الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لإسعاد الصم والبكم وضعاف السمع.. فاطمة تترجم الفيديوهات وسمية تخاطبهم بالصور

فاطمة محمد وسمية
فاطمة محمد وسمية إسماعيل

الصم والبكم وضعاف السمع يستحقون منا كل الفخر والدعم وتسخير مبادرات لدمجهم في المجتمع ولو كانت بشكل فردي، فالله كرم كل عباده، ولم يخلق أحدًا منهم عبثًا، فمن حقهم أن يعيشوا حياتهم ويشكلونها حسبما يرون، متحدثين بلغتهم، ومعبرين عن كل مشاعرهم بها، فمن الواجب علينا فهمهم واستيعابهم، هذا ما أكدت عليه فتاتان أطلقتا مبادرات شبابية فردية لدعم ذوي القدرات الخاصة من الصم والبكم وضعاف السمع. 


أوضحت فاطمة محمد لـ «صدى البلد» الدافع وراء مبادرتها لترجمة فيديوهات لفئة الصم وضعاف السمع قائلةً:«ازاي ابقي أخصائية نفسية لذوي الاحتياجات الخاصة ومش عارفه لغة الإشارة ولا عارفة اتعامل مع الصم؛ لذا قررت تعريف الناس بلغة الإشارة بشكل أكبر والمساعدة على دمج أصحاب القدرات الخاصة من الصم وضعاف السمع في المجتمع الذين هم جزء كبير منه بالفعل، خاصة أنها من قرية لا يتكلم بالاشارة فيه غيرها».

تعلمت فاطمة صاحبة الـ 24 عامًا، وابنة محافظة المنوفية لغة الإشارة بمجهود ذاتي، لترجمة أكثر من فيديو للأشخاص الصم وضعاف السمع سواء مترجمة أو بإشارات مرسومة أو تعليمية من خلال طريقة منظمة تساعدهم على التواصل وتقريب المسافات بينهم وبين الناس منذ أواخر عام 2019.

قوبلت مبادرة فاطمة خريجة كلية التربية قسم الطفولة في البداية بالسخرية والتنمر، لكنها تحدت هذا ونفذت فكرتها بدعم من والدتها، وكان تركيزها على الجانب الديني كونه يحوي رسالة سلام نفسي وطمأنينة أكثر، فكان أول فيديو لها هو ترجمة لسورة الإخلاص.

ولم تقف فاطمة عند هذا الحد لكنها أطلقت مبادرة أخرى، بعنوان: «حاوره بالاشارة» لتوعية الناس بتعلم أكبر قدر ممكن من لغة الإشارة لدعم الصم وضعاف السمع، كما تطوعت في أحد الجمعيات الخيرية لمدة 4 ايام في الأسبوع، يومين لخدمة الصم، ويومين لتنمية مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال ذلك اكتشفت فجوة كبيرة في المجتمع بين فئة الصم والمتكلمين.

وجاءت تعليقات الناس على ما تفعله فاطمة في معظمها إيجابية، لكنها لم تخل أيضًا من بعض التعليقات السلبية والمستفزة والتي تحمل في طياتها دلائل على التنمر، وكان من أبرز التعليقات القاسية التي لم تنسها الفتاة العشرينية " بتاعت المعوقين لعبه".

وتحلم الفتاة التي تدرس علم النفس الآن تخصص ذوي القدرات الخاصة باستخدام طرق أكثر ابداعا ومواكبة للتكنولوجيا المعاصرة لخدمة فئة الصمم وضعاف السمع، مضيفة: «حلمي اشوف نفسي أخصائية نفسية كبيرة لذوي القدرات الخاصة من هذه الفئة العظيمة، وأقدر افيدهم بكل ما أوتيت من قوة، والتكمن من الحديث عنهم في كل المنصات الإعلامية والإجتماعية المشهورة، وكذلك السوشيال ميديا، والتي كانت أحد الجروبات الكبيرة بها دافعًا قوي لي».


من جانبها ابتكرت سمية إسماعيل النشار، صاحبة الـ 30 عاما، فوتوسيشن لدعم الصم والبكم وجاءت لها الفكرة خلال حضورها أحد المهرجانات الكبري بمكتبة الإسكندرية، كما أوضحت لـ «صدى البلد»، حيث لاحظت فيه حضور عدد كبير من أصحاب القدرات الخاصة من الصم والبكم ترافقهم مترجمة الإشارة، مما لفت انتباهها لكيفية مشاركتهم في كل هذه الأنشطة رغم معاناتهم.

وتواصلت سمية، ابنة محافظة البحيرة، مع المترجمة صفاء منصور، التي أصبحت صديقتها فيما بعد، لتطلب منها خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية تصوير أحد الشباب المؤثرين في مشروع دمج ذوي القدرات الخاصة بالمجتمع من خلال التعبير عن المشاعر بدون كلام باستخدام لغة الإشارة، ويكون أبطالها الرئيسيون أحد الشباب من فئة الصمم والبكم بمشاركة شخص عادي آخر، وكانت هي.

الهدف من مشروع سمية هو دعوة الناس إلى تعلم لغة الإشارة وفهم مشاعر تلك الفئة المجتمعية المهمة في مصر، ونفذته سمية بمساعدة صديقتها المصورة إيمان عرب، باختيار المكان والشخص المناسب وهو  طالب جامعي مغترب يدعي صالح الزفزافي، متخرج من أول دفعة صم وبكم من كلية التربية النوعية بمصر.

وعرضت سمية الفكرة على الطالب الذي رحب بها على الفور وتحمس للأمر، لكنها صورت نفسها اولًا وهي تشرح 12 تعبيرًا مختلفًا لأصحاب الصم والبكم بمساعدة صديقتها المصورة إيمان، وارتدت فيها ملابس عادية جدًا بألوان مريحة وسط إضاءة خافتة  وموسيقي هادئة.

وأثار فوتوسيشن سمية الذي استغرق تصويره لمدة 3 ساعات ضجة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة بين فئة الصم والبكم وأهلهم، ليشجعوها على تصوير المزيد من الكلمات والتعبيرات، مختتمة: «معظم الصور بصراحة أخدت انتشارا واسعا جدًا بين الناس، حيث عبرت عن حالتهم و مشاعرهم، وأرجو صنع المزيد لأصحاب الفئة المميزة الجميلة». 
 ‏