الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس لا ينحني أبدا.. كيف غير فلاديمير بوتين روسيا إلى الأبد خلال 20 عاما من الحكم؟

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

مع مرور 20 عامًا على حكم فلاديمير بوتين لروسيا الاتحادية، بدأت موسكو عام 2020 بحالة من عدم اليقين السياسية، وعمل الرئيس الروسي، على تعزيز مستقبله في الحكم، وانتهى العام بتسميم مزعوم للمعارض الروسي، أليكسي نافالني.

تقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن روسيا بدأت عام 2020 بدخولها في ضباب عدم اليقين، حيث واجه فلاديمير بوتين شرطًا دستوريًا يحد من عدد فتراته في كرسي الرئاسة، والذي كان من الممكن أن يقلص أطول فترة حكم قضاها أي زعيم في الكرملين منذ عهد الزعيم السوفيتي، جوزيف ستالين.

في يناير الماضي، عقب استقالة الحكومة الروسية، برئاسة دميتري ميدفيديف، أسند بوتين منصب رئيس الوزراء لمفتش ضرائب مغمور، وهو ميخائيل ميشوستين، بهدف حصر أي تهديد سياسي ضده بشكل دقيق، وفي شهر يوليو أجرى بوتين استفتاءًا على الدستور أمن لنفسه من خلاله حق الترشح للرئاسة لولايتين أخريين بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2024.

وفي ظل اندلاع مظاهرات في مدينة خاباروفسك أقصى شرق البلاد، تعامل بوتين مع أكثر المعارضين الذين يشكلون تهديدًا له، بتسميم المعارض الروسي الشهير، أليكسي نافالني، بغاز نوفيتشوك المثير للأعصاب. كما لم تقتصر خطط الرئيس الروسي على الأوضاع الداخلية فقط، فكانت الخطط يتم وضعها وتنفيذها في الخارج أيضًا، حيث اتُهمت روسيا بدفع مكافآت لقتل القوات الأمريكية في أفغانستان، وواجهت اتهامًا آخر باختراق مؤسسات حكومية أمريكية من خلال القراصنة الروس.

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، سيكون لديه الكثير للقلق بشأنه، لدى صعوده إلى السلطة في يناير المقبل، سواء مواجهة وباء كورونا، والاقتصاد الضعيف، أو الناخبين شديدي الاستقطاب المتمثلين في أنصار الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ولكن مثله مثل أسلافه السابقين، سيضع روسيا في محور اهتماماته أيضًا.

 كيف غير بوتين روسيا إلى الأبد؟

في 7 مايو عام 2000، أدى فلاديمير بوتين، اليمين الدستورية كرئيس لروسيا، وكان ذلك أول حفل تنصيب من بين أربع عمليات تنصيب في روسيا، وذلك بعد أن استقال الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، بشكل غير متوقع، وفوض رئيس وزرائه، بوتين آنذاك إلى منصب نائب الرئيس.

وعندما أجريت الانتخابات، فاز بوتين الذي كان يعتبر خليفة يلتسين بأكثر من نصف الأصوات بقليل، وهي أغلبية ضئيلة حالت دون جولة الإعادة وتغير مسار روسيا من وقتها بشكل لا يمكن تخيله.

تقول سوسان جلاسر الخبيرة في الشأن الروسي: "إذا سألتني أو سألت أي شخص قبل 20 عامًا عما إذا كان فلاديمير بوتين سيصبح الزعيم الروسي الذي سيبقى في الحكم لأطول مدة ممكنة منذ جوزيف ستالين، فمن المحتمل أن يكون الرد إما صمتًا لا يصدق، أو ضحكًا صاخبًا، فعندما صعد بوتين إلى الكرملين، كان الروس يرونه شابًا واضحًا ورصينًا، وكان الرئيس الشاب حينها يتحدث عن الإصلاح الضريبي في البلاد والتغلب على الفساد وإعجابه بأوروبا وتنمية الاقتصاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وبعد عقدين من الزمان، أصبحت روسيا مرة أخرى دولة تعتمد على البترول برئاسة زعيم مُسن وتكافح تقليد سلطوي يعيق تطورها السياسي واقتصاد مليء بالفساد ويعتمد بشكل كبير على استخراج الموارد الطبيعية.

من ناحيتها، رأت أولجا أوليكر الصحفية والكاتبة الروسية، أن الروس يبدون لها أنهم ينظرون إلى فلاديمير بوتين كما ينظر العالم إلى الولايات المتحدة، موضحة أن الروس ممتنون لما فعله بوتين لهم في الماضي، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن الشعب بات خائفًا من المستقبل، أو بعبارة أخرى لا يرون بديلًا لبوتين.

ولفتت أولجا إلى أن الرئيس الروسي أحدث تغييرًا حقيقيًا في روسيا وأنشأ نظامًا يعتمد بشكل غير عادي عليه شخصيًا، فهذا النظام يستمر فقط طالما بقي بوتين في السلطة.

 رئيس لا يمكن أن ينحني

وسلطت "فورين بوليسي" الضوء على كتاب لكاثرين بيلتون، الذي تناول تعاون بوتين مع وكالة المخابرات الروسية، للسيطرة على البلاد قائلة: "أفضل نظرة ثاقبة من سطر واحد سمعتها من والد صديقي المنشق السوفيتي السابق، عن فلاديمير بوتين، والذي تعامل معه في ستينيات القرن الماضي في لينينجراد وهو أن "بوتين سيكون لديه دائمًا عقلية الجاسوس.. لا يمكن أن ينحني أبدًا".

وتطرق بيلتون في كتابها كيف تعاون بوتين مع زملائه في جهاز المخابرات لإحكام قبضتهم على السلطة في روسيا والتلاعب بمئات المليارات من الدولارات من التدفقات المالية ونشر النفوذ الروسي في الغرب.