EN 
متاحف وجداريات ومعالم أثرية، ومعابد تاريخية تعود إلى آلاف السنوات الماضية، هكذا تمتلئ محافظة سوهاج بالأماكن التي تتحدث عن تاريخ مصر قديمًا والحضارة المصرية البارعة في هندسة المعمار، حيث توجد مساجد تُعبر عن ذلك وبقوة.
وعندما نتحدث عن مساجد محافظة سوهاج التي تُعبر عن الهندسة المعمارية الإسلامية، يجب أن يأتي دور مسجد الأمير حسن، الذي فاق تصميمه تصميمات المساجد الحالية، والذي يُعد من المساجد القليلة جدًا بجمهورية مصر العربية، القائمة هندستها بالأخشاب.
يُعد مسجد الأمير حسن، الكائن بمدينة أخميم شرق محافظة سوهاج، من أهم وأقدم المساجد، التي يمر اليوم على تاريخ بنائه ما يقرب من ٣٢٠ عامًا، حيث يعود إلى عصر الدولة العثمانية، وبدأ العمل على إنشائه سنة ١١١٧ هجرية وانتهت الأعمال الإنشائية فيه سنة ١١٢١ هجرية.
تم بناء المسجد على مساحة ٦٤٨مترا، أقيمت جدرانه من الحجر بسُمك ٧٠ سم، وأعمدته من الخشب تحمل سقفًا خشبيًا مُزخرفًا، يأخذ المسجد شكل المستطيل وهو عبارة عن صحن مكشوف مُغطى بشخشيخة مُثمنة مصنوعة من الخشب، ويوجد به دكة خشبية بارتفاع ٢ متر من أرضيته بها سُلم كان يصعد عليه أمام المسجد قديمًا لإلقاء الخطبة.
"سبحان الله المسجد ده فيه روحانيات مش موجودة في غيره من مساجد كتير هنا"، بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد علي، أحد المُترددين على المسجد لأداء الفروض الخمس، حديثه مع "صدى البلد"، موضحًا أن "الأمير حسن" يُشعر الناس بعظمة الإسلام ومدى إتقان المعمارين قديمًا فنون المعمار الإسلامي العظيم، حيث إن الزخارف التي تُزين جميع الجدران والسقف الخاص بصحن المسجد، لم يستطع إنشاؤها إلا من كان يتقنها.
اقرأ أيضا:
وأكد السيد محمد، المشرف على المسجد، أن بعض أجزاء مسجد الأمير حسن تعرضت إلى التلف والتآكل من الخارج بسبب العوامل الجوية ومن الداخل، ولذلك تم ترميمه منذ ١٥ عامًا للحفاظ على تراثه الإسلامي النفيس.
وأشار إلى أن أعمال الترميم شملت واجهة المسجد التي بُنيت من الحجارة وترميم الأعمدة التي تُحيط بصحن المسجد من الداخل وعددها ١٦ عمود، موضحًا أن القائمين على عملية ترميم المسجد حرصوا على الاحتفاظ بالشكل الخارجي له، فتم ترميمه على ذات الشكل القديم للحجارة الخارجية بجدران المسجد.
