الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الله يستر مرات كثيرة.. علي جمعة: لمن يفعل الذنب يستحي ولا يكرره لهذا السبب

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية  السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإنسان عندما يفعل ذنبًا فلم يطلع علي معصيته أحًدا غيره سبحانه فستره ؛ مضيفا: عليك أن تستحي ولا تفعله مرة أخرى وتكون فرحا بربك أنه سترك, فكان من الممكن أن يفضحك فضيحة عظيمة تكتب في الجرائد لكنه سترك, فتشعر بعزته وتشعر بمِنَّتِه.

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: سيدنا عَلّي رضي الله تعالى عنه كان واعيا مع الله- وليس واعيًا في فهم الدنيا فقط - فالحجاب منكشف أمامه فقد قال عنه رسول الله - ﷺ - : (أنا مدينة العلم وعَليّ بابها) ، وقال له: (أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسَى. إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي) ، وسَدَّ كل أبواب المسجد إلا باب عَلي؛ أُتِي بسارق فجاءت أمُه تتوسل إليه أن يعفو عن ابنها وقالت له: هذه أول مرة, فلم يقبل منها ، وبعد ما قطع يده جاء به أمام أمه وقال له : كم مرة سرقت ؟ قال: هذه هي المرة السابعة عشر، قال رضي الله تعالي عنه : عرفت أن ربي أكرم من أن يفضح عبده من أول مرة .. الحقائق منكشفة أمامه، فهو يعلم من يعبد ويعلم كرمه وسعته وستره.

وتابع: إذن عندما يصدر الذنب منك وتُستَر فعليك أن تستحي ولا تفعله مرة أخرى, وانتبه فقد كان من الممكن على أقل سبب أن تفضح فضيحة شديدة فالحمدلله على ستره الجميل .


وقال  ، إن الحقائق الإيمانية في القرآن يقررها لنا الله سبحانه وتعالى من أجل أن تستقيم حياتنا لا من أجل أن نصدقها فحسب وأن نوقن بها فحسب بل أن نحولها إلى منهج حياة نعيشه{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} كيف نحول هذه الحقيقة الإيمانية إلى منهج حياة ؟

وأوضح : نحولها إلى منهج حياة أولًا: بالرضا عن الله . هذا الرضا سيجعلك تتأمل ويُنمي عندك قدرة التأمل وهذا الرضا لن يجعلك محبطا أبدًا لأنك تبحث عن الحكمة وراء ما ترى ، لن يجعلك تتهور أبدًا، وتعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سيجعلك تفعل كل فعل من أجل الله، سيجعل تبحث في كل فعل عن رضا الله ، فإذا نزلت بك المصائب لن تحبط ولن تنهار وإنما ينزل عليه الصبر لماذا؟ لأنك راضي {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} .

ثانيا : التسليم . تسلم لله ، فالله غالب لابد عليك أن تفعل الأسباب وتفعل الأوامر والأمر لله لا تنتظر النتائج ولا يتعلق قلبك بالنجاح، ثالثا : التوكل على الله . أن تثق بما في يد الله تعالى .

وأكمل: نحن أمام شيء عظيم جدًا وهو {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وهذه تؤدي إلى : ألا تخف إلا الله ولو خفت الله سبحانه وتعالى أخاف الله منك كل شيء ، ولو لم تخف الله خُفت من كل شيء ؛ خُفت على رزقك وعلى حياتك وعلى أمنك وعلى سلامتك وعلى جسدك وعلى أولادك وعلى أهلك وعلى مالك .