الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يستهدف البشر من روائحهم.. كيف يتسبب البعوض في وفاة نصف مليون شخص سنويًا؟

أرشيفية
أرشيفية

من المعروف عن البعوض أنه يعيش على امتصاص دم الإنسان، ولكن من غير المعروف عن تلك الحشرات، أنه من بين أكثر من 3 آلاف نوع منها، يوجد عدد صغير فقط تطور ليعيش على امتصاص دم الإنسان.

وتشير شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية في تقريرها عن هذا النوع من الحشرات، إلى أنه من غير المعروف حاليًا كيف يقوم البعوض بتعقب الإنسان بدقة، إلا أن التوصل إلى الطريقة التي يفعل بها ذلك ترجع أهميتها إلى أن البعوض لا يجعلنا نشعر بالرغبة في الحكة فقط، فلدغة البعوض يمكن أن تحمل معها أمراض كثيرة مثل فيروس زيكا، وحمى الضنك، وفيروس غرب النيل، والملاريا، وغيرها من الأمراض المميتة.

وفي الواقع، فإن إيقاف عملية تتبع تلك الحشرات المزعجة لنا، يمكن أن تنقذ حياة نصف مليون شخص، يفقدون حياتهم سنويًا بسبب الأمراض التي تنتقل إليهم بسبب البعوض.

وتقول كارولين ماكبرايد، الزميلة المساعدة في علم البيئة والأحياء بجامعة برينستون لعلوم الأعصاب، في ولاية نيوجيرسي الأمريكية: "في كل حالة من تلك الحالات التي يتطور فيها البعوض للدغ الإنسان - وهذا يحدث فقط مرتين أو ثلاثة (وتقصد هنا أن البعوضة الواحدة يمكنها أن تستمر في لدغ الإنسان لمدة يومين أو ثلاثة فقط حتى تستكفي من الدم) - يصبح البعوض ناقلًا سيئًا للمرض"، ولذلك ترغب ماكبرايد في فهم كيفية تتبع البعوض البشر واستهدافهم.

قدرة البعوض على شم رائحة الإنسان

ضربت ماكبرايد مثالًا على ذلك بنوع البعوض المنتشر في مصر، والتي تسمى "الزاعجة المصرية" وهي بعوضة تطورت للدغ البشر على وجه التحديد، وتختار من تلدغه بناء على رائحته.

وتمتص إناث البعوض دماء البشر، لأنها تحتاجه لإنتاج بيضها، ولذلك، فإن معرفة كيفية قيام أنثى البعوض - التي من المحتمل أن تكون حاملة لمرض ما - بشم رائحة البشر، وتجاهل الحيوانات ذوات الدم الحار الأخرى، يعد سؤالًا أساسيًا لوقف نقل الأمراض للبشر.

من جانبه، قال البروفيسور، كريستوفر بوتر، المتخصص في علم الأعصاب بمركز البيولوجيا الحسية في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية الشهيرة، إنه بمجرد أن يصبح معروفًا للبشر كيف يقوم البعوض بشم رائحة الإنسان، سيكون من الممكن صنع مواد لإبعاد البعوض عن البشر بشكل أكثر فعالية، أو صناعة "طُعم" لجذب البعوض بعيدًا عن البشر وبالتالي إنقاذ المزيد من الأرواح.

وأضاف بوتر الذي يعمل على دراسة بعوضة معينة من بين أنواع البعوض التي تطورت وتستهدف البشر وهي من نوع "أنوفيليس" وتحمل مرض الملاريا، أنه في حال تمكن العلماء من التحكم في حاسة الشم لدى البعوض، سيصبح ممكنًا التحكم في أفعال البعوض نفسه".

 روائح الإنسان معقدة

وأكملت "سي.إن.إن" في تقريرها: "هذا ليس سؤالًا سهلًا للإجابة عليه، لأن رائحة أي حيوان مكونة من المئات من المركبات الكيميائية المختلطة معًا بنسب محددة".

وتضيف ماكبرايد في هذا الصدد: "المواد الكيميائية الفعلية الموجودة في رائحة الإنسان هي في الأساس نفس المواد الكيميائية الموجودة في رائحة الحيوانات، يختلف فقط النسب والوفرة لتلك المركبات لدى البشر".

وأشارت ماكبرايد، إلى أن أنثى البعوضة الجائحة تقوم بحسابات كيميائية معقدة في دماغها، لتفرق من خلالها بين الإنسان والكلب والزهرة، وتتجه إلى الإنسان لتتغذى على دمه.