الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأيدي الناعمة لبنت الصعيد.. ولاء عطا من تحت الصفر لصاحبة شركة مقاولات: فخورة بنجاحي.. صور

ولاء عطا تحدت نفسها
ولاء عطا تحدت نفسها بالعمل في مجال البناء

جاءت قبل سنوات من صعيد مصر حاملة معها أحلامها وطموحها في النجاح الدراسي البعيد عن مجال الهندسة، حتى تحول الحلم إلى آخر، وهو النجاح في مجال العمل، التي فضلت أن يكون المعمار، تبدلت يدا ولاء عطا الناعمة بأخرى ذات ملمس خشن لا يقدر على معالجتها أي مرطب، تعلوها الأظافر ذات اللون الأحمر الأنثوي، وبعد سنوات من العمل في مجال فرد المادة "المحارة" بيديها نجحت في تدشين شركة خاصة بالبناء والاستشارات الهندسية.


تروي ولاء عطا، قصة نجاحها لـ «صدى البلد»، وتسترجع ذكرياتها التي ترجع إلى التحاقها بالدراسة في مكان نشأتها بنجع حمادي محافظة قنا، حتى الصف الثالث الثانوي، وعند الالتحاق بجامعة الأزهر لدراسة الدراسات الإسلامية قسم علم نفس، عام 2007، جاءت إلى القاهرة متزوجة في الصف الأول، لتصبح أم لابنها الأول في غضون عدة أشهر، وتقول ولاء: "اضطريت أنزل شغل عشان مسئولية ابني مع الدراسة".



عملت ولاء في عدة مجالات أولها حضانة لتكون على قرب من ابنها، ثم في مدرسة، ومكتب مقاولات، ومكتب هندسي، وطباعة، التنقل بين عمل لآخر لم يكن حلا مرضيا بالنسبة لها، "كنت عاوزة شغل مستقر عشان اعرف أراعي ابني"، ومع انتهاء مرحلة الدراسة الجامعية رزقت ببنتها الثانية، وهنا كان العمل بالنسبة لها أمرا غير ترفيهي.


تروي ولاء ذكرياتها مع هذه المرحلة، وتقول: "في عام 2011 كان التعيين بتاعي بـ 600 جنيه وده مبلغ غير مرضي لاحتياجات بيتي كأم"، لهذا قررت الاستمرار في عمل مجال المقاولات، لتتبدد أحلامها السابقة بتحضير الماجستير والدكتوراه، "مفيش فلوس وقتها"، استمرت ولاء في مجال المعمار برغم الركوج الاقتصادي الذي حدث في مصر بسبب تداعيات ثورة يناير، وتقول: "مرت عليا كل الظروف والحمدلله قدرت أثبت نفسي".




عام تلو الآخر، يظهر آثاره على يدها التي سادها الملمس الخشن، "كل خط في ايدي دليل على تعبي مش بيضيع بالكريمات والمرطبات"، حيث عملت بيدها في مجال المقاولات والمعمار "شغل محارة"، وفي عام 2013 تأثرت بفترة الركود أيضا، ما اضطرها للعمل بيدها مجدا في مادة الواجهات، وتقول: "مجال فرد المادة اللي هو المحارة مفيش واحدة بتشتغله بإيدها".


بمرور هذه الأعوام، تمكنت ولاء من التميز في مجال المعمار، وتنفيذ المطلوب باحترافية، حتى أصبحت مطلوبة بالاسم للعمل، مما اضطرها لإنشاء مكتب هندسي في عام 2015، ثم تم توسيعه إلى مكتب أكبر حتى دشنت شركة موثقة رسميا، وتوضح: "شركتي لها سمعتها في مجال المقاولات والبناء ودخلت المجال بعد ما دعمت نفسي بكورسات ودبلومات وعمل في مكاتب استشارية، كنت باخدد شغل من غير فلوس عشان أتعلم دلوقتي مهندسين بيجوا يتدربوا عندي".




برغم أنها امرأة في مجال عمل (للرجال فقط) إلا أنها استطاعت الفصل في أماكن العمل، ومع العمال الذين باختلاف المكان تلاحقها أسئلتهم عن سبب عملها وهي سيدة ولماذا تعمل بيدها، وغيرها من الأسئلة لتي تفضل عدم إيضاح إجابة لهم، وتبرر: "ده شغلي وبحبه ومش مضطرة أبرر لحد سبب عملي، الست مضطهدة في المجال ده لكن ربنا مضيعش تعبي وزي ما في ناس هاجمت في ناس شجعتني".


تصف الطائفة التي تخصصت بالعمل معها بأنها الأكثر صعوبة، "كلهم رجال وصنايعية"، برغم اعتبار البعض أنها شخصية نسائية قوية من اللواتي يفضلن الدفاع عن عمل المرأة، إلا أنها تنصح كل سيدة غير مضطرة للعمل بالاستمتاع بالبقاء في المنزل، وتقول: "استمتعي بالبيت، وأنا أشجع أي واحدة طموحها تخوض أي مجال هي عاوزاه".