الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحى حسين يكتب: إسرائيل والجامعة العربية

صدى البلد

سؤال تبادر في أذهان الكثير من المراقبين في البلدان العربية ،بعد إعلان عدد من الدول العربية مؤخرا التطبيع مع إسرائيل ،واقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني البغيض  ، والسؤال هو : هل ستصبح إسرائيل عضو بجامعة الدول العربية ؟! 

فقد قامت مؤخرا كل من البحرين والامارات والمغرب والسودان بالتطبيع مع إسرائيل بشكل كامل واقامة علاقات تجارية واقتصادية معها ،الا ان هذا الأمر ربما تحول الي وباء خطير يفوق في تأثيره وباء كورونا المنتشر في هذه الايام حول العالم والذي ربما سوف ينحسر قريبا او بعد حين من الدهر ! ولكن التطبيع مع إسرائيل لن يمحوه الزمن وانما سيبقي ابد الدهر وسوف يشهد عليه التاريخ لا محالة! 

فضلا عن تأثيراته الخطيرة علي نسيج الأمة العربية واضعاف صمودها واستمرارها  وربما وحدتها في ظل الامبريالية الأمريكية والصهيونية الاستعمارية التي تسعي الي القضاء علي الهوية العربية والاستيلاء علي مقدراتها، فضلا عن القضاء علي القضية الفلسطينية وضربها في مقتل.!
ويعرف التطبيع بانه أحد المصطلحات السياسية التي تشير الي جعل العلاقات طبيعية بين الدول بعد توتر العلاقة بينها لأي سبب من الاسباب !

 وهذا يعني ان التطبيع مع إسرائيل يعني جعل علاقات دول العالم طبيعية مع إسرائيل بعد كافة المجازر والاعتداءات التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني والعربي! وعلي الرغم من ممارسات إسرائيل اليومية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل واحتلالها لاراضي عربية بقوة الإرهاب الدموي وتمارس حرب التهويد والاستئصال علي أرض فلسطين وغيرها الا ان عدد من  الدول العربية تسعي الي التطبيع الكامل مع الدولة الصهيونية، علي حساب القضية الفلسطينية ودماء الشهداء الذين ضحوا بانفسهم وديارهم واولادهم لاجل استعادة الأرض والعرض! 

واذا تحدثنا عن التطبيع مع إسرائيل وفوائده كما جاء علي لسان رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وهي :" الأمن والقلب والجيب" ! حسب تعبيره، واضاف : بأن التطبيع مع الخرطوم سيفتح منافع للاسرائليين اقتصادية وامنية كبيرة لا محالة ،فضلا عن العادة السودان عن الحلف الايراني!

علاوة علي أن السودان سوف يفتح لها ابوابا للتعاون الاقتصادي مع مؤسسات العالم المالية ، فضلا عن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للارهاب وامكانية استعانة الخرطوم بالتقنية الاسرائيلية  المتطورة في مجال الزراعة بما يسهم في زيادة الانتاجية الزراعية وتنوع المحاصيل، بالنظر الي ان السودان يملك مساحات واسعة من الاراضي الزراعية! وقال نتنياهو بأن مزيدا من الدول العربية ستلحق بركب التطبيع!

كما أن معظم القيادات في السودان تري انه لا نهاية لأزمات السودان إلا بالعودة للمجتمع الدولي وانه امام الضغط الأمريكي فان العودة للمجتمع الدولي لن تتم إلا عبر التطبيع مع إسرائيل! فكما قال الشاعر العربي أبي القاسم الشابي :" نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا"!