الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان في ورطة.. تركيا بين مطرقة العقوبات الأوروبية وسندان الأزمة الاقتصادية

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على شخصيات وشركات تركية مسئولة عن عمليات التنقيب في المناطق المتنازع عليها بمنطقة مياه شرق المتوسط، وذلك في وقت يواجه فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضغوطًا من جانب الولايات المتحدة، بسبب شرائه منظومة "إس-400" الصاروخية الروسية من روسيا، حيث أقر الكونجرس بالفعل قانونًا يسمح بفرض عقوبات على تركيا خلال 30 يومًا.

وأطلعت وكالة "رويترز" على مسودة بيان تم كتابتها لقادة الاتحاد الأوروبي للموافقة عليه خلال القمة المزمع عقدها غدًا، مشيرة إلى أنه في حال تمت الموافقة على الوثيقة، فإن الاتحاد الأوروبي سيقوم بإعداد قوائم إضافية على أساس قائمة العقوبات التي تم تطبيقها بالفعل منذ عام 2019.

وبحسب "رويترز" فإن تلك العقوبات ستكون من بين أكثر الإجراءات المتحفظة من جانب القادة الأوروبيين الذين تعهدوا في أكتوبر الماضي باستخدام كل الوسائل للضغط على تركيا لوقف أعمال التنقيب عن مصادر الطاقة بالقرب من سواحل قبرص واليونان.

ودعمت فرنسا من جانبها فرض عقوبات قطاعية على الاقتصاد التركي، ولكن  ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا يرون أن فرض عقوبات على دولة بحلف الناتو ومرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خطوة بعيدة جدًا من شأنها أن تضع تركيا في معسكر روسيا.

وتعتبر أزمة التنقيب على مصادر الطاقة في شرق المتوسط جزء من خلافات عديدة مع تركيا بما فيها الخلاف على جزيرة قبرص وسياسة تركيا الخارجية في ليبيا وسوريا، التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مقوضة للأهداف الغربية.

ومع ذلك، يعتقد دبلوماسيون أوروبيون دور تركيا كدولة مستضيفة للاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية، والذين قد يلتمسون للجوء إلى الاتحاد الأوروبي، يحد من الرغبة الأوروبية في معاقبة أنقرة.

وتشير الوثيقة إلى تأجيل معاقبة تركيا قائلة إن المفوضية الأوروبية ومسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يجب أن يجهزوا خيارات بشأن كيفية المضي قدمًصا لقمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في مارس المقبل.

ونقلت "رويترز" عما ورد في الوثيقة الآتي: "الاتحاد الأوروبي سيبحث التنسيق حول تلك المسائل مع الولايات المتحدة"، موضحة أن بعض الدبلوماسيون قالوا إن هناك أمل في تعزيز علاقات السياسة الخارجية مع واشنطن بمجرد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، منصبه في يناير المقبل.

ولا تزال المفاوضات حول مسودة البيان المكونة من صفحتين جارية، بينما تتهم اليونان وقبرص تركيا بأنها تقوم بعمليات تنقيب غير قانونية في مناطقهم، مؤكدين في الوقت ذاته أن العقوبات على أنقرة ليست كافية.

وصرح دبلوماسي قبرصي معلقًا على مسودة البيان بأن "قبرص ترحب بالقوائم الإضافية للعقوبات".

وأضاف: "نود أن نرى تحضيرات عقوبات قطاعية محددة في المرحلة المقبلة في فبراير أو مارس إذا لم يتغير سلوك تركيا".

وأنشأ الاتحاد الأوروبي برنامج عقوبات العام الماضي لمعاقبة تركيا على عمليات التنقيب غير المصرح به في شرق البحر الأبيض المتوسط، وشملت العقوبات تجميد أصول الأشخاص والشركات المتهمين بالتخطيط أو المشاركة في أنشطة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص أو جرفها القاري.

وحتى الآن، تم وضع مسؤولين كبار من شركة البترول التركية الحكومية (تباو) على قائمة العقوبات، لكن قبرص اقترحت قائمة بأسماء أخرى في وقت سابق من العام الجاري.

من ناحية أخرى، يواجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضغوطًا من جانب الولايات المتحدة، بعدما أقر الكونجرس فرض عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة "إس-400" الصاروخية من روسيا.

ويشكل مجيء بايدن إلى السلطة أزمة لأردوغان، والذي انتقده بايدن علانية وتوعد بمحاسبته على ما ارتكبه في سوريا من فوضى.

وفي ظل انهيار سعر الليرة التركية والأزمة الاقتصادية التي عصفت بتركيا بسبب إقحام أردوغان البلاد في أكثر من صراع إقليمي على عدة جبهات، لم يستبعد مركز أبحاث تركي شهير إمكانية إجراء انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية مبكرة في البلاد بحلول شهر يونيو من العام المقبل، وهو موعد اعتقدت زعيمة حزبٍ يعارض الرئيس رجب طيب أردوغان أن تشهد فيه تركيا انتخاباتٍ مبكرة.

وبحسب آخر استطلاع للرأي، قام به مركز "البحوث المتنقلة" للأبحاث والدراسات الاستراتيجية خلال الشهر الجاري، فإن 41.6% من المشاركين فيه طلبوا إجراء انتخاباتٍ مبكرة، كما أن 47.5% اعتقدوا أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعّمه أردوغان "لم يعد بإمكانه إدارة البلاد".

وقال مراد جيزجي مدير المركز لــ"قناة العربية": "لقد أجرينا عدّة استطلاعات للرأي في الفترة الأخيرة، وعدا عن المطالبات الواضحة بإجراء انتخابات مبكرة، فإن 69.7% من المشاركين في أحدث استطلاعاتنا قالوا إن الأوضاع الاقتصادية في البلاد سيئة وهو أمر قد يساهم في المضي نحو انتخابات مبكرة".