الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: واجب الوقت تجاه مرضى كورونا

صدى البلد

جاءت عاصفة كورونا لتغير أنماط حياتنا وعاداتنا بشكل كبير، حيث الامتناع عن العادات الاجتماعية المألوفة من التقبيل والمصافحة وغيرهما.
كذلك تغيرت معها مفاهيم الزيارات الاجتماعية والود والتقارب ليحل الهاتف محل الزيارة والمناسبات لدى الكثير.. ولكن هذا لا يمنع أن البعض ما زال يستهتر بالقواعد الصحية العامة من التباعد الاجتماعي والحرص على النظافة الشخصية وغسل الأيدي بالماء والصابون.

ولكن ما خلفته تلك الجائحة من أزمات نفسية خطيرة ، حيث الوفاة بلا سرادقات عزاء أو اجتماعات، لقد كان وجود المحبين إلى جانب أهل الفقيد له جانب نفسي ملموس يخفف وطأة الصدمة وجرعة الأحزان في فترة العزاء، خصوصًا أن الفرصة سانحة  للتعبير بالكلام أو البكاء بوجود المحبين في فترة العزاء ثم في الزيارات التي تليها فيتخطى مرحلة الصدمة والنكران بسهولة كبرى وصولًا إلى مرحلة الاقتناع والغضب وتقبّل الواقع. 

وعدم وجود هذه العادات التي لها حيز مهم في حياتنا، له تداعيات كثيرة من الناحية النفسية سواء لجهة فكرة عدم إقامة دفن لائق بشكل يتم فيه إكرام الميت، بحسب ما يفكر أهله في مثل هذه الظروف أو عدم حصول العزاء خلال أيام عدة يحصل فيها المحبون على المواساة. هذا ما يزيد من صعوبة هذا الواقع على أهل الفقيد والقدرة على تقبله بحيث تمر مراحل الحداد بصعوبة كبرى، خصوصًا أن الوحدة تزيد من هذه الصعوبة ومن المشاكل النفسية التي يمكن التعرض لها.

ومن أخطر ما خلفته أزمة كورونا" التنمر الاجتماعي" الملموس ضد مريض كورونا ومعاملته من قبل المجتمع بصورة توحي بالعنصرية البالغة
علينا أن ندرك الحقائق التالية:
أولا: تجاهل مريض كورونا بالكلية وعدم الاتصال به تخلق له أزمة نفسية بالغة الخطورة قد تؤدي لعواقب وخيمة بعد الشفاء وتسبب له الإحباط والاكتئاب وغيرهما.
ثانيا: لابد من الدعم المعنوي القوي لكل مرضى كورونا حيث الاتصال الهاتفي إن أمكن، وكذا المشاركة الوجدانية والقلبية بالدعاء والتضرع بالشفاء.
ثالثا: مراعاة الجانب النفسي لأسرة المرضى حيث المشاركة الوجدانية والنفسية وعدم إشعارهم بأنهم سبب في الوباء.

رابعا: التكافل المادي ضروري جدا في هذه المرحلة لكل فقير ومحتاج من أسر المرضى وإيصاله لهم بأي طريقة لا تجرح كرامتهم ،فالمرحلة أيضًا في غاية الصعوبة وتخلق أزمة نفسية لهم لعدم القدرة على الوجود مع الشخص من جهة إذا كان مصابًا بكورونا.
 
قال ﷺ: «صنائِعُ المعروفِ تَقِي مصارعَ السُّوءِ، و الصدَقةُ خِفْيًا تُطفِئ غضبَ الرَّبِّ». 
الدعم المالي في ظلِّ هذه الظُّروف سببٌ لدفع البلاء، وكشْف الضُّر، وسعة الرّزق؛ قال ﷺ: «إنَّمَا تُنصَرُونَ وتُرزَقُونَ بِضُعَفَائِكُم».
وقال ﷺ: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَىٰ جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ».
 
خامسا: الدعم النفسي في المستشفيات والمتابعة النفسية في أقسام خاصة للتخفيف من وطأة الضغط النفسي الذي يمر فيه من يخسرون شخصًا عزيزًا في مثل هذه الظروف و ينتج عن ذلك قلق وخوف واكتئاب.