الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجاء إبراهيم تكتب: رجاء شخصي (5)

صدى البلد

من الذي يغير وجه التاريخ ؟  المؤمنون .. الحالمون ..العاملون..  قالها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في تأبين الشاعر الهندي محمد إقبال . فالحالمون هم الذين يجعلون التاريخ يقف أمامهم .!! استشعرت هذه الكلمات وتلك الفكرة حقيقة أمام عيني بل وعشتها ولمستها بيدي وأنا أركب التلفريك المصري في مدينة الجلالة الجديدة بالعين السخنة ، تلفريك جبل الجلالة الذي يبلغ طوله أربعة كيلومترات وثلاثة مائة وخمسة وسبعون مترا ، وهو الثالث من نوعة في مصر ويضم تسع عربات جاهزة للعمل وكل عربة من عربات التلفريك سعتها ثمانية أفراد ويصحبهم التلفريك في رحلة زمنية مدتها خمس وعشرون دقيقة ذهابا وايابا قاطعا جبل الجلالة الذي يبلغ ارتفاعه ألفا ومائتي متر عن سطح البحر ، وهو ذلك الجبل الذي عبره ( كما يروي ) سيدنا موسي لينجو بقومه من فرعون وجوده.


تجلي المولي عز وجل لسيدنا موسي عندما حلم بالنجاة من الطاغية ولم يهرب ، فانشق له البحر وتحول الي يابسة ، وهكذا دائما الحالمون يسجلهم التاريخ نورا يهتدي به البشر .نفسها الروح التي جعلت المصريين يطوعون الجبل ، جبل الجلالة لصالحهم فشيدوا فيه الجامعات والفنادق والتلفريك يعلو شاهدا في اعالي السماء .كثير منا ركب التلفريك في دول العالم ، ركبته في بيروت ولندن وماليزيا ولكن تلفريك الجلالة له مذاق مختلف ومتعة اخري !! فالحلم مصري والايدي  المنفذة مصرية وفي ذلك كل المتعة . ومن وحي رحلة قصيرة لمدينة الجلالة برزت الفكرة في عقلي ( إنهم الحالمون من يغيرون وجه التاريخ ) بالامس كانت العين السخنة جبالا مهجورة مرعبة لناظريها واليوم باتت عامرة بالبشر . والحالمون في مصر كثر وعشاقها أكثر ومنهم الشاعر والاعلامي الدكتور جمال الشاعر الذي نادي مؤخرا بتحويل قصر عابدين الي  متحف علي غرار متحف اللوفر بباريس ، قصر عابدين الذي يعد شاهدا علي حقبة تاريخية هامة من تاريخ مصر الحديث  وتحتاج الفكرة إلى حالم اخر يؤمن بها ويراها حقيقة لتكون. رجاء شخصي : الي كل مسئول وصاحب قرار يحمل بداخله روح الحالمين وايمانهم ان يلبوا النداء ويعملوا علي تحويل حلم الشاعر / جمال الشاعر بقصر عابدين الي اللوفر المصري ولعلها تكون البداية في تحويل القاهرة الخديوية إلي متحف مفتوح مثل روما وغيرها من عواصم العالم .