الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: شر الطريق موتوسيكل أو توكتوك

صدى البلد

عدم احترام إنسانية الإنسان أو حتى بدأت تتأصل فى نفوس المصريين رويدا رويدا، احذر من تركها لتبقى سلوكا لا إراديا سيئا ينهش نفوسنا بتركه وعدم الضرب عليه بيد من حديد، ففى يوم واحد رزعنى موتوسيكل بشارع جانبى به مشاه وليس به رصيف والسيارات تقف على الصفين والمتبقى من جلد الشارع المتهرئ والمتقيح بمختلف صنوف التعديات وفرض السيطرة والمتسولين وبائع أسماك وجمبرى زفر يملأ الدنيا بزعيقه على بضاعته التى تضربها الشمس نهارا حتى المغرب بقفف ومشنات حولها برك ماء بزفارته تحوله إلى بداية فساده وقشر سمك  احتل ناصية السنترال المقابل لشارع الجلاء أسفل كوبرى أكتوبر وبإطلالة مسرحية على مسرح جلال الشرقاوى لا يسمح لسيارة بالمرور لينطلق ذلك الحيوان الأنوى أو المن..

بسرعة رغم حمله بروز أمامه ليصطدم بمن فى الشارع دون إشارة أو كلاكس ورغم قوة الارتطام وصراخى من الألم وسقوطى إلا أن المغيب لم يقف أو يعتذر أو يهدئ سرعته، ومثله حدث ليلا بين مسرح جلال الشرقاوى وسنترال رمسيس والتى تحتله ليل نهار سيارات تكتظ ببضائع وقطع غيار سيارات تترك فقط ممرا لسيارة واحدة واتجاه واحد إذا بك تجدها تحاصرك من الاتجاهين وتقف بالنصف ساعة الشارع لا يعبر به حتى مار واحد للخناقات والشتائم المتبادلة وبرك المياه الملاصقة للسنترال، والحفر ومواسير وكابلات الكهرباء الخارجة من بطن وأحشاء الشارع كأنها مريض حدانا سرقوا كليته أو فص من كبده وهو مخدر رغم مادفعه ليصبح مطالبا بتأمين أعضائه وهو مخدر أو استعانته ببودى جارد أو كلب بولدوج ليمنع الجزار الطبيب اللص ماركة حيوان الضبع الخسيس من نهشه وتحويله إلى جيفة لا أهلية لها أو من يأخذ له حقه، وأعود للمشهد الليلى العبثى عندما داهمتني فيسبا وأنا أفادى ميكروباص هرب إلى هذا الشارع الضيق سرقة لأنه لو للسير حقا لكان باتجاه واحد وليس من الاتجاهين والموتوسيكل رفضت أن تعبر آثار الردم وتلال الرمال والزلط الملاصق لسنترال رمسيس المتعارض على شارع الجلاء للولوج إلى جريدتى الأهرام واعتبره نموذجا لإهدار كرامة المصريين الذين استعصموا مثلى بعدم الاختلاس أو حتى الذين لم تسنح لهم الفرصة لاقتناء سيارة تقيهم شر الطريق رغم استحالة أن تجد مكانا لركنها إلا بعد مسافة قد تقترب من محطة أوتوبيس وها هى الكبارى تتنمر علينا وتقتحم بيوتنا ليل نهار فى الأماكن الممتازة من ش الهرم أعنى نصر الدين أمام فيلا عمر الجيزاوى وفيلا لطيف وطابور من المشاهير وها هو إصرار على عدم احترام المبانى القائمة التى لم تتحرك أو تمشى مثلا لتعترض الكوبرى، كى تذكرنا بمشهد عادل إمام فى رائعته المسرحية شاهد ماشفش حاجة حين قال عن البلدوزر البشرى ضربنى بوشه على إيده ليسود منطق اقهر الضعيف حتى يتبين أن له ظهرا يحميه وها هو كوبري مدينة الحمام الذى دخل إلى درجة هدم بلكونة المنزل والتهامها كلها ليعاند صاحب المنزل ويرفض مغادرته أو هدمه وأتخيل أيضا رفضه الحصول على التعويض عن بيته وذكرياته وبراحه الذى نشأ وترعرع فيه، ليقول لسان حاله وأفوض أمرى إلى الله واعتيادنا على السلوك المعوج من قائدى العشوائيات ومشروع مجرم ألا وهو التوكتوك غير المرخص والموتوسيكل الأذى رأيته يتسلل إلى الطرق السريعة أولا باستحياء منذ عدة سنوات، والآن بكل فجور فى كل الطرق أو جلها ولا أنس عودتى عند دوران شبرا من احتفالية ثقافية وتكريم لأسر بعض شهدائنا الأبرار أوائل فبراير الماضى أو قبله وإذا بتوكتوك ينحرف من الشارع الرئيسى إلى الشارع الجنبى على يمين بنزينة بناصيتين أجزم أنه مبرشم أو متعاطي أى بلابيع مغيبة ليدهمنى ويتسلق ساقى رغم جذب رفيقى لى بعيدا عن وجهه الزنيم لأصاب بقدمى إصابة صاحبتنى لعدة أشهر وتكبدت أموالا الله أعلم بها لا أحصرها أو أذكرها ترفعا فى حادثه أهديها لرجال الأمن وككل من يبحث عن الأمان بشارع لم يخلق ليخنق المارة أو يسطو عليه حفنة من الدهماء ومعدومى العقل والضمير بتساهلنا معهم بل والدفاع عن وجودهم بجوار حلل وطشت جبن وفطير وعسل تفترشه نسوة تحتل بها ناصية معهد الموسيقى العربية التى لم تهذب من نفوس من سمح لهذا المشهد العبثى بالخلود لنعلم به المكان على أنه مسرح الحياة الحقيقى الذى يؤصل لثقافة لم نكن نتمنى وجودها أو التسلل بسلوكها المتقيح لتسكن نفوسنا فوق كل القيم والرغبة فى الارتقاء لتقاوم غسيل الثقافة بجوارها وتملأه بالشروخ.

أعلم أن المنطقة ينتظرها مستقبل لا بأس به بعد اكتمال مثلث ماسبيرو ومحطة المترو الرئيسية لكن يمكن السيطرة عليه بقليل من الجهد وتقليل العبث به فى وجود حى يتفهم دوره ومرور ينظم ويردع الغوغاء .