الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عارضها الاحتلال وأيدتها الحركة الوطنية.. جامعة القاهرة تاريخ من السياسة والعلم

جامعة القاهرة
جامعة القاهرة

تعد جامعة القاهرة ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيًا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين ، تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي، كالمهندسخانة عام 1820 والمدرسة الطبية عام 1827، ثم أغلقت في عهد الخديوي محمد سعيد عام 1850 ، وذلك بعد حملة مطالبة شعبية واسعة لإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل وغيره ، وقد تأسست في 21 ديسمبر 1908 على الرغم من معارضة الاحتلال الإنجليزي بقيادة لورد كرومر.

ثم أعيد تسميتها فعرفت باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952 ، وتضم عددًا كبيرًا من الكليات الجامعية ، و تقع الجامعة في مدينة الجيزة غربي القاهرة، وبعض كلياتها تقع في أحياء المنيل والمنيرة والدقي مثل كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي ، ويبلغ عدد خريجيها الحائزين على جائزة نوبل هم 3 وتم تصنيفها عالميا عام 2004 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم ويتخرج منها سنويًا ما يزيد على 155 ألف طالب .

وفي أوائل القرن العشرين ومع اشتداد ساعد الحركة الوطنية المصرية انبرت نخبة من قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعي في مصر مثل محمد عبده ومصطفى كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد زغلول لتحقيق حلم أبناء هذا الوطن، وهو إنشاء جامعة تنهض بالبلاد في شتى مناحي الحياة ، وأساسا للنهضة العلمية وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث، وبوتقة تعد فيها الكوادر اللازمة في كافة التخصصات لمشاركة العالم في تقدمه العلمي ولكن هذه الأمنية وجدت معارضة شديدة من جانب الاحتلال البريطانى خاصة من عميدها اللورد كرومر الذي أدرك أن إنشاء جامعة في مصر يعنى إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدعوا إلى الاستقلال ، وعلى الرغم من ذلك تم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية في الحادي والعشرين من ديسمبر 1908 في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديوي عباس حلمي الثاني وبعض رجال الدولة وأعيانها وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد .

وفي مساء يوم الافتتاح بدأت الدراسة في الجامعة على هيئة محاضرات، ولم يكن مخصص مكان محدد لتلقي المحاضرات حينها ، فقد كانت المحاضرات تلقى في قاعات متفرقة كما كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادى المدارس العليا، ودار الجريدة حتى اتخذت الجامعة لها مكانا في سراى الخواجة نستور جناكليس الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالقاهرة حاليًا ، وعلى الرغم من المصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي اقتصادًا للنفقات. 

وقد كافحت الجامعة وليدة هذا العصر لتتمكن من إعداد نواة لهيئة التدريس بها ، فقد بادرت بإرسال بعض طلابها المتميزين إلى جامعات أوروبا للحصول على إجازة الدكتوراه والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين ومنصور فهمي وأحمد ضيف ، كما أنشأت الجامعة مكتبة تحوي نفائس الكتب التي أهديت لها من داخل البلاد وخارجها .

ونتيجة لما حققته الجامعة من آمال عبرت عن تطلعات المصريين، فقد فكرت الحكومة في عام 1917 في إنشاء جامعة حكومية وألفت لجنة لذلك أشارت بضم المدارس العليا القائمة إلى الجامعة فضمت مدرستي الحقوق والطب إلى الجامعة في 12 مارس 1923، وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج في الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة ، وفي 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية وكانت مكونة من كليات أربع هي: الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق. وفي العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب.

وفي عام 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالي الذي حصلت عليه من الحكومة تعويضًا عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة فاطمة إسماعيل بنت الخديوي إسماعيل للجامعة ، وفي 22 أغسطس عام 1935 أصدر المرسوم الملكي بقانون رقم 91 بإدماج مدارس الهندسة والزراعة والتجارة العليا والطب البيطري في الجامعة بالجامعة .

 ثم صدر قرار في 31 من أكتوبر عام 1935 بإلحاق معهد الاحياء المائية بها ، ثم انفصلت مدرسة الطب البيطري عام 1938 لتصبح كلية مستقلة ، وفي 23 مايو عام 1940 صدر القانون رقم 27 بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول وفي 24 من أبريل عام 1946 صدر القانون رقم 33 بضم كلية دار العلوم إلى الجامعة ، ثم صدر مرسوم في 28 سبتمبر عام 1953 بتعديل اسم الجامعة من جامعة فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة .


وفي عام 1955 انفصل قسما الصيدلة وطب الفم والأسنان عن كلية الطب لتصبح كل منهما كلية مستقلة، وفي العام نفسه أنشئ فرع لجامعة القاهرة في الخرطوم ورفرفت أعلام الجامعة على جنوب الوادي. وتوالى إنشاء الكليات بعد ذلك فبدأت الدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في العام الجامعى 1960/1961.

 وفي عام 1962 أنشئ معهد الدراسات والبحوث الإحصائية، وكذلك أنشئ في نفس العام معهد العلاج الطبيعى الذي تحول في يناير 1992 إلى كلية العلاج الطبيعي.
 ‏
 ‏وفي عام 1964 أنشئ المعهد العالي للتمريض وألحق بكلية الطب، وفي عام 1969 أنشئ المعهد القومي للأورام، وفي عام 1970 أنشئت كليتا الإعلام والآثار ومعهد البحوث والدراسات الأفريقية ، ‏وفي عام 1979 أنشئ معهد التخطيط الإقليمي والعمراني وتحول إلى كلية التخطيط الإقليمي والعمراني في عام 1991.
 ‏
 ‏وفي عام 1987 تم إنشاء معهد البحوث والدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وفي 12 من سبتمبر 1994 صدر القرار رقم (287ب) بإنشاء المعهد القومي لعلوم الليزر الذي يعتبر أول معهد عالي لعلوم الليزر وتطبيقاته في العالم العربي.
 ‏ثم أنشئت كلية الحاسبات والمعلومات عام 1996
ويوجد بها ثاني أقدم وأشهر ساعة على مستوى العالم بعد ساعة "بيج بن" حيث تأسس برج ساعة جامعة القاهرة عام 1937 بارتفاع 40 متر ، ويقع بجوار المبنى الرئيسي لإدارة الجامعة.