الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إدراجه في اليونسكو.. النسيج اليدوي هدايا فراعنة مصر.. والطابع المميز للشخصية المصرية

صدى البلد

اشتهرت مصر منذ أقدم عصورها بصناعة المنسوجات الكتانية، نظرًا لرقتها ونعومتها التي تقارب نعومة الحرير، فكانت المنسوجات والملابس ضمن الهدايا المتبادلة بين فراعنة مصر وملوك العالم القديم، وبرع القدماء في غزل ونسج وصباغة ألياف الكتان منذ عصورهم المبكرة، بالإضافة إلى تمكنهم من تطريز منسوجاتهم، وبخاصة الملكية منها.


وكانت الملابس والمنسوجات لها مكانة خاصة في حياة المصريين القدماء وبعد مماتهم، وقد وضح هذا في حياتهم اليومية وفي أداء طقوسهم وشعائرهم، فالكهنة كانوا مميزين بزي معين وهم يؤدون الطقوس، كما أن الملك كان يرتدي أغلى وأفخم أنواع المنسوجات، وقد لعبت المنسوجات دورًا مؤثرًا في المعاملات الاقتصادية، وفيما يخص أماكن صناعة تلك المنسوجات فكانت تصنع في المعابد والقصور الملكية، والمنازل.


ويُعتبر القسم الفرعوني هو أكبر قسم، حيث يضم تماثيل خشبية تم تلبيسها أنسجة قديمة، كما تم تجهيز عدد من اللوحات التي توضح ملامح صناعة النسيج والطرق التي كان ينظف بها المصري القديم ملابسه، بالإضافة إلى واجهة زجاجية تحتوي على عدد من غيارات الأطفال الفرعونية مصنوعة من الكتان على شكل مثلث، وقطعة مستطيلة من القماش ربما استخدمت كبطانة للحفاضة، وبجوارها الحقيبة التي كانت تحتفظ فيها الأمهات بالغيارات.


ويعتبر النسيج اليدوي جزءا من التراث الجامع المساهم في الحفاظ على الطابع المميز للشخصية المصرية ومحفزًا للاستمرارية في استلهام جذور الموروث الحضاري للمجتمع، لذلك بذلت وزارة الثقافة جهودا كبيرة في تسجيله على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية.


ونجحت مصر في تسجيل النسيج اليدوي بالصعيد، ليصبح العنصر الخامس بعد "السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والممارسات المرتبطة بالنخلة" في اليونسكو.


وقالت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، إن تسجيل النسيج اليدوي بالصعيد على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو يعد إنجازا جديدا لمصر في مجال صون الهوية المصرية، مما يساعد على الحوار بين الثقافات، ومن شأنه رفع الوعي بالتراث الثقافي غير المادي وزيادة محصلة المعارف والمهارات الغنية التي تتوارثها الأجيال.


وأكدت القيمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يضمها ملف النسيج اليدوي باعتباره جزءا من التراث الجامع المساهم في الحفاظ على الطابع المميز للشخصية المصرية ومحفزًا للاستمرارية في استلهام جذور الموروث الحضاري للمجتمع.


وأشارت إلى جهود وزارة الخارجية في مساندة ودعم إدارة هذا الملف الهام، ووجهت الشكر للجمعية المصرية للمأثورات الشعبية برئاسة الدكتور أحمد مرسي على إعداد الملف للتسجيل على قوائم اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي العالمي (2003) ولممثلي مصر في الاجتماع الدكتورة نهلة إمام، خبير التراث الثقافي غير المادي، والمستشار وائل عبد الوهاب، ممثل وفد مصر باليونسكو، كما وجهت التحية والتهنئة لأهالي الصعيد الذين أبدعوا في الحفاظ على مفردات إرثهم الثقافي متمثلا في هذا العنصر الهام.