الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هزمت السرطان بمنتجاتها.. شاهد قصة ملهمة لمهندسة ستينية وموقف لن تنساه من الرئيس السيسي

مهندسة الديكور، أمل
مهندسة الديكور، أمل حلمي

منذ صغرها تجلس مهندسة الديكور، أمل حلمي، صاحبة الـ 60 عامًا لساعات في وقت فراغها تبدع في مجال الأشغال اليدوية خاصةً بعد خروجها على المعاش ككبير مهندسين بالهيئة العامة للتأمين الصحي سابقًا.

تحكي «أمل» لـ «صدى البلد» قصتها قائلةً: «أعشق الفنون منذ طفولتي، وساعدني على ذلك اهتمام معلمي بها في مدرستي الحكومية منذ المرحلة الابتدائية، وتطور الأمر معي كثيرًا إلى إنتاج العديد من المنتجات المتنوعة بخامات مختلفة».

«مغرمة بكل الخامات والأدوات» .. هكذا تعبر أمل حلمي عن إنتاجها المتنوع من الأشغال اليدوية بخامات مختلفة كالكروشيه والجوخ والخوص والأقمشة المختلفة، والتي تظهر في صورة شنط للكبار والأطفال واكسسورات وعبارات محفزة على كروت أو براويز أو قلل صغيرة الحجم.

يعد الحفر على الزجاج يدويًا العمل المفضل عند المهندسة أمل سواء أهدته بعد ذلك لعروسين جديدين أو غيرهما، كما تبدع أيضًا في تصميم و تنفيذ السجاد اليدوي وكذلك المرايا واللوحات النحاسية و الزجاجية وصولًا إلى عمل كرات آمنة للأطفال ومشغولات وخاصة بكافة المناسبات كالكريسماس. 

«عملت البلكونة اتيليه» .. بهذه الجملة توضح أمل حلمي مدي حبها للأشغال اليدوية، حيث تستغل أوقات فراغها من العمل أو الاهتمام ببناتها الثلاثة أو سفر زوجها للعمل في قضاء الوقت بين منتجاتها وخدماتها لتبدع في إنتاج مشغولات تهديها غالبًا لكل احبائها.

الجوخ من أجمل المواد اللي اكتشفتها أمل بسبب كتاب أعطته لإحدى بناتها في الصغر فاستمتعت الصغيرة بصوته وهي تقطعه، فخشيت الأم التي تحب القراءة وتعشقها من عدم احترام الطفلة للكتاب في المستقبل، فصنعت لها كتاب من قماش الجوخ، ومن خلاله دلت ابنتها على حب القراءة وتصفح الكتاب التفاعلي بغرض الاطلاع وحب الكتابة.


«صنعت من فستان فرحي 3 فساتين لبناتي» .. كان هذا من أكثر الأشياء التي تعتز الأم بصناعتها لأبناتها، ورغم اهتمامها بالأشغال اليدوية منذ ما يزيد عن 50 عامًا إلا أنها دائمًا ما تحاول تعلم كل جديد ولا تخشي الخطأ أبداً، فتنزل لشراء الخامات بنفسها من الأسواق المصرية المليئة بالكنوز كما تصفها، وتوضح أن الشراء منها يعلم، وأن مواقع الانترنت سهلت الكثير. 


تجربة السفر أفادت الأم الستينية قبل زواجها، وبعد تخرجها من كلية الفنون التطبيقية دفعة 1982، حيث عملت في الكويت لمدة سنتين في تدريس الديكور، وهناك تعلمت الرسم على النحاس قبل انتشاره وتداوله، كما طورت من نفسها أيضًا في مدة سفر استغرقت سنتين أيضًا في البحرين، إلى أن عادت لمصر لتلتقي بحبيبها وشقيق عمرها، فيتزوجان وهي في الـ 29 من عمرها. 


حاربت أمل السرطان وهزمته وهي في الخمسينيات من عمرها، وعن ذلك تقول: «كانت تجربة صعبة، لكن ما بقتش افتكر في تفاصيلها دلوقت مع محافظتي على المتابعة، والفضل لربنا وأكثر شخص ساندي بجانب عائلتي هو زوجي، فهذه التجربة جعلته أكثر حنية علي وأقل صرامة، ودفعتني تجربة المرض إلى العمل التطوعي، فبدأت أعطي كورسات مجانية لمحاربي السرطان من الكبار والصغار، وكان اعتمادي الأساسي مع مركز الأورام خاصةً بهئية التأمين إن كل شخص يعمل منتج لنفسه يفرح بيه ويسعده». 


«قولته من بعيد يا ريس المدينة محتاجة مركز ثقافي، وقبل ما ينتهي المعرض المسؤولين كانوا بيعملوا معاينات وبيختاروا موقع للمركز الثقافي».. بهذا الكلمات تحكي أمل موقف لن تنساه وتعتز به أثناء مشاركتها في معرض تراثنا 2020، مضيفًا: «تراثنا معرض في منتهي الإبداع وأضافلي كتير، وكفاية إني شوفت الرئيس في يوم، والسيدة حرمه في يوم تاني، وقد إيه الواحد بيكون سعيد لما يقابل ناس قلبها جميل وراقي رغم إني أنا فين من كل الأعباء اللي عنده، وهذا ما سبب لي سعادة عامرة بمنتهي الصدق». 


تختتم المهندسة أمل حلمي: «نفسي في أمرين فقط، الأول: أن يكون أسفل كل كوبري مكتبة تحبب ولادنا في القراءة وأهميتها الضرورية، ثانيًا: ورشة لكل صاحب مشروع متناهي الصغير، ولو 30 متر يقدر يتوسع من خلالها، فلن يكون العمل من البيت مفيد لي، خصة أني أريد التوسع وجمع ناس تعمل معي».