EN 
في الوقت الذي تتراجع فيه معدلات الطلب على حركة السفر، يواصل نشاط الشحن الجوي صموده أمام الجائحة الوبائية التي زعزت استقرار الصناعة العالمية، مُسجلًا ارتفاعًا إيجابيًا وإن كان طفيفًا بعض الشيء يبقى في ظل حالة الكساد الذي تعيشها الصناعة تحسنًا على المستوى العام للنشاط.
أزمة كورونا والشحن
وفقا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، مؤخرا فإن معدلات الطلب العالمي على الشحن الجوي زادت خلال الشهرين الماضيين بنسبة تصل إلى 2.5% بالمقارنة مع النصف الأول من العام الجاري والذي صادف أمامه ذروة الموجة الأولى من الجائحة الوبائية وسجل انخفاضا وصل إلى 16.6% برغم زخم حجم الشحنات الطبية المتداولة بين الدول، إلا أن هذه النسبة من التراجع بدأت في التقلص مؤخرًا مع استئناف الحركة الجزئية للطيران فوصلت إلى 13.5%، ما يدعو إلى التفاؤل نحو تعافي القطاع وإن كان بطيئًا.
فإذا كانت مؤشرات التعافي في الصناعة تقاس على المستوى العالمي، لمصر نصيبها من هذا التعافي ليس فقط لارتباطها بالوضع العالمي للأزمة ولكن وقوعها بمنطقة الشرق الأوسط، الذي شهدت تحسنًا ملحوظا خلال الشهرين الماضيين على مستوى الشحونات الجوية عن باقي الأقاليم، فإن ذلك بفضل الخطط الاستراتيجية التي وضعتها بعض شركات الطيران بالمنطقة، والذي كان كفيلًا بأن يشملها برعاية هذا التعافي النسبي.
بشائر التحديث
خلال الفترة الماضية، عملت الناقل الوطني لجمهورية مصر العربية "مصر للطيران" على تحديث أسطول الشحن الجوي للشركة بضم 3 طائرات حديثة من طراز A330-200 بحمولة 58 طنا لكل طائرة في الاتجاه الواحد، ما يحقق جدوى اقتصادية أفضل وتكلفة تشغيل أقل مقارنة بأسطول طائرات الشحن القديم صاحب التكلفة التشغيلية والصيانة العالية، وهو ما يجعل هناك ميزة تنافسية وتسعير أفضل لمصر للطيران وبالتالي يحقق فائدة للمصدرين والصادرات المصرية وزيادة إيرادات الشركة، فضلا عن تسويقها للفراغات الموجودة على طائرات الركاب للاستفادة منها في نقل البضائع المسموح بها لمواجهة الطلب المتزايد على الصادرات المصرية.
تلك التحديثات التي أجرتها مصر للطيران للشحن الجوي مؤخرًا على أسطول الشركة، عززت من موقفها خلال فترة الجائحة الوبائية الذي لم ينج من تحت مقصلتها سوى نشاط الشحن، بتسجيله ارتفاعًا بنسبة تصل إلى 50% خلال النصف الثاني من العام الجاري 2020 ليتجاوز بها معدلات النشاط للشركة خلال 2019، وذلك حسب تصريحات الطيار رشدي زكريا رئيس الشركة القابضة.
ك. رشدي زكريا، أكد في تصريحاته لـ صدى البلد، أن نشاط الشحن الجوي شهد مؤخرًا تعافي في حركة النشاط عن بداية الجائحة الوبائية، حيث أنه ظل النشاط الوحيد المستمر خلال فترة تعليق الطيران وإن اقتصر على الشحنات الطبية والصيدلانية الذي كان تتهافت عليها بلدان العالم من ماسكات ومعقمات وترمومترات وغيرها من المستلزمات الطبية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، ولكنه هو العجلة الوحيدة التي كانت تدور على مستوى العالم خلال الفترة الذي شهدت ركودًا تامًا بسبب الجائحة.
مؤشرات تعافي
وأشار رئيس مصر للطيران، إلى أن الشركة لجأت خلال الفترة الماضية إلى نقل البضائع على متن طائرات شركة الخطوط من طراز بوينج 777/300، والذي تم تجهيز مقصورة الركاب الخاصة بها لنقل البضائع عليها وفقا لضوابط واشتراطات عالمية، وذلك دعما لنشاط الشحن وتلبية لزيادة الطلب، كما فعلت ولجأت إليه العديد من شركات الطيران حول العالم في الوقت الذي توقف فيه نشاط الركاب.
وضمن مؤشرات التعافي أيضا لنشاط الشحن الذي تم رصدها مؤخرًا، أنه مع بداية الموسم التصديري للحاصلات الزراعية لهذا العام الذي انطلقت بوادره قبل أسابيع قليلة، لجأت مصر للطيران إلى تكبير بعض طرازات رحلاتها الجوية المتجهة إلى دول أوروبا، حيث شهدت رحلات لندن التي تسيرها الشركة بمعدل 7 رحلات أسبوعيًا ورحلة يومية إلى المملكة المتحدة، استبدال طراز 737/300، الذي تشغله مصر للطيران علي هذا الخط بطائرة الدريملاينر المنضمة حديثًا لأسطول الشركة، وذلك لاستيعاب النشاط التصديري من الخضروات والفاكهة مع بدء موسمها، حيث تستحوذ مصر للطيران على نسبة تصل لنحو 65% من حجم الصادرات والورادات في مطار القاهرة ما يقدر بنحو 180 ألف طن سنويا ما بين صادر ووارد، - حسب إحصائيات عام 2019.
تطلعات مستقبلية
وفي تصريحات سابقة للطيار باسم جوهر رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوي، خلال الشهر المنقضي، صرح أنه جاري دراسة دعم أسطول الشحن بطائرات عريضة وصغيرة بعد تحويلها لطائرات بضائع، بعد أن شهدت الفترة الماضية زيادة في رحلات الشحن الجوي المباشرة لبعض الوجهات وفتح خطوط جديدة لتستوعب جميع أنواع الشحنات وتنوعها والتي يتم نقلها لتعزيز التواجد بالأسواق الخارجية.
وبحسب مصادر مطلعه بمصر للطيران لـ صدى البلد، فإنه المنتظر أن تضم شركة الشحن الجوي خلال الفترة المقبلة طائرتين من أسطول شركة الخطوط طراز 777/ 200 المخزنة، وذلك لاستغلالهم أيضا في نقل البضائع لدعم نمو النشاط وزيادة الطلب المتوقعة.
