الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: من علامات الساعة‎

صدى البلد

عندما ننظر إلى أحوال البشر وما آل إليه حالهم نتألم ونحزن ويتأكد لنا أننا في آخر الزمان، وأن الدنيا أوشكت على الانتهاء والرحيل خاصة أن علامات القيامة الصغرى كلها قد ظهرت بل إن بعض علامات القيامة الكبرى قد ظهرت، سئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن موعد الساعة، فقال عليه الصلاة والسلام" "إذا وجدتم شح مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه فانتظروا الساعة"، وكل هذه العلامات قد ظهرت وتحققت، نعم فكثير من الأغنياء قد تملكهم البخل والشح ومنعوا حق الله تعالى في أموالهم ولم يعطوا الفقراء والمساكين حقهم في أموالهم وخالفوا قوله عز وجل، "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم".

هذا والعلامة الثانية التي أشار إليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هي هوى النفس المتبع قد ظهرت بقوة ووضوح وواقع أحوال الغالبية العظمى من الناس يؤكد ذلگ نعم فقد تغلبت أهواء الأنفس واستحكمت وطغت الشهوات وتمكنت من النفوس حتى إن العرى والخلاعة والمجون والإباحة أصبحوا من سمات هذا العصر الذي غابت فيه القيم والأخلاق والفضيلة وذهب الحياء من الله تعالى إلا عن قليل من الناس الذين ما زالوا يستمسكون بقيم وأخلاق دينهم وهم الغرباء كما وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء"، وهم القابضون على النار كما قال عليه الصلاة والسلام، "يأتي زمان يكون القابض على دينه كالقابض على جمر من النار".

هذا والعلامة الثالثة، هي إعجاب كل ذي رأي برأيه، نجد هذا واضحا جليا في زمننا هذا فالكل معجب برأيه ويظن أنه على صواب وما عداه خطأ حتى الذين استحلوا دماء الأبرياء وروعوا الآمنين وأفسدوا في الأرض من أصحاب الفكر المتطرف المسموم والخاطئ معجبون برأيهم ويتوهمون أنهم على حق وصواب وما عداهم على باطل وخطأ، وفي الحقيقة هم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

هذا ومن العلامات الذي ذكرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن تلد الأمة ربتها، وأن يتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان وأن يسد الأمر إلى غير أهله وأن يعوق الولد والديه وأن يتشبه الرجال بالنساء، وأن تمشي النساء كاسيات عاريات وأن تنزع البركة من الأرض، وأن يكثر الهرج أي القتل وأن يظهر زنا المحارم وأن تأكل الأم من فرج ابنتها وأن يعم الفساد في الأرض، وأن تقع الزلازل في الأرض وأن تضيع الأمانة وأن يكذب الصادق ويصدق الكاذب وأن تعم الفتن ويكون العاقل وقتها حيران، وأن تنتشر الفواحش وأن يصبح العبد مؤمنا ويمسي كافرا وأن يمسي العبد كافرا ويصبح مؤمنا، إشارة إلى تقلب وتغير الأحوال.

لقد ظهرت كل هذه العلامات التي تشير إلى نهاية الدنيا وفنائها فماذا ننتظر، ومتى نعود إلى الله نادمين مذعنين مستغفرين تائبين، أحبتي ما أعظم رحمة الله بالعباد وما أقرب رحمته ومغفرته ما علينا إلا أن نقر ونعتذر نقر بفضله تعالى علينا ومدى إساءتنا وتقصيرنا في طاعته عز وجل ونعتذر إليه عنها ونسأله أن يرزقنا التوبة الخالصة وأن يعيننا على طاعته وحسن عبادته وذكره وأن يحفظنا من فتن الدنيا ما ظهر منها وما بطن وأن يرزقنا حسن الختام.