الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب رواش يكتب: مصر وجبهتها الداخلية

صدى البلد

كنا كمصريين في الماضي أثناء حرب 1967، 1973 لدينا جبهة داخلية قوية، كنا أثناء الحرب نمشي في الشوارع والحواري ونقول "طفي النور يا ولية.. إحنا عساكر دورية"، ندهن الشبابيك باللون الأزرق ونقيم سواتر أمام مداخل البيوت، مازال بعضها موجودًا حتى الآن، من أجل الحماية من غارات الطيران الصهيوأمريكي على القاهرة الكبرى، كان كل الشعب يتطوع في الدفاع المدني من أجل مساعدة الجيش، والتضحية بالأرواح والغالي والنفيس "علشان خاطر عيون مصر"، كنا متماسكين وإيد واحدة، نحب بعضنا بعضًا.

كانت الحياة رخيصة والكل يعمل ويأكل ويشرب ويُعالج، وكان هناك حب بين المصريين، الكل كان سواء غني وفقير ووزير وغفير، كان حبنا لجيشنا العظيم ليس له حدود لأن الجيش من الشعب والشعب من الجيش. 

الآن تغيرت الصورة وأصبح الوضع مختلفًا، أصبحت أغلب العلاقات أشبه بالوجبات السريعة، لأن كثيرًا منا، وخاصة الجيل الجديد، فقد انتماءه للبلد بسبب الغلاء والفساد، والخوف من المرض، أصبح معظمنا "خايف من بكرة" وكل تفكيرنا واهتمامنا في لقمة العيش، والسؤال الآن.. ماذا حدث لنا؟ ماذا حدث للمصريين؟ 

منطقة الشرق الأوسط باتت ملتهبة، ونحن كمصريين يضعنا المخطط الصهيوأمريكي لثلاث حروب، إما حرب مع تركيا في ليبيا، أو حرب مع أثيوبيا بسبب سد النهضة، أو حرب بسبب مضيق باب المندب (قناة السويس)، وهناك صراع تاريخي بين السنة والشيعة في منطقة الخليج العربي في شكل حروب بالوكالة، ومن الممكن تعمل قوى خارجية على توريط مصر فيها، وهو أشبه بصراع الماضي بين الكاثوليك والبروتستانت، ولا ننسى أن "الإخوان الإرهابيين نايمين في الدرة". 

لذلك نحن كمصريين في خطر بسبب عدم وجود جبهة داخلية متماسكة مثلما كان في الماضي، وننصح بألا ندخل في أي حرب، لأننا في حرب مع الحياة، بناءً على توجيهات السيد الرئيس بأن نتحول لدولة مدنية ديمقراطية حديثة، وأن نفصل بين الدين والدولة، لأن الدين من الثوابت، وبني الإسلام على خمس، وكلنا نطبقها لأننا مسلمون ونعرف ديننا جيدًا، أما الكلام بخصوص تجديد الخطاب الديني فهذا خطأ لأنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.
 
لابد للدولة المدنية الحديثة أن تنفق على احتياجات وأولويات المصريين من أساسيات الحياة الدنيا، من مسكن وغذاء وصحة وتعليم وبطالة، لكي تشتد وتقوى جبهتنا الداخلية.