الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تراهن على عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط مطلع العام الجديد.. تحركات دولية وعربية لتهيئة الأجواء.. اتفاق مصري أردني على ضرورة العودة للمفاوضات.. ومصادر: اتصالات أجراها الرئيس بأطراف إقليمية عدة

الرئيس السيسي في
الرئيس السيسي في باريس خلال لقائه بــ ماكرون بقصر الإليزيه

  • السلطة الفلسطينية أعادت سفرائها لدول عربية سحبتها منها احتجاجًا على التطبيع
  • اليمين الحاكم في إسرائيل يسابق الزمن في تنفيذ مشاريعه ومخططاته الاستعمارية التوسعية
  • فتح: تشكيل لجنة مصرية أردنية فلسطينية مشتركة للعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام بداية العام المقبل


قلب فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، الأمور رأسا على عقب في رام الله، فأعلنت السلطة الفلسطينية فورًا رغبتها في إعادة الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي بعد تجميدها لـ6 أشهر، كما أعادت السلطة السفراء إلى دول عربية سحبتها منهم احتجاجا على اتفاقات التطبيع، وقالت إنها مستعدة للمفاوضات مع إسرائيل دون شروط.


وأبدى الفلسطينيون ارتياحهم، بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، على منافسه الرئيس الحالي المنتهية ولايته، دونالد ترمب، والذي اتسمت فترة ولايته (4 سنوات) بسياسات عدائية تجاه القضية الفلسطينية.


وفي 25 سبتمبر الماضي، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، طلب من أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جويتريش، الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، مطلع عام 2021، لإنجاز "حل الدولتين"، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.



وتقف مصر الكنانة قيادة وشعبًا بجانب الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة والتى اعتبرت القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري، وأولتها كل الرعاية والاهتمام، وقدمت عبر تاريخها الممتد التضحيات الجسام من أجلها.


ومنذ أبريل 2014، تجمدت عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، جراء رفض الأخيرة وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.


وتأتي هذه الخطوات في ظل خطورة المرحلة الحالية على حل الدولتين، "لكون اليمين الحاكم في إسرائيل يسابق الزمن في تنفيذ مشاريعه ومخططاته الاستعمارية التوسعية التي تحقق خريطة مصالحه في الأرض الفلسطينية المحتلة، ودائما على حساب الفلسطينيين وحقوقهم".


ويبذل اليمين الإسرائيلي وحلفاؤه من المستوطنين، كل جهد مستطاع لاستغلال الفترة المتبقية على وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض لتحقيق هذا الغرض، واستثمار بقاء الحكومة الإسرائيلية الحالية في سدة الحكم، لتقديم المزيد من الهدايا للمستوطنين على حساب الأرض الفلسطينية، لكسب أصواتهم في أي انتخابات إسرائيلية قادمة.


وهو ما أدى إلى أن تتحرك قيادة السلطة الفلسطينية لحشد الدعم دوليا وعربيا، من أجل عقد مؤتمر دولي لعملية السلام. ويسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لإطلاق عملية سياسية جديدة في المنطقة بعد تغيير الإدارة الأمريكية، ومن أجل ذلك كثفت السلطة اتصالاتها بالرباعية الدولية ومع المحيط العربي، وأجرت اتصالاتها مع فريق بايدن خلال حملته الانتخابية.


ويريد الرئيس عباس تنسيق المواقف العربية قبل وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة وتوحيد المواقف عبر حوار عربي - عربي، وتقليل الخلافات مع المحيط لدعم عملية سياسية جديدة في المنطقة.


لجنة مشتركة
من جانبه، قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إنه سيتم تشكيل لجنة مصرية أردنية فلسطينية مشتركة للعمل على تحقيق رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عقد مؤتمر دولي للسلام بداية العام المقبل.


وأضاف العالول، للإذاعة الفلسطينية الرسمية: "إذا نجحنا في عقد مؤتمر دولي فستكون محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، واستعادة المفاهيم المتعلقة بحل الدولتين إلى طبيعتها بعد الخلل الذي أصابها نتيجة سياسات إدارة ترامب".


وجاء حديث العالول بعد اجتماعات عقدها الرئيس عباس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله في أول زيارة خارجية له منذ شهور طويلة.


دعم الرئيس السيسي
وكشفت مصادر بالقاهرة عن اتصالات أجراها الرئيس السيسي بهدف استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقالت إن عباس "يدعم المبادرة إلا أنه (عباس) لا ينوي التراجع عن طلبه بعقد مؤتمر دولي للسلام، مطلع العام المقبل، تحت رعاية اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا)".


كما ستجري لقاءات مكثفة تعقد خلال أسابيع من الآن بين شخصيات أردنية رفيعة المستوي وأخري إسرائيلية للاتفاق على رؤية موحدة تتعلق بإحياء عملية السلام ودعم مؤتمر دولي للسلام ينهي الصراع ويعيد كل الأطراف لطاولة المفاوضات في مدة أقصاها شهران.


كما جمع لقاء قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقاهرة، فى إطار التنسيق المشترك بين القيادتين، بما يعمل على مواجهة التحديات الماثلة أمام جهود نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وإنجاز حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.


كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل الأردن. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه تم خلال الاتصال استعراض مستجدات القضية الفلسطينية، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن كيفية حلحلة الموقف الراهن بخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط ودفع الجهود لاستئناف مسار المفاوضات.


زيارة فرنسا في إطار التنسيق
من جانبه، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قضايا السلم والأمن في المنطقة كانت على رأس أولويات زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا، خاصة القضية الفلسطينية التي تعد محور الاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما عقب زيارة الرئيس محمود عباس للقاهرة والتوافق حول أهمية التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل إطلاق عملية سلام محددة الأهداف والإطار الزمني، ووفقا لقواعد القانون الدولي لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام ٦٧ تكون عاصمتها القدس الشرقية.


وشدد السفير حجازي على أن مصر وفرنسا بوصفهما مراكز للاستقرار الإقليمي - مصر في المنطقة العربية والأفريقية، وفرنسا في محيطها الأوروبي - سيكون لهما دور في السعي من أجل إطلاق عملية سلام ذات معنى والتواصل مع جميع القيادات بالمنطقة بما فيهم القيادة الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف الذي سيخدم الجميع ويفتح آفاقا أوسع لعلاقات إقليمية تحقق الأمن وتعزل القوى التي تعبث في الاستقرار الإقليمي وتؤدي لتوتير العلاقات بين الدول، في إشارة الى الدور التركي والايراني بالمنطقة.


تحريك السلام
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أمام طُلاب جامعة القاهرة إنه لابد من تحريك مفاوضات السلام بسرعة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.


وأكد أبو الغيط، أن الرئيس الأمريكي "ترامب" أعطى إسرائيل ما لم يمنحه لها أي رئيس أمريكي سابق، وأنه لن يكون بمقدور الرئيس الجديد "بايدن" التراجع عن جميع الإجراءات التي اتخذها ترمب لصالح إسرائيل، غير أن الإدارة الجديدة سوف تقوم بتعديل الموقف مع الفلسطينيين وتحسين العلاقة معهم، والمأمول أن يؤدي ذلك إلى إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأسرع وقتٍ ممكن من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، مُشددًا على أن أي تحرك يُساعد في هدف إقامة الدولة الفلسطينية هو تحركٌ إيجابي يتعين دعمه.


وتسعى القيادة الفلسطينية إلى عقد حوار مع الدول العربية، من أجل دعم مبادرة الرئيس محمود عباس، الداعية إلى عقد مؤتمر دولي لعملية السلام.


من جهته، قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن زيارة الرئيس الفلسطيني مؤخرا لــ مصر والأردن كانت "مثمرة" للغاية، وتأتي في إطار "الحوار الفلسطيني العربي".


وأضاف: "في ضوء التطورات الدولية الأخيرة بعد الانتخابات الأمريكية، سيكون هناك صفحة جديدة في العلاقات الدولية، ولها تأثير على المنطقة، وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية".


وزار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نهاية الشهر الماضي، عمّان والقاهرة، واجتمع بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس عبد الفتاح السيسي.


وتابع مجدلاني، الذي يشغل منصب وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية: "دون شك، القيادة تدرك أهمية المتغيرات، وتسعى أيضا للتواؤم معها، بما يخدم القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".


وقال: "نحن بحاجة ماسة إلى إجماع عربي، بعد المرحلة السابقة والتي مارست فيها إدارة دونالد ترمب ضغوطا على الجميع لصالح إسرائيل".


وأضاف: "نسعى لحوار عربي ثلاثي (مصري، فلسطيني، أردني) أو أكثر، وحتى لحوار في إطار الجامعة العربية، من أجل التحرك السياسي والدبلوماسي مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن عقد المؤتمر الدولي (الخاص بعملية السلام)".


وقال مجدلاني إن الرئيس عباس، يريد "موقفا عربيا مساندا وحاملا للموقف الفلسطيني باتجاه دعم المبادرة الفلسطينية لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، وعلى قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحت مظلة الأمم المتحدة".


وشدد على رفض القيادة الفلسطينية، للعودة للمفاوضات مع إسرائيل، بصيغتها السابقة، تحت الرعاية الأمريكية المنفردة، مشيرا إلى وجود "مناخ أفضل من أجل التقدم بعملية السلام"، وإلى وجود ترتيبات لتنظيم جولة جديدة للرئيس الفلسطيني لدول عربية (لم يسمها) "في ذات الإطار".


وأضاف: "نسعى لتوسيع الحوار مع الكل العربي، والمتغيرات السياسية تساندنا".


موقف مساندة
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن هناك تنسيقا مصريا، أردنيا، فلسطينيًا، لدعم رؤية الرئيس محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام.


وأضاف زكي، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أن الرئيس عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عقدا لقاءً هاما خلال زيارة الرئيس الفلسطيني للقاهرة، جرى خلاله بحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والخطوات المستقبلية.


وأشار إلى أن الرئيس عباس تحدث بشكل واضح وصريح حول الوضع العام الإقليمي والدولي ونتائج الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الوضع الفلسطيني وما هو المطلوب من جامعة الدول العربية تجاه الوضع الفلسطيني واحتمالاته المستقبلية.


وجدد زكي موقف الجامعة العربية الدائم والثابت تجاه القضية الفلسطينية بأنه لا تسوية دون الالتزام بالمرجعيات الشرعية والدولية المتفق عليها، وكذلك الاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأي خروج عن هذه الثوابت لن ترحب به الجامعة ولن تقرّه.


وأكد أن هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن أن تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية بالشكل الذي تحتاجه بعد عدة سنوات من التغييب الذي تعمدت له إدارة ترامب.


وشدد السفير زكي على موقف جامعة الدول العربية تجاه حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وحل قضية اللاجئين على أساس الشرعية الدولية.