الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الملاذ الآمن بعيدا عن كورونا .. هنا يجتمع قادة العرب في 5 يناير لهذا السبب.. صور

مدينة العلا
مدينة العلا

تحتضن المملكة العربية السعودية حدثًا كبيرًا فى الخامس من يناير المقبل باستضافة القمة الخليجية فى دورتها الـ 41  فى خضم ظروف وأحداث متلاحقة تشهدها المنطقة بوتيرة متسارعة.

 

ولعل ما يميز هذه القمة اختيار موقعها الفريد من نوعه بمدينة العلا باعتبارها موقعا تاريخيا مشبعا بعبق التراث السعودي الذى يعود تاريخه لنحو 4 آلاف سنة، وأيضًا تعد إحدي الوجهات السياحية الجديدة التي سلطت عليها الأضواء خلال السنوات الأخيرة لما تحتويه من إرث تاريخي عظيم، وطبيعة جبلية ساحرة، وطقس مثالي خاصة في فصل الشتاء لا يمكن مقاومته فضلًا عن أنه يعتبر ملاذا آمنا بعيدا عن ضجيج كورونا.

 

فيها مدائن صالح.. ما لا تعرفه عن العلا

 

مدينة العلا تعد من أهم المواقع التراثية والحضارية في المملكة، وتحوي آثارًا عظيمة بعضها ظاهر وبعضها مدفون تحت الأرض، وفيها آثار موغلة في القدم كآثار قوم ثمود ومدائن صالح والحجر.

 

تتبع مدينة العلا لمنطقة المدينة المنورة، وتقع شمال غربي المملكة على الطريق التجاري التاريخي الرابط بين شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام ومصر، وتتوسط جبلين كبيرين، علي وادٍ خصب التربة يُزرع فيه النخيل والحمضيات والفواكه، كما تتوفر المياه الجوفية علي مسافات قريبة.

 

اقرأ ايضًا| الملك سلمان يوجه دعوة إلى أمير قطر للمشاركة في القمة الخليجية


والعلا هي نقطة التقاء بين حضارات الشرق الأدنى القديم وحاضرة التجارة القديمة، لوقوعها آنذاك على طريق البن والبخور والتوابل، فهي تقع على بعد 300 كيلومتر شمال المدينة المنورة، إضافة لقربها من حدود الشام، وعزز تلك المكانة قطار الحجاز الأثري لربط الشام بمكة الذي انطلقت أولى رحلاته على 1907.

 

وتشتهر مدينة العلا باسم عروس الجبال وعاصمة التاريخ والآثار لمناظرها الجبلية وارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 700 متر ولقدم تاريخها وكثرة مواقعها الأثرية، وقد عثر باحثون فيها على بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين عام 900 قبل الميلاد.

 

وفي محافظة العلا توجد “مدائن صالح”، أول موقع سعودي تضمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” إلى قائمتها للتراث العالمي، وهو موقع تاريخي عريق يزوره آلاف السياح سنويًا.

 

وتبلغ مساحة المنطقة الأثرية بمدائن صالح (13.4) كلم، وتُعد من أهم حواضر الأنباط بعد عاصمتهم البتراء، والآثار القديمة فيها تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركتها الأقوام المتعاقبة، وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية، ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح (131) مدفنًا، وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى عام 75 ميلادية.

 

ومن أهم المواقع الأثرية بالعلا: جبل عكمه، ومستوطنة المابيات القديمة، وممر المزحم، وجبل الحوار، وجبل الحويرة. ومن الآثار الإسلامية: محطة سكة حديد الحجاز، وهي المحطة التي أنشأتها الدولة العثمانية لخدمة الحجاج من مصر والشام، وقلعة الحجر الإسلامية، وقلعة موسى بن نصير، والبلدة القديمة.

 

وأسهمت الرؤية الملكية الثاقبة في تسليط الضوء بشكل أكبر على المدينة بعد القرار الملكي الصادر في عام 2017، بإنشاء هيئة ملكية لتطوير مدينة العلا، يرأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود. واشتملت الرؤية الملكية على تطوير البنية التحتية، مع التشديد في الحفاظ على تراثها وتاريخها، وإبرازه بالمرافق السياحية المتنوعة والمتوزعة حول طبيعة المدينة.