EN 
ما بين زيارات واتصالات أعادت لمصر ريادتها ومكانتها في علاقاتها الدولية تبقى زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جنوب السودان من الزيارات المهمة والإستراتيجية في توقيتها وفي توجهها نحو عمق مصر الأمني على المستوى الإفريقي.
الزيارة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان هي الأولى لرئيس مصري إلى الجنوب منذ انفصاله.
وتابعنا بكل اهتمام لقاء القمة المشترك الذي وجهت رسالة مهمة للعالم بان مصر قادرة على حماية مصالحها الأمنية والاقتصادية وأن رؤية القيادة السياسية تعي اهمية تنفيذ خطط البناء والاصلاح داخليا وتقوية العلاقات خارجيا مع منح الاولوية الي امتدادنا الطبيعي نحو الجنوب.
وبنظرة عامة أستطيع القول إن جنوب السودان يمر بالفعل بأزمة ثلاثية في الوقت الراهن ما بين أزمة كورونا وانخفاض سعر النفط عالميا وأخيرا الفيضانات التي تسببت في ازمات انسانية واقتصادية تحتاج جنوب السودان لكل يد للمعاونة في ازماتها ومصر بهذه الزيارة تؤكد انها لا تتاخر عن الإخوة ولا تنفصل عن عمقها وجذورها التاريخية.
ومن هنا فإن وقوف مصر إلى جانب جنوب السودان في هذه الأزمة لا شك انه سيكون عامل مهم في توحيد الرؤي حول المصالح المشتركة و الاستفادة من الخبرات والطاقات والإمكانيات المصرية في التنمية بجنوب السودان مما يحقق مصالح متبادلة ومتوازنة خاصة ان جنوب السودان لديها ثروات طبيعية فهي سادس دولة من حيث حجم الاحتياطي البترولي بعد ليبيا ونيجيريا والجزائر وأنجولا و مصر.
من هنا نعتقد أن القطاع الخاص المصري عليه ان يبادر بدراسة فرص الاستثمار والاستفادة من هذه الزيارة وتكثيف الاتصالات مع مجتمع الأعمال في مصر وجنوب السودان لترجمة العلاقات الأخوية والشعبية إلى مشروعات وفرص استثمار على أرض الواقع.
وأعتقد أن مجالات الاستثمار متنوعة تتمثل من حيث الأولوية في تلبية احتياجات التنمية في جنوب السودان خاصة في بناء الطرق وتوريد وتوزيع الكهرباء وفي الزراعة واستخراج ونقل وتكرير البترول وإنتاج وتوزيع البوتاجاز والتعدين ومواد البناء خاصة في الأسمنت والرخام.
في النهاية زيارة تاريخية في توقيت مهم
حفظ الله مصر وشعبها وادام علينا نعمة الامن والاستقرار 
