الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: الوحدة الوطنية

صدى البلد

أعتقد من داخلي أن الحديث عن شيء أو محاولة إثبات شيء بقوة وفي كل مناسبة، أن ذلك دليل على عدم وجوده، أو دليل على الخوف من فقده، فدائما تجد أن الذين يقولون أشعارا في أخلاق أولادهم، ويريدون أن يقنعوا الآخرين بذلك فهم يعتقدون من داخلهم عكس ما يقولون، ويعلمون أن أولادهم ليسوا في الحالة المثالية التي يريدون أن يقنعوا الآخرين بها وإلا ما كان لزاما عليهم الحديث، فيكفي أن يتعامل الشخص مع هؤلاء الأولاد  ليعرف بماذا يتخلًقون.

 

وأجد أننا في مصر عشنا قرونا طويلة معا مسلمين ومسيحيين، لا أحد يتحدث عن الوحدة الوطنية ولا أحد يحاول إثبات وجودها، ولكن منذ السبعينيات ومع بداية ظهور أصوات أبناء المهجر، وكذلك مع بداية ظهور جماعات التكفير والهجرة، بدأ يحدث شقاق في المجتمع المصري، وإن كان شقاقا ليس حقيقيا، وذلك لأن ما يربطنا هو أكبر من الشقاق،  يربطنا الوطن الواحد والجوار  وتوحد المصالح  واندماج التعاملات في كل مجال، ولا أستطيع القول إننا نحتاج لبعضنا البعض فذلك يدل على وجود انقسام، ولكننا شعب واحد ومستقبل واحد، وعندما يهاجمنا عدو فهو خطر واحد، وعندما يموت أولادنا في الدفاع عن الوطن لا نبحث عن ديانته،

فلماذا نستجيب لما يدعيه الغرب أو من لا يريدون لنا البقاء ولا التقدم،  ونحاول أن نقنعهم أننا في وحدة وطنية.

 

هل يحتاج الأخوة داخل المنزل الواحد أن يثبتوا للأب أو للجيران أن مصيرهم واحد، أو أنهم يخافون على بعضهم البعض.

 

إن ما يجمعنا هو الوطن وأنا أعتقد أن الوطن هو أقوى رباط بين أي أشخاص، فلا داعي لإثبات ذلك سواء بالصور أو بالأفلام أو بالكتابات، نحن لا نريد أن نثبت واقعنا لأحد، ولا نسمح لأحد أن يتدخل في شئوننا،

فالهند مثلا فيها كل الديانات وفيها عبادات وطوائف دينية مختلفة ولا تحاول أن تثبت لأحد أنها بلد واحد بكل ما فيها.

 

لا بد أن يرتقى فكرنا بما يتناسب مع رقي حضارتنا ورقي علومنا، فالدين بداخل كل إنسان وهو وربه كما يشاء، وحتى من لا يؤمن بالديانات من حقه أن يعيش في وطنه ويحصل على حقوقه، وذلك موجود ومنصوص عليه في كل الديانات، ونحن لا نحتاج لوحدة وطنية لأنها موجودة، ولا نحتاج للإعلان عنها لأنها ظاهرة في كل تعاملاتنا، فكل منا تعامل مع الآخر في أي مجال وفي كل مكان، فلا تجعلوا من محاولة إظهاركم لوجود شيء دليل على عدم وجوده، وإن وجد بعض الأفكار المتطرفة في قلة من البشر من أي ديانة كانت، ولكن هؤلاء متطرفون أساسا في كل شيء، ولكن الإنسان المعتدل الوسطي المؤمن يتعامل مع الآخرين دون تفرقة بسبب دين أو طائفة أو ملة.