الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أمل مصطفى تكتب: حتى الرمق الأخير

صدى البلد

ماذا يكون شعورك عندما تساهم فى نجاح إنسان؟ أو تكون سببا فى فرحة وسعادة لمن حولك؟ أو تكون من يصنع ابتسامة مبهجة فى عيون كل من يراك وتكون مصدرا فى ضحكة تتعالى نغماتها من أعماق القلب؟ ماذا يكون شعورك وأنت صاحب السعادة وصانعها لكل من حولك؟ أكيد هو شعور رائع فى النفس لا تضاهيه كنوز الدنيا..

وللحياة فنون وللعيش أساليب وطرق وقواعد وأسس تتمثل فى نسيج من العلاقات المغمورة بكل ما هو راق وجميل ونظيف، حيث تتوالى علينا الأيام والسنين وما بين الأمس واليوم نعيش حكاية زمن لم نحسب حسابه نفقد ناس ونكسب معرفة ناس نلقى وجوه وتختفى عنا أخرى، ونحن فى دوامة الحياة نعيش وشىء ما فى أعماقنا يسعدنا يطمئنا يشعل بريق الأمل فينا ويعطى توهجا للروح ويزيدها حماسا وإصرارا على الاستمرار وهو اليقين والاعتقاد فى أن الله الباقى الحى الذى لا يموت الكريم الذى لا يرد مسألة المضطرين الرحيم الذى لا يقتل أملا مازال ينبض فينا، فنعيش بحسن الظن فى الله أنه لا يضيعنا ونحيا بطول الأمل والتمنى،  نكد ونسعى ونحيا لحظاتنا بين التمنى والتوقع والرجاء، ولكن مع ذلك يجب ألا ننسى إنسانيتنا ونحيا حتى الرمق الأخير ضمن صفوف النبلاء، النبل الذى يتجلى فى أخلاقنا وسلوكنا وفى الاختلاف، وكذلك فى المواقف التى لا يراها أحد ولا يعلمها إلا الله تلك الصفة الراقية التى تسمو بكل إنسان لمرحلة من الرقى الروحى فى كل تعاملاته فكن راقيا بفكرك وتعاملك وأخلاقك وخطابك وقلمك فإذا راقت العقول بأفكارها طابت الألسن بحديثها، تحلى بالرضا والصدق وابتسم مهما تكالبت عليك الظروف فإن ما تحتاجه ويحتاجه من حولك هو الإحسان فقط الإحسان فهو من أرقى المشاعر الإنسانية وأجملها، وأعظمها جبر الخواطر.. 

فعش راقيا جابرا للخواطر ولا تكن متجبرا، عش حياتك بقلب صادق ناصع نقي متفتح متقبل ومحترم للأخر، واعلم أن البسمة والكلمة الطيبة صدقة والرقة واللين والحب حياة، أن ما نملكه فى دنيانا هى أنفاسنا وأصدقها هو النفس الأخير ذلك الرمق الذى يخبرنا بأن كل شىء بدنيانا هين ولا يستحق أى صراع وحقد وكره وضغينة، هو الرمق الذى سنواجه به حقيقة أعمالنا وحقيقة أنفسنا، فما أجمل أن نكون من طيبين الشمائل والصفات التى وإن ذكر اسمهم يذكروا بالخير فلا تنسى ذكراهم، خالدين الذكر بعملهم الطيب، الذين يشبهون حبات السكر حتى وأن اختفت فحلاوة وجودهم وعطائهم تظل ولا تمحى، الذين يبذلون ما لديهم فى الإحسان والعطاء، الذين يعيشون بالحب وللحب، لأن الحب هو ثقافة عقل ونبض روح يجب أن نحيا به جميعا وننبذ الكره والحقد، فمهما اشتدت الجروح والصدمات وتوالت علينا الأيام بثقل أعبائها، ومهما واجهنا من تحديات قاسية تحاول أن تهزم كل جميل فينا، دائما ستشرق أرواحكم الصافية لأنكم الأجمل والأروع والأنقى، حتى الرمق الأخير..