الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيلها .. الروائية رضوى عاشور ساهمت في إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الصهيونية

صدى البلد

لطالما كانت الروائية رضوى عاشور، التي تحل اليوم ذكرى رحيلها، صوتًا قويًا بين الكتّاب المصريين في جيل ما بعد الحرب ، وعرفت بكونها كاتبة شجاعة واستثنائية، وتقاطعت أعمالها باستمرار مع تاريخ بلدها وانعكست بشغف تجاهه.

وقالت الرائية ضوى عاشور ، في مقال لمختارات "الرؤية من الداخل" (1994): "لأني أشعر بالخوف من الموت الذي يتربص وما أعنيه هنا ليس الموت في نهاية المطاف فحسب، ولكني أعني أيضًا الموت بأقنعته العديدة، أعني الوأد، أنا امرأة عربية ومواطنة من العالم الثالث وتراثي في الحالتين تراث الموؤودة، أعي هذه الحقيقة حتى العظم مني وأخافها إلى حد الكتابة عن نفسي وعن آخرين أشعر أنني مثلهم أو أنهم مثلي".

وأظهرت رضوى عاشور تفاني هائل طوال حياتها المهنية، لتصبح أستاذةً للغة الإنجليزية والأدب المقارن في عام 1986، ولتشغل منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية والأدب في الفترة من 1990 إلى 1993، كان النشاط السياسي جزءًا لا يتجزأ من مسيرتها الأكاديمية؛ فعندما سعى الرئيس أنور السادات للتطبيع مع إسرائيل، ساهمت عاشور في إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الصهيونية في الجامعات المصرية، وعندما تدخلت حكومة حسني مبارك في الحياة الأكاديمية، ساعدت في إيجاد مجموعة 9 مارس المطالبة باستقلال الجامعات.

وبدأت بنشر أعمالها الأكاديمية في عام 1977 وتضمنت (مع فريال غزول وآخرين) وهو مرجع مؤلف من أربعة مجلدات حول الكاتبات العربيات (نُشر باللغة الإنجليزية في مجلد واحد مختصر عام 2008.) وبحلول الثمانينيات، انتقلت عاشور إلى شكل وبيئة خاصة من كتابات الخيال.

عملها الأول في هذا المجال، "الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا"، صدر في عام 1983؛ نشرت روايتها الأولى، "الحجارة الدافئة" بعد عامين، تبعتها مجموعة من الأعمال الطموحة بشكلٍ مضطرد مثل: "سراج" عام 1992، ترجمت في عام 2007 – وهي حكاية مختصرة ورائعة مزجت مغامرة سندباد برواية عاطفية رمزية عن الطغيان،  الاستعمار وغيرها على جزيرة خيالية في الخليج العربي، وغرناطة عام 1994-95، تُرجم المجلد الأول في عام 2003، وهي ثلاثية عادت فيها إلى فترة التعايش العربي الإسباني في الأندلس حتى العصر ما بين القرن الثامن إلى طرد اليهود في عام 1492، بعدما كان المسيحيين والمسلمين واليهود يعيشون جنبًا إلى جنب مع بعضهم البعض، وتم اعتبار ثلاثية غرناطة واحدة من أفضل الروايات العربية في القرن العشرين من قبل اتحاد الكتاب العرب.

وعلى غرار العديد من الكتّاب في المنطقة، لم تستخدم رضوى عاشور الخيال التاريخي لتتبع الماضي فقط، بل اعتمدت هذا الشكل كعدسة يمكن من خلالها النظر بشكلٍ أعمق إلى قضايا الحاضر .

تميز مشروعها الأدبي، في شقه الإبداعي، بتيمات التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية، وتراوحت أعمالها النقدية، المنشورة بالعربية والإنجليزية، بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة، تمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية.

ولدت رضوى عاشور في القاهرة، سنة 1946، درست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة، انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس، بأطروحة حول الأدب الإفريقي الأمريكي.

واشتغلت بين 1990 و1993 كرئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، و زاولت وظيفة التدريس الجامعي والإشراف على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتي الدكتوراه والماجستير.

ومع بداية الألفية الثالثة، عادت عاشور لمجال النقد الأدبي، حيث أصدرت مجموعة من الأعمال تتناول مجال النقد التطبيقي، وساهمت في موسوعة الكاتبة العربية (2004)، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي (2005).

وفي 2007، توجت بجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وأصدرت سنة 2008، ترجمة إلى الإنجليزية لمختارات شعرية لمريد البرغوتي بعنوان "منتصف الليل وقصائد أخرى".