجودة بالفعل في معظم دول العالم ولكن معيار انتشارها أو تحجيمها تحدده ثقافة الشعوب ومدى استنفار مؤسساتها الرقابية في مواجهة هذا الانحراف القيمي والأخلاقي .
المأساة الكبيرة أن كثيرا من المتبجحين بشرف المواطنة والرغبة في خدمة الناس والدفاع عن قضاياهم ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين هم أكثر فسادا من الذين تشير إليهم أصابع الاتهام!
ولو أننا تأملنا السيرة الذاتية لبعض هذه الشخصيات والشلل المنافقة والوصولية التي تملأ القاعات وتسير خلفهم زرافات لعرفنا أن وعينا لن يكون بصحة جيدة ولن نسير في الطريق الصحيح.
وبعد أن استطاع هذا المال اللعين أن يظهر مجددا في الحياة السياسية في ظل  ظروف اقتصادية صعبة  في جميع دول العالم يُستغل فيها الفقر والبطالة استغلالًا بشعًا فينجح أمثال هؤلاء عن طريق شراء الذمم.
فإننا نكون في أشد الحاجة إلى وقت طويل وإلى تغييرات أساسية في بنية وفكر المجتمع تشريعًا وثقافة .
وإلا فإن الخطورة تكمن في إنشاء مجالس نيابية خالية من البرامج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية متخلية أيضا عن دورها الرقابي والتشريعي!
يتساءل الكاتب عماد الدين حسين في إحدى مقالاته الصحفية حول هذه الإشكالية قائلًا:
هل نلوم الناخب الفقير حينما يقبل محاولات الإغواء المالى من بعض المرشحين؟
أم نلوم المرشحين الراشين؟
أم نلوم الظروف التى تجعل الانتخابات موسما ينتظره البعض بفارغ الصبر من أجل مبلغ من المال أو كرتونة من السلع الغذائية؟!
الناخبون فى مصر شأن كل العالم، شرائح متنوعة، الشريحة الأكبر طبيعية إلى حد ما، وتدلى بأصواتها طبقا لمعايير مختلفة، منها القرابة وصلة الدم والاقتناع بأفكار وبرامج وأهداف المرشح أو الحزب. 
وهناك شريحة تدلى بصوتها خوفا من دفع الغرامة، التى تلوح بها الجهات المختصة، فى كل انتخابات، وعرفت أخيرا أن القانون يتعامل مع عدم التصويت باعتباره جريمة لا تسقط بالتقادم. 
وأخيرا هناك شريحة تبيع صوتها لمن يدفع، وهى التى نختصها بالحديث اليوم.
قولا واحدا لا يمكن أن نلوم هذه الشريحة بأى حال من الأحوال، لكن نلوم من يحاول المتاجرة بفقرها وعوزها حينما يعطيه الكوبون ليذهب إلى مكان محدد يتحصل منه على ثمن صوته.
جزء كبير من هذه الشريحة ليس له صلة فعلية بعالم السياسة والانتخابات. فى معظم الأحيان هو لا يعرف من هم المرشحون ولا خلفياتهم أو برامجهم!
وازاء هذا الصراع الكبير فإن لإرادة الشعوب قوة وصلابة لا يستطيع فهمها من تربى في الذلّ والخنوع، وإنّ لذة انتصار تلك الإرادة  معنى لايستشفه من عاش كالعبيد .
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
بهذا البيت تغنى الثائر العربي خلال مخاض ألامه العربية عبر تاريخها الحديث لمقارعة قوى الاحتلال والاستعباد ومخططاتهم على امتداد الأرض العربية وكانت الحصيلة أن يحصل أبناء الأمة بعضا من حقوقهم بعد أن تيقن المحتل انه أمام إرادة الثائرين الأحرار والإصرار على الحرية والاستقلال والسيادة .
وبعد ويلات الربيع العربي أرى أن المواجهة حتمية لا محالة بل ومستمرة لتحقيق حلم هذا الشعب العظيم في كنف قيادته السياسية الحكيمة والتي تسعى نحو بناء وطن كبير  آمن و مطمئن .