الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: رسائل للقائمين على جيل يتعصب للكرة

صدى البلد

المتابع لما حدث مؤخرا في مباراة كرة القدم يتساءل: هل الرياضة وسيلة للترفيه عن الشعوب وإسعادها والحث على تنمية المهارات والقدرات أم أنها وسيلة ضغط وكراهية وازدراء؟


التعصب الكروي يا سادة  نذير شؤم على المجتمع.. التعصب مرفوض أينما كان في  أي مجال وتحت أي انتماء.. الديكتاتورية والاستبداد والانفراد بالرأي خطر أينما حل وارتحل..


رسالة موجهة لقادة التربية والفكر والإعلام.. 
1- الغلو في الأشخاص والكيانات وتقديسهم  من أعظم الأسباب وأكبرها في تغذية مشاعر الحقد والكراهية.  
2- لنتفق أن الرياضة وسيلة غايتها الرقي والحضارة والتكامل بين أفراد الوطن والشعوب، أما أن ينتج عن مباراة كرة قدم السخرية والاستهزاء والتنمر على الآخرين فهذا سلوك مرفوض تماما ، سواء أكان هذا السلوك من اللاعب أو من الجمهور.
3- كل باب يفتح على الوطن الحبيب نار الفرقة والتشرذم فإغلاقه واجب.

   
من الرسائل الموجهة للآباء في سبيل مقاومة تلك المظاهر السلبية المقيتة.. السؤال الخطير الذي ينبغي أن يطرح: ما الذي أوصل شبابا في عمر الزهور لسلوك شائن خطير يتنمرون فيه على الآخرين، ويرسم صورة سلبية عن ثقافة الاحترام والحب لدى المصريين في الخارج؟


الإعلام لاشك عليه دور خطير في هذا ، ينبغي أن ندرك ان الإعلام بوصلة توجه الرأي العام في كل أمر من الأمور.
على المسؤولين عن الإعلام الرياضي ان يكفوا عن التحريض والعنف اللفظي والسخرية ، وليس معنى انك تشجع فريقا ما أو لاعبا ما أن يحملك هذا على السخرية من الآخرين.


التعصب المقيت لدرجة الإيذاء النفسي والجسدي قد ينتج عن اضطراب في الصحة النفسية لدى الكثير من المراهقين وغيرهم، حتى أصبحنا نسمع عن حالات الطلاق والقتل والموت بعد خسارة فريق ما كان يشجعه احدهم.


من الرسائل الموجهة للآباء القائمين على شؤون أولادهم...
1- أحسنوا تربية أبنائكم وعلموهم ثقافة الاختلاف والمغايرة.
2- علموا أبناءكم حب الآخرين واحترامهم وتقديرهم فهذه هي الأخلاق التي ينبغي أن تكون عنوانا لنا.
3- اهتموا بتنشئة جيل يهتم بأموره وشؤونه أولا ثم يروح عن نفسه بسماع مباريات الكرة ، وليس العكس.
4- التعصب نهايته خطيرة قد تفضي إلى القتل أو الإيذاء وأخطر ما يجلبه على الإنسان أنه يفقد احترام نفسه لنفسه واحترام الآخرين.
 

أغلب الأفعال الوحشية التي ارتكبها البشر جاءت بسبب تعصب أفراد عاديين لم يكونوا قبلها مجرمين أو فاقدي العقل.


إن من أخطر الأشياء التي أسهمت في التعصب غياب الحكمة في التفكير والرشاد في التصرفات وسيادة الأهواء وتحكيم النزوات والنزعات العصبية الضيقة وفقد الروية والاستجابة إلى عوامل الفتنة التي يسعى البعض لإثارتها بين الشعوب، حتى تبقى ضعيفة مشتتة لا تقوى على الدفاع ونصرة قضاياها ولا تستطيع حماية مقدساتها وثوابتها والالتزام بمنهج الإسلام  من دون نظر أو تمحيص، وهذا يعني إلغاء الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وحريته في إبداء الرأي .


لنتذكر في النهاية أنها لعبة من يفوز فيها أو يخسر فهذا لا يعني نهاية العالم.