الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد العيسوي يكتب: النواب الجدد.. استقبال و10 ملاحظات

صدى البلد

منذ الإعلان عن فض دور الانعقاد الأخير في الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب ، بل وقبلها مع إعلان النتائج النهائية لانتخابات النواب 2020 كنت أتحسس موعد استقبال النواب الجدد واستخراج الكارنيهات مع اقتراب انتهاء الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب 2015 /2020 حتى جاء الإعلان من أمانة المجلس بأنها ستقوم باستقبال النواب الجدد الثلاثاء الماضي، مع وضع جدول زمني لهذا الاستقبال لعدم الزحام وتنسيق الأمور.


مع دقات الساعة العاشرة صباح الثلاثاء، انطلق القطار من محطة أمانة مجلس النواب بقيادة المستشار محمود فوزي الأمين العام لمجلس النواب (دينامو المجلس وخط دفاعه الأول) في حفل الاستقبال أبهر النواب أنفسهم قبل أن يعلق عليه أي من الحضور في هذا المشهد.


ومنذ اللحظة الأول بدأت معالم الحفل تشرق مبكرا فتواجد الـ "رجل المهام الصعبة" المستشار محمود فوزي وفريق عمله يؤكد أن هناك حدثا هاما وجللا ولا بد من التعامل معه على هذا الأساس وظهر الاهتمام والقوة في الأداء الذي ينم عن تحضير وعمل شاق من فريق العمل وخصوصا قطاع الإعلام ووجوه المبشرة دائما التي ترفع دائما شعار لا يوجد مستحيل والإمكانيات متاحة والاستغلال لها ممكن إذا أحسن التدبير والتفكير وهذا هو مصيرهم المستمر معنا دائما مع التنسيق المستمر أيضا مع القطاعات الأخرى للمجلس وظهرت الصورة أن هذا الحفل حقا يليق بـ 150 عاما حياة نيابية لدولة المؤسسات وهذه هي الملحوظة الأولى.


وخلال هذا الحفل الأسطوري بطبيعته وطبيعة منظميه، يكون الشعار الأخر المرفوع دائما وأبدا داخل أروقة مجلس النواب ويحرص عليه القائمون على تنفيذ قبل المطلوب منهم وهو تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية مع انتشار فيروس كورونا والتشديد على الحضور بضرورة متابعة هذه الإجراءات حفاظا على الصحة العامة وهذا كان واضحا منذ إعلان الأمانة العامة جدول ترتيب الحضور للنواب سواء القائمة والفردي بحيث لا يتخطى اليوم أكثر من 110من النواب وإن كان هذا لن يحدث إلا في نواب الفردي وهذه كانت الملاحظة الثانية.


وعندما تقترب من البهو الفرعوني المخصص لاستقبال النواب لاستلام الكارنيه والحقيبة البرلمانية تجد نفسك كنائب أو حتى من الحضور أمام خدمة مميزة من خلال تقديم وجبات إفطار مع جميع المشروبات وبأفضل الإمكانيات تليق أيضا بأروقة مجلس النواب والدولة المؤسسات والكرم المصري الأصيل مما يؤكد حسن الضيافة الموجودة في البرلمان المصري وهذه هي الملحوظة الثالثة.


حتى اللحظة تسير الأمور بشكل طبيعي ومنظم، لتجد نفسك سواء كنت نائبا أو من الحضور أيضا أن هناك مشهدا آخر ملفتا للانتباه هو أن أمين عام المجلس يتجول بين الحضور والموظفين يتابع كل صغيرة وكبيرة وإن كان هذا ليس بغريب على "دينامو البرلمان"، لكن الملفت أن المستشار محمود فوزي لا يترك كبيرة أو صغيرة في حفل الاستقبال إلا ويتابعها مع استقباله الحافل للنواب الجدد والقدامى ومن يسبق له المعرفة أو لا ويعامل الجميع وكأنه يعرفه منذ سنوات بطريقته المعتادة وهى التقرب للأخر ومع الابتسامة المعهودة والتي لا تفارقه في أصعب الأوقات مع استمرار توجيهاته وتنسيقه مع جميع الزملاء في الأمانة لتخرج الصورة في أحسن حال وهو ما يحدث دائما وأبدا في مثل هذه الأمور النيابية.


ويحرص المستشار محمود فوزي على التواجد في البهو الفرعوني خلال المدة الزمنية المحدد لاستخراج الكارنيهات والتي تبدأ من الساعة 10 صباحا وحتى 5 مساء دون وقت للراحة ويدعو النواب الجدد لجولة داخل أروقة المجلس لإزالة الحاجز بين النواب الجدد ومجلس النواب وتعرف على تاريخ بلادهم النيابي وخلق الانطباع الأول لدى النواب الجدد بأن المسئولية كبيرة بحجم هذا التاريخ ولا أنسى كلمة المستشار محمود فوزي لكل نائب يحاول أن يثني على حفل الاستقبال وحجم الانبهار بالتنظيم إلا ويقول لهم أن حجم مسئولية كبيرة أيضا في انتظاركم كنواب جدد في الفصل التشريعي الثاني وهذه الملاحظة الرابعة.


المشهد الحقيقي الذي ينم عن هذا النجاح هو روح الفريق التي يتمتع بها العاملون في أروقة مجلس النواب بدءا من الأمين العام وقطاع الإعلام والدعم الفني وغيرها من القطاع التي تهدف في المقام الأول نجاح المنظومة البرلمانية لينعكس ذلك على المنظومة التشريعية والحقيقة أن هذه الروح واضحة وضوح الشمس وتظهر في الأوقات الصعبة ووقت إظهار قوة ومتانة مجلس النواب وتاريخه وهذه كانت الملحوظة الخامسة.

 
ومع البداية وأول قلم في توقيع النواب الجدد لاستلام الكارنيهات خصوصا أن الأمانة العامة كانت قد انتهت من طباعة الكارنيهات الجديدة بعد أن تواصلت مع النواب الجدد وأحزابهم من أجل بيانات النواب الجدد لإنهاء الإجراءات قبل أن يأتي النائب منعا لزحمة مع فيروس كورونا، وبالفعل كان نصيب الأسد في أول مستلم للكارنيه الجديد هو النائب أحمد سمير وهو شاب كأول برلمانى ينتهى من إجراءات العضوية في الفصل التشريعي الثاني المزمع بداية 10 يناير المقبل، فيما كانت أول نائبة انتهت من استخراج إجراءات العضوية، هي ميرال هريدي، لتكون المساواة بين الرجل والمرأة قد ظهرت أيضا في حفل استقبال النواب الجدد ولقطة كانت واحدة لهما مما كانت هذه هي الملحوظة السادسة.


ويستمر المشهد وتستمر الحكاية وكأننا في عرس حقيقي يتسلم النائب الكارنيه الخاص به ويوقع على الاستلام ويتصور مع الأمين العام سيتم تكون القبلة ناحية الحقيبة البرلمانية (شنطة كبيرة وثقيلة) هكذا كان رد الفعل على ما بهذه الحقيبة والذي يتمثل في مجموعة من القوانين الأساسية لعمل النائب، وجهاز التابلت محملا عليه نسخة إلكترونية من الدستور والقوانين اللازمة، فضلا عن النظام الداخلي الخاص بأعضاء المجلس، و2 دفتر خاص بكل نائب يحتوى على نماذج لبعض الأدوات الرقابية، و2 أجندة خاصة بالأعضاء، وقلم تذكارى بمناسبة مرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية، وبطاقة التصويت الشخصى للاستخدام داخل القاعة الرئيسية، حقيبة ثقيلة ولكن المسئولية الوطنية والشعبية أثقل يا معالي النائب ويا معالي النائبة وكان الله في العون و الحقيبة الكبيرة هي الملحوظة السابعة.


وعند الخط الفاصل ما بين الحقيبة والكارنيه ننتظر النواب الجدد والحقيقة أن التنوع الموجود يشير إلى أننا أمام فصل تشريعي ذات طابع خاص وإن كانت الملحوظة حينما تتحدث مع النواب الجدد أن هناك مجموعة كبيرة من النائبات وخصوصا أبناء جلدي (الصعيد) تشعر بالتفاؤل والأمل..نائبات أعمارهم صغيرة وخبراتهم كبيرة ..فخلال الحديث معهم وجدت بداخل كل نائبة من الصعيد أو معظمهم أن هناك حماسا غير عادي ورغبة في العمل الوطني والتطوعي غير مسبوقة وأمل في غد أفضل لم أرها من قبل ..نائبات في مختلف التخصصات والأحزاب والفكر ولكن يجمعهم هدف واحد هو خدمة الناس والوطن وعمل شىء للمستقبل هكذا كانت رائحة الأمل التي اعتبرتها الملحوظة الثامنة. 


150 عاما النيابي يمثل أعمار دول تحاول النيل من استقرار الدولة المصرية ولهذا التاريخ عنوان وإن كان التاريخ الحديث وخصوصا برلمان ثورة 30 يونيو وما أنجزه من تشريعات يمثل حدثا إعلاميا إقليميا وعربيا يجب الاهتمام به وهو ما كان ملحوظا خلال التواجد الإعلامي والصحفي من مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والتي نقلت الصورة حية من أروقة مجلس النواب ونقلت رسالة النائب للمواطنين ونحن بدورنا كإعلاميين وصحفيين سننقل رؤية المواطن إلى النواب في القريب العاجل ، وكما أرغب أن أشير هنا أيضا إلى الجهد الرائع الذي ظهر أيضا واضحا من قبل قطاع الإعلام في المجلس والذي دائما أرى أنه عند حسن الظن وعلى قدر المسئولية وخصوصا في هكذا مواقف فكل التحية لهم فردا فردا  مما يسهل عمل الزملاء من الإعلاميين والصحفيين شئون مجلس النواب في ظل العلاقة الجيدة (علاقة الحب والمودة والاحترام والدفء) التي تجمع بين الأمانة العامة وخصوصا المستشار محمود فوزي وقطاع الإعلام بقيادته التي لا ترغب دائما وأبدا في الإشارة لها وكذلك الزملاء الأعزاء في هذا القطاع وبين المحررين البرلمانيين من مختلف المؤسسات وهذه كانت الملحوظة 9.


وإن كان اليوم قد قرب على الانتهاء وتكون أنت كمحرر برلماني قد انتهيت من كل ما تريد وأصبحت لا تجد الجديد إذ بالمعلومات الجديدة والقيمة التي يصدرها الأمين العام في "المؤتمر الصحفي لنهاية اليوم" لتجد ما هو كل جديد وكأنك لم تحضر طول اليوم ليعطيك موجزا نهائيا لليوم بما يمثل "حصاد اليوم" مع وجود بعض التصريحات التي تحمل رسائل مهمة نحو البرلمان الماضي والمستقبل وهذه هي الملحوظة العاشرة وإن كانت ليس الأخيرة حيث لا أستطيع أن أغفل الدور الأمني الذي تقوم به أجهزة الأمن في مجلس النواب وقيادتها وضباطها وأفرادها المخلصين من تنظيم عمليات الدخول والخروج للنواب الجدد وكل الحضور مما يؤكد الخبرة الأمنية لهؤلاء وحسهم الوطني ورغبتهم في خدمة الوطن (عاش رجال مصر المخلصين وأنعم الله على مصر وقيادتها وجيشها وشرطتها وشعبها بالأمن والأمان).