الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جولة مصارعة أخيرة بين ترامب والكونجرس.. فيتو رئاسي لتعطيل مشروع قانون الإنفاق العسكري.. النواب أقروه بأغلبية كبيرة.. وبيلوسي تتعهد بتمريره رغم أنف الرئيس المهزوم

دونالد ترامب ونانسي
دونالد ترامب ونانسي بيلوسي

 فشل الكونجرس في تمرير قانون الدفاع الوطني اول مرة منذ 60 عاما 
الكونجرس يحتاج إلى أغلبية الثلثين لتمرير القوانين التي يعترض عليها الرئيس
ترامب: مشروع قانون ترخيص الدفاع هدية للصين وروسيا
بيلوسي: فيتو ترامب عمل متهور يضر بقواتنا المسلحة ويعرض أمننا للخطر

للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق النقض "الفيتو" للاعتراض على مشروع قانون ترخيص الدفاع الوطني الذي يتضمن موازنة إنفاق عسكري بقيمة 740 مليار دولار وأقره الكونجرس في وقت سابق من الشهر الجاري.

وبحسب شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يعترض ترامب على نصوص في مشروع القانون تقيد خطوات سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وأوروبا وكوريا الجنوبية، وتزيل أسماء قادة الحقبة الكونفدرالية من القواعد العسكرية.

وأقر نواب الكونجرس الأمريكي بمجلسيه، النواب والشيوخ، قانون ترخيص الدفاع الوطني بأغلبية كبيرة، ويمكنهم تجاوز اعتراض الرئيس عليه إذا ما صوتت أغلبية ثلثي النواب على تمريره بعد الفيتو الرئاسي.

وتحتاج التشريعات التي يقرها الكونجرس إلى توقيع الرئيس الأمريكي لتصبح قانونا. وفي حالات نادرة، قد يختار الرئيس استخدام حق النقض ضد التشريع بسبب بعض الخلافات السياسية.

ويمكن لنواب الكونجرس تجاوز الفيتو الرئاسي عن طريق حشد ثلثي الأصوات في غرفتي الكونجرس معًا، ما يسمح لمشروع القانون بأن يصبح قانونا على أي حال دون قدرة من الرئيس على إبطاله.

وإذا لم يتجاوز الكونجرس فيتو ترامب في هذه الحالة، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ 60 عاما، التي لا يصبح فيها مشروع قانون ترخيص الدفاع الوطني قانونا.

وفي العادة، لا يقدم رئيس أمريكي منتهية ولايته على خطوات كبرى ذات تأثير جوهري على السياسة وسير العمل في البلاد أثناء الشهور الفاصلة بين ظهور نتيجة الانتخابات ومغادرته البيت الأبيض، لكن ترامب الذي دأب على ضرب عرض الحائط بكل الأعراف المتبعة لا يمانع في خلق مأزق جديد يُضاف إلى معركة الانتخابات الرئاسية التي لم تضع أوزارها بعد بالنسبة له، وإلى التبعات الموجعة اقتصاديًا واجتماعيًا لأزمة فيروس كورونا.

ووصف ترامب التشريع الذي جاء في 4500 صفحة بأنه "هدية للصين وروسيا". وقال في بيان "لسوء الحظ، فشل مشروع القانون في تضمين تدابير الأمن القومي الحاسمة، وتضمن أحكاما لا تحترم قدامى محاربينا وتاريخ جيشنا، ويتعارض مع الجهود التي تبذلها حكومتي لوضع أمريكا في المرتبة الأولى في إجراءات الأمن القومي والسياسة الخارجية".

وقال ترامب أيضا إن إجراءات مشروع القانون للحد من إعادة القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان وألمانيا وكوريا الجنوبية إلى الوطن لم تكن "سياسة سيئة فحسب، بل إنها غير دستورية".

من جانبها، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن المجلس سيصوت في 28 ديسمبر الجاري على تجاوز فيتو الرئيس دونالد ترامب ضد الميزانية الدفاعية بقيمة 740 مليار دولار.

ووصفت بيلوسي فيتو ترامب على مشروع القانون بأنه "عمل متهور يضر بقواتنا المسلحة ويعرض أمننا للخطر"، وخاصة في الوقت الذي "تتعرض فيه بلادنا لهجوم سيبراني واسع النطاق".

وأَضافت أن تصرفات ترامب "غير مسؤولة"، وأن عرقلته تبني قانون الميزانية تتعارض مع القيم الوطنية الأمريكية وتحرم الولايات المتحدة مع حلفائها من "أدوات حماية الأمن العالمي".

وشددت على أن مشروع القانون يحظى بدعم من الحزبين، وأن الكونجرس كان يصوت على الميزانية الدفاعية خلال الـ 60 عاما الأخيرة من دون أي عوائق.

وقبيل استخدام حق النقض الرئاسي أمس الأربعاء، حذر بعض مستشاري الرئيس المنتهية ولايته من استخدم الفيتو ضد مشروع القانون، حيث من المتوقع أن ينقضه الكونجرس.

واستخدم ترامب حق النقض ضد ثمانية مشاريع قوانين، أُيدت جميعها بدعم من زملائه الجمهوريين في الكونجرس.

ويحدد مشروع قانون ترخيص الدفاع الوطني سياسة وزارة الدفاع. كما أنه يحدد القرارات التي تؤثر على نشر القوات وتدابير أمنية الأخرى.

وكان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، واحدا من بين كثيرين من حزب ترامب الجمهوري الذين دافعوا عن مشروع القانون حتى عندما هدد ترامب برفضه.

وعلى الرغم من أن ماكونيل كان حليفا قويا لترامب خلال فترة ولايته، قال النائب المخضرم إن التشريع السنوي يجب أن يمر. واتفق ماكونيل مع زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، تشاك شومر، بالفعل على إجراء تصويت جديد الأسبوع المقبل.

وكتب شومر في تغريدة على تويتر: "لقد استخدم دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) فقط ضد زيادة رواتب جنودنا حتى يتمكن من الدفاع عن القتلى من خونة الكونفدرالية"، مضيفا "الديمقراطيون سيصوتون لتمريره".

ورفض ترامب مرارا دعوات لإعادة تسمية القواعد التي لها علاقة بزعماء الحقبة الكونفدرالية - مجموعة الولايات الجنوبية التي كانت تملك العبيد وانفصلت عن الاتحاد، ما أشعل فتيل الحرب الأهلية الأمريكية.