الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحذير من خراب العالم.. هذه المرة الإنذار من أكبر مسئول دولي.. الأمين العام للأمم المتحدة: البشر يشنون حربا انتحارية على الطبيعة.. ولا بديل عن إنقاذ العالم للنجاة من الكارثة

الأمم المتحدة تنذر
الأمم المتحدة تنذر من دمار العالم

  • جوتيريش ينذر من غضب الطبيعة على الناس.. ويحذر من انقلاب الطقس 
  • توجه الأمم المتحدة الأهم خلال السنوات المقبلة: معالجة تغير المناخ 
  • مساعٍ منتظرة لبناء تحالف عالمي لتأكيد خفض الانبعاثات إلى صفر درجة 
  • الأرض في عام 2050.. صفر انبعاثات ضارة 

 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن كوكب الأرض صار "محطمًا"، في إفادة منه عن حجم الدمار الذي أصاب العالم جراء الانبعاثات الحرارية الضارة الناجمة بشكل أساسي عن غاز ثاني أكسيد الكربون، حاثَا وبشكل حازم على أن يتحرك العالم بشكل جدي لوقف الانهيار المتوقع، وفق ما ذكرت شبكة "بي بي سي".


حرب انتحارية لخراب العالم

اعتبر جوتيريش أن الإنسانية تشن ما وصفه بحرب "انتحارية" على الطبيعي وعلى توازن الحياة على الأرض.

 

وقال الأمين العام: "الطبيعة دائما ترد، وهي تفعل ذلك بقوة وغضب"، وصرح بذلك خلال حدث خاص  نظمته شبكة "بي بي سي"، عن البيئة.

 

وذكر تقرير "بي بي سي": "يريد جوتيريس أن يضع معالجة تغير المناخ في صميم مهمة الأمم المتحدة العالمية".

 

صفر انبعاثات

في خطاب بعنوان "حالة الكوكب"، سيعلن الأمين العام أن "الهدف المركزي" العام المقبل سيكون بناء تحالف عالمي حول الحاجة إلى خفض الانبعاثات إلى صفر درجة.

 

ويشير مفهوم الصفر إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قدر الإمكان وموازنة أي انبعاثات أخرى عن طريق إزالة كمية معادلة من الغلاف الجوي.

 

وسيقول  جوتيريس إن كل دولة ومدينة ومؤسسة مالية وشركة "يجب أن تتبنى خططًا للانتقال إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050".


إجراءات حاسمة 

في رأيه، سيحتاج العالم أيضًا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة الآن لوضع نفسه على الطريق نحو تحقيق هذه الرؤية.


2030 

الهدف، كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة، هو خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45٪ بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010.

 

الأرض مهددة

وتشير إفادات المسئول الدولي الأهم عالميًا كمنظومة عمل وتنسيق دولية، إلى أن الحياة على الكوكب صارت مهددة وهو ما يستوجب إجراءات  استثنائية كبرى لإنقاذ الحياة، فالجميع صارت لديه شكوى من التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل أكبر مما كان في العقود الماضية.

 

وخلال السنوات الماضية ازدادت حدة الأعاصير والتغيرات المناخية، وصارت بعض أجواء مدن في العالم من بين الأكثر تلوثًا وخطرًا على حياة الإنسان، وصار ذلك مترجمًا في عدد المتوفين بالتلوث وعدد المصابين بأمراض ناتجة عنه أيضًا.

 

أهداف السنوات المقبلة

 ويخطط جوتيريس وفريق عمل الأمم المتحدة إلى التواصل مع قادة العالم والتأكيد على أهداف، بتقليل استخدام الوقود الأحفوري وإنهاء دعمه،  تحويل العبء الضريبي على المصانع التي تتعامل بالطاقة التقليدية المنتجة للكربون، ودمج هدف حياد الكربون (مفهوم مشابه لصافي الصفر) في جميع السياسات والقرارات الاقتصادية والمالية، ومساعدة أولئك الذين يواجهون بالفعل الآثار الرهيبة لتغير المناخ حول العالم، ودعم نشطاء وعلماء المناخ.

 

واعتبرت "بي بي سي"، الأجندة  التي تهدف إليها الأمم المتحدة أجندة طموحة، لكن  وبحسب جوتيريش، فإنه لإقرار ذلك يجب البدء فورًا والقيام بأعمال جذرية.


أسوأ مما نظن 

وأكد جوتيريش لـ"بي بي سي"، في إنذارٍ واضح، أن "العلم واضح. ما لم يخفض العالم إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6٪ كل عام من الآن وحتى  عام 2030، فإن الأمور ستزداد سوءًا، أسوأ بكثير مما نظن".

 

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أن سياسات المناخ لم ترق إلى مستوى التحدي بعد، مضيفًا أنه "بدون عمل منسق، قد نتجه نحو ارتفاع كارثي في ​​درجات الحرارة يتراوح بين ثلاث وخمس درجات هذا القرن".

 

الكل ستحلقه الكارثة

وأشار إلى ازدياد حجم الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وموجات تسونامي، وأكد أنه "قد بدأ بالفعل الشعور بالتأثير في جميع أنحاء العالم".

 

وحذر من سيناريو الرعب الدائم الذي سيقضي على آثار التنمية ويعمل على خراب العالم بقوله: "سوف تصبح الحرائق والفيضانات المروعة والأعاصير هي الوضع الطبيعي الجديد بالعالم".

 

ولفت إلى أن "التنوع البيولوجي ينهار. والصحاري تنتشر. والمحيطات تختنق بالنفايات البلاستيكية".

 

وأعاد جوتيريش التأكيد على أن دول العالم يجب أن تقدم التزامات طموحة لخفض الانبعاثات في مؤتمر المناخ الدولي الذي تستضيفه المملكة المتحدة وإيطاليا في جلاسكو في نوفمبر من العام المقبل.


بالإضافة إلى الضغط من أجل اتخاذ إجراءات بشأن أزمة المناخ، فإنه سيحث الدول على معالجة أزمة الانقراض التي تدمر التنوع البيولوجي وتكثيف الجهود للحد من التلوث، وعلى العالم أن يواجه "لحظة الحقيقة".

 

ورغم الصورة القاتمة، يقول جوتيريش إنه ثمة بصيص أمل في أن يقر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية وأكثر من 110 دول أخرى التزامهم بأن يصبحوا محايدين في استخدام الكربون بحلول منتصف هذا القرن، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن التكنولوجيا ستساعد في الوصول إلى هذه الأهداف.

 

ولفت إلى أن أعمال الصناعة المعتمدة على الفحم تتزايد، لكن يجب العلم أن تشغيل معظم محطات الفحم الحالية يكلف أكثر من تكلفة بناء محطات جديدة متجددة من الصفر.

 

واختتم الأمين العام للأمم المتحدة حديثه لـ"بي بي سي" قائلًا: "يجب علينا صياغة مسار أكثر أمانًا واستدامة وإنصافًا".

 

جو بايدن ودعم جوتيريش

وتدعم جبهة الأمين العام للأمم المتحدة انتخاب رئيس أمريكي جديد "جو بايدن"، معالجة التغير المناخي، حيث قال بايدن لجوتيريش خلال اتصالهما الهاتفي مؤخرًا، إن هناك حاجة إلى تعزيز الشراكة بين أمريكا والمنظمة الدولية الأهم، بشأن القضايا العالمية الملحة بما في ذلك مكافحة كوفيد -19 ، ومواجهة تهديد تغير المناخ، ومعالجة القضايا الإنسانية، ودفع التنمية المستدامة، ودعم السلام والأمن، وحل النزاعات، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

من جانبه، شدد الأمين العام على "الدور الأساسي" الذي لعبه "التعاون الوثيق الدائم" بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة، معبرًا عن تطلعه إلى العمل مع الرئيس المنتخب وفريقه لمعالجة العديد من القضايا الملحة التي تواجه العالم اليوم، بما في ذلك جائحة كوفيد -19 ، وتغير المناخ.

 

ويأتي ذلك على النقيض من توجه إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بشدة من الأمم المتحدة، والتي انسحب فيها ترامب بلاده من وكالات واتفاقيات الأمم المتحدة الرئيسية وقطع التمويل عن هيئات الأمم المتحدة.

 

وخلال سنوات حكم إدارة ترامب الأربع، قامت واشنطن رسميًا بالانسحاب من الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها، من منظمة الصحة العالمية (WHO)، وانسحبت من اتفاقية باريس للمناخ، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى جانب إنهاء تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، لكن تعهد بايدن بأن تنضم إدارته إلى اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ.