الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوقت ليس في صالحكم.. الأمم المتحدة تحذر من خطر يضع ليبيا على حافة الهاوية

أرشيفية
أرشيفية

أكدت مبعوثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، وجود نحو 20 ألف مرتزق من القوات الأجنبية في ليبيا، مشددة على ضرورة إخراج هؤلاء المرتزقة من البلاد.

وقالت ويليامز في كلمتها الافتتاحية بالاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي اليوم الأربعاء: "أريد أن أذكر، وكما قلت من قبل، أن الوقت ليس في صالحكم. وأود أن أنبهكم إلى حقيقة أن التقاعس والعرقلة سوف يكلفانكم الكثير".

وأضافت ويليامز: "توجد الآن 10 قواعد عسكرية في بلادكم- في جميع أنحاء بلادكم - وليس في منطقة بعينها – وهذه القواعد تشغلها اليوم بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية".

وتابعت: "يوجد الآن 20000 من القوات الأجنبية أو المرتزقة في بلادكم، وهذا انتهاك مروّع للسيادة الليبية. وقد ترون أن هؤلاء الأجانب موجودون هنا كضيوف، لكنهم الآن يحتلون منزلكم. وهذا انتهاك صارخ لحظر الأسلحة وهم من يتسببون في تدفق السلاح إلى بلادكم، وبلادكم ليست بحاجة إلى مزيد من الأسلحة".

وأكدت ويليامز أن وجود هؤلاء المرتزقة ليست في مصلحة الليبيين، مضيفةً: "بل هم (المرتزقة) في ليبيا لمصلحتهم".

وحذرت المبعوثة الأممية من أن هناك الآن أزمة خطيرة في ما يتعلق بالوجود الأجنبي في ليبيا، مضيفة: " لقد حذرتكم سابقًا من تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلاد وحقيقة أننا نتوقع في غضون شهر واحد، بالضبط في يناير 2021، سيكون هناك 1.3 مليون ليبي، من مواطنيكم، بحاجة إلى مساعدة إنسانية".

وأردفت: "هناك انخفاض حاد في القدرة  الشرائية للدينار الليبي. وأزمة السيولة عادت بالكامل؛ ثمة نقص في السيولة النقدية المتداولة".

وتابعت ويليامز قائلة: "هناك أزمة كهرباء رهيبة الآن. ولست بحاجة لتذكيركم بمدى فظاعة انقطاعات الكهرباء في الصيف الماضي، وذلك بسبب الفساد الفظيع وسوء الإدارة في جميع أنحاء البلاد. أنا لا أشير بأصابع الاتهام إلى أحد بعينه. هذه أزمة يعاني منها الغرب والشرق. لديكم أزمة فساد. لديكم أزمة سوء إدارة والآن هناك 13 محطة كهربائية عاملة فقط من أصل 27 محطة".

وأشارت ويليامز إلى احتياج البلاد إلى مليار دولار أمريكي وبشكل فوري لاستثمارها في المرافق الأساسية لشبكة الكهرباء من أجل تجنب الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية في ليبيا، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن ذلك أمر في غاية الصعوبة الآن بسبب الانقسامات في المؤسسات، وبسبب وباء الفساد وهذه الطبقة من الفاسدين المصممين على البقاء في السلطة".

وقالت ويليامز: "لديكم الآن ما يقرب من 94000 حالة كورونا في ليبيا. ونعتقد أن هذه التقديرات منخفضة وأن العدد الفعلي أعلى من ذلك، إلا أن هناك نقصًا رهيبًا في اختبارات الفيروس  في البلاد".

وأوضحت المبعوثة الأممية أن "هناك فاعلون أجانب يتصرفون في ظل إفلات تام من العقاب. وهنالك جهات فاعلة محلية تنخرط في فساد مستشر واستغلال للمناصب لتحقيق منافع شخصية، وهناك سوء إدارة في الدولة، فيما يتزايد انعدام المساءلة ومشاكل حقوق الإنسان على أساس يومي، حيث تصلنا تقارير عن عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي واغتيالات على أيدي التشكيلات المسلحة في جميع أنحاء البلاد".

وأردفت: "نعتقد -وأخال أن الكثير منكم يشاطرني  نفس الاعتقاد- بأن أفضل سبيل للمضي قدمًا هو من خلال هذا الحوار السياسي. حيث يعد هذا الحوار ملتقى واسعًا وشاملًا لاتخاذ القرار والناس يعوّلون عليكم. لقد قطعنا شوطًا طويلًا في تونس حيث حددنا موعدًا للانتخابات. ومن الضروري إخضاع جميع المؤسسات المسؤولة عن إجراء الانتخابات إلى المساءلة. ولكن هناك أزمة حكم أيضًا، وأفضل طريقة لمعالجة أزمة الحكم هي توحيد مؤسساتكم، توحيد مصرفكم المركزي الذي يحتاج إلى عقد اجتماع مجلس إدارته لمعالجة أزمة سعر الصرف على الفور".

واختتمت قائلة: "أعلم أن هناك الكثير ممن يعتقدون أن هذا الحوار يتعلق فقط بتقاسم السلطة، لكنه في حقيقة الأمر يتعلق بمشاركة المسؤولية من أجل الأجيال القادمة. ورجائي منكم خلال مناقشات اليوم أن تمضوا قدمًا، لأن، أقولها وأكررها: الوقت ليس في صالحكم".