الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيثم الحاج: الخطاب من جانب واحد بأسلوب الفرض لا العرض أسوأ أنواع التواصل

فعاليات اليوم، للدورة
فعاليات اليوم، للدورة التدريبية للأئمة المصريين والسودانيين

تواصلت فعاليات اليوم، للدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمحاضرة للدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ، تحت عنوان "فن الإلقاء"، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية ، والضوابط الوقائية، والتباعد الاجتماعي. 

في بداية محاضرته أكد الدكتور هيثم الحاج أن العرب كانوا يتمتعون بذاكرة حفظ قوية، فمن خلال هذه الذاكرة حُفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ودواوين الشعر العربي، حتى ظهر عصر التدوين ، وشهدت الكتابة تطورًا هائلًا ورائعًا ، واستوردت اللغات الأخرى من اللغة العربية ما يزيد عن (١٠٠) ألف كلمة من اللسان العربي ، مفرقًا بين اللغة وبين الكلام وبين اللسان ، فاللغة هي: القواعد التي ينتظم عليها كلام الناس بتوافقهم على إيقاع الألفاظ على المعاني، بينما اللسان هو: كل ما يستخدم في التواصل داخل المجتمع، أما الكلام فهو: مفردات اللغة.

وأضاف أنه ينبغي للداعية أن يكون واسع الثقافة غزير المعلومات في مناحي العلوم المختلفة، لا سيما علم اللغة إذ هي أساس التواصل بين أفراد المجتمع، وأصل لفهم مقاصد الدين، وأساس لصناعة الهوية والمحافظة عليها، مبينا أن التواصل الجيد ينبغي أن يكون من الجانبين، جانب المرسل وجانب المستقبل.

وأشار إلى أن أسوأ أنواع الخطاب أن يكون من جانب واحد بأسلوب الفرض لا العرض، يقول تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وكلما كانت لغة الداعية قوية كان التواصل قويًا، وجاذبًا للمتلقي فاللغة قاسم مشترك وجانب قوي بين المتلقي والمرسل، والمعاني المضمرة داخل اللغة تحوي أسرارا عديدة .

وبين أن مخاطبة الناس على قدر عقولهم قضية محورية من قضايا العصر، وأن هناك مشاكل عدة قد تظهر بسبب عدم موافقة الكلام لمقتضى الحال، فتحدث قطيعة بين الخطاب وبين بعض شرائح المجتمع ، وقد خاطب النبي ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بما يفهمون فقال‏: لَيْسَ مِنْ ‏امْبِرِّ ‏امْصِيَامُ فِي ‏امْسَفَرِ، وموضحًا أنه قد تكون رؤيتك صحيحة لكن هناك رؤيا أخرى ينبغي أن تكون بجانب رؤيتك.